نعم... لم أتردد لحظة واحدة في كتابة هذا العنوان عندما أوحى اليّ عقلي بذلك... ونزولا عند مستوى أصحاب العقول «النيّرة» اذ أجدني اضطر الى ذلك منعا لحدوث أي التباس - فإنني أريد ان أوضح أنني كتبت ذلك العنوان على سبيل المجاز من الناحية البلاغية، وليس من الناحية الدينية والعياذ بالله... حقا لقد جئت يا أستاذ من خلال هذه الصفحة الفاضلة لتخرجنا من الاحباطات النفسية الى أنوار المدائن التقديرية، اذ المساكن الراقية التي تليق بمكانة الشاعر والشاعرة، والتي تشمل الانارة المبهرة التي تسلط ضوءها على القدرات الكامنة في ذات الشاعر... اضافة الى التهوية الجيدة التي من شأنها ان تنعش نفسه فيدب فيها التفاؤل والحيوية ما ينعكس ذلك على ديناميكية عقله، فتعمل بكل جدّ ونشاط... وهذا ضروري جدا للشاعر حتى لا يتراكم على ذهنه الصدأ فتتآكل أفكاره ومن ثم... تنعدم.
ويكفينا من ذلك كله ان تنفذ الى تلك المساكن شمس مقالاتك المشرقة التي تحميها من حشرات الآراء المحملة بالميكروبات التي قد تجلب الأمراض للشعر والشعراء والشاعرات.
الاستاذ الجمري، لقد سبق ان ذكرت في احد اللقاءات التي اجرتها معي اذاعة قطر أنني لطالما حلمت بوجود صفحة شعرية تحمل السمين من الشعر الذي يغني من جوع الشوق الى قراءة القصائد التي تملأ العقل والوجدان فيشعر حينئذ القارىء بالشبع الحسي والارتواء الذاتي اللذين يعينانه على مواصلة السير في درب القراءة.
وأخيرا تحقق حلمي ورأيت الصفحة التي أنعشت - بحق - روح ظما الوجدان من ناحية حرية التعبير وطرح وجهات النظر، سواء من خلال القصائد أوالموضوعات... بل وجعلتها تسعى الى تحقيق التألق والتميز اللذين من شأنهما أن يرفعا بها الى قاب قوسين أو أدنى من مملكة الشعر التي لا يستحق ان يدخلها الا أصحاب الاقلام المتميزة.
وأخيرا، فإن صاحبة هذا القلم تعدك باستمرارية التواصل مع صفحتكم حتى آخر رمق في مشوارها الشعري... كما تعطيك الصلاحية لنشر أية قصيدة تجد فيها ما من شأنه ان يرفع من رصيدها الشعري، واذا حدث - لا قدر الله - ووجدت ان هناك قصيدة لا تستحق ان تضاف الى سجلات الشعر، وفي خانة التميز تحديدا... لك الحق في ان تمحوها من ذاكرة الشعر
العدد 295 - الجمعة 27 يونيو 2003م الموافق 26 ربيع الثاني 1424هـ