العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ

سوق العمل... وعي حقيقي أم مصطلح رنان؟!

بدا غالبية الطلبة المتخرجين من مختلف المسارات التعليمية متفائلين بواقع سوق العمل الحالي والحصول على وظيفة مناسبة بعد التخرج. وقد يُعزا ذلك إلى ثقتهم باختيار التخصص الذي وجدوه مواكبا لمتطلبات سوق العمل، وتركز ذلك عند طلبة المسار التجاري بشكل خاص والذي بلغ عدد خريجيه هذا العام 2178 طالبا وطالبة، ولذلك تصدرت أعداده قائمة الخريجين لهذا العام. فيما بلغ متوسط أعداد الطلبة للمستويات الثلاثة في المسار ذاته حوالي عشرة آلاف وستمئة طالب وطالبة يتوزعون على 11 مدرسة.

وما أكد ذلك أيضا غلبة اختيار حتى طلبة المسار العلمي لتخصصات انحصر أكثرها في المحاسبة والأعمال المصرفية ونظم المعلومات الإدارية إذ أشار الطلبة إلى أن الاختيار جاء بناء على احتياجات سوق العمل. وعلى الصعيد ذاته ذكرت إحدى المتفوقات أن التخصصات التجارية تكاد تكتسح السوق، وقالت أخرى إنها تتيح مجالات أوسع لاختيار الوظيفة بعد التخرج.

مصطلح «سوق العمل» لم يكد يغيب عن أي من إجابات المتفوقين والمتفوقات الخاصة بسؤال «ماذا تنوي أن تتخصص في الجامعة؟ ولماذا؟» إذ أشار الغالبية العظمى إلى أن سبب اختيار التخصص جاء لمواكبة السوق. كما لم يغب ذلك المصطلح عن سؤال آخر هدف إلى التعرف على آراء المتفوقين في مدى إمكانية إسهام الشباب في حل مشكلة البطالة أخذا في الاعتبار واقع سوق العمل الحالي. إذ ذكر الغالبية أن الحل الرئيسي يكمن في اختيار التخصصات المناسبة لسوق العمل لضمان الحصول على فرصة للعمل فيما بعد، الأمر الذي يعكس اهتمام الكثير بالتأكد من حسن الاختيار سواء في التخصص في المرحلة الثانوية أو الجامعية.

وربما صدق حدس طلبة التجاري ومن ينوي اختيار تخصصات تجارية في الجامعة إذ احتلت التخصصات التجارية كالمحاسبة ونظم المعلومات الإدارية والأعمال المصرفية نصيب الأسد وفق خطة البعثات التي وضعتها وزارة التربية والتعليم.

يبقى أن نوضح أن بقية الحلول التي اقترحها المتفوقون لحل مشكلة البطالة تمثلت بالدرجة الثانية في قبول الوظائف ولو البسيطة منها، والقبول برواتب قليلة إلى حين الحصول على فرص أفضل. ومن جهة أخرى رأى البعض أن المسئولية لا تخص الشباب بقدر ما تخص الحكومة ووزارة العمل. وآخرون رأوا أن في مواصلة الدراسات العليا والتفوق في الدراسة حلا ربما لفرض الفرد ذاته في السوق، فيما أكد البعض وجود المحسوبية والواسطة التي تعوق كل المحاولات الخاصة باحتواء الأزمة. وتظل فئة أخرى قليلة ذكرت بأن الحل في الجد والاجتهاد والمثابرة من دون توضيح القصد من ذلك، وربما كانت تلك الإجابات مخرجا لسؤال لم يرغبوا في التفنن في الإجابة عليه.

وتظل الأسئلة المطروحة هل الشباب وخصوصا حديثي التخرج يعون بالفعل متطلبات سوق العمل؟ أم البعض ذكرها كمصطلح رنان يدل على وعي قد يكون موجودا وقد لا يكون. وهل يحظى الفرد بوظيفة لتخطيطه المسبق وتأكده من ملائمة تخصصه لسوق العمل أم أنه يحصل عليها فيما بعد كضربة حظ ليس إلا؟

العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً