لا أعتقد أن هذا المقال سيروق بشكل خاص لبعض رجال الصحافة، عندما يحاولون بشكل أو بآخر خلط الأوراق وبعثرتها هنا وهناك، ولاسيما إذا جاءت أعمدتهم فارغة، وهي تتفلسف أمام بعض الجمعيات السياسية التي لا تنظف سواحل المملكة، فتنصحها بتبادل الأدوار مع بعض أنشطة الكشافة المدرسية، وحتى تحل الثرثرة الصحافية محل الثرثرة السياسية.
قاطعت الجمعيات السياسية الأربع الانتخابات النيابية، وفق رؤى ووجهات نظر خاصة بها، مما أثار (الغيرة الوطنية) عند الأقلام الناشفة، فراحوا ينظرون لتلك الجمعيات كبنت الدجاجة السوداء، يكتبون عن عرائضهم، ومواقفهم، وعن احتجاجاتهم، متى ما زادت أقلامهم نشافة، فقط، لملء فراغ أعمدتهم اليومية ولربما الأسبوعية، حتى لا تنكشف عورة الأقلام الناشفة أمام العباد، ولست أدري لم لا يملأون أعمدتهم مثل ما ملأت الجمعيات المقاطعة طاولة المحك بالقضايا الحاسمة، بدلا من الكتابة عن الذهاب لبنجلادش، أو الشوبنج، وآخر عن قناة المنار، ثم لا أعتقد أن الشوبنج (قضية)، أو قضية تعادل قضية مواطن يتقاضى راتبا شهريا قدره 120 دينارا، أو رئيس تحرير يجرجر للمحاكم بتهمة نشر خبر!! وكما لا أعتقد أيضا بأن المملكة قد أنجزت كل ما هو معلق في أجندة المشروع الإصلاحي حتى نكتب عن الشوبنج وغيره من الثرثرات الصحافية، ولكي تنالوا وسام السلطة الرابعة أليس من المفروض طرح القضايا الساخنة التي تعيش على صفيح ساخن!؟
ولي سؤال لكم هو: كم فرصة ضيعتم على حساب الكثير من القضايا المفتقرة للطرح في أعمدتكم بطرحكم الغير واقعي؟ وكم وكم.
ولعلي أسدي للصحافة المشوهة خدمة ناصحة حينما أقول: إن الصحافة الحقيقية بطبيعتها هي مرآة المجتمع، فإذا لم تكن كذلك، صارت من قضاياه ومعاناته، فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
البحرين - بدر الحايكي
العدد 294 - الخميس 26 يونيو 2003م الموافق 25 ربيع الثاني 1424هـ
