على رغم أنها مدينة ولكن ليس لها من المدينة إلا المعنى والدلالة، وحالها يمكن أن يقال عنه أنه كارثي وموبوء، ففتحات الصرف الصحي في الرفاع الشرقي غير مستقرة في مكانها المعتاد بسبب الفيضانات المستمرة التي تشهدها كل يوم في مجمعات سكنية متفرقة، والساكنون فيها ألفوا الروائح الكريهة المنبعثة منها بعد أن بحت أصواتهم وتعرض الكثيرون منهم للأمراض.
ممثل الدائرة الأولى عضو مجلس بلدي المنطقة الجنوبية ذياب النعيمي، حذر في تصريحات كثيرة نشرت في الصحف المحلية، من احتمال تعرض الرفاع الشرقي إلى كارثة بيئية وصحية بسبب تجمع مياه الصرف الصحي في الشوارع والممرات، وذلك إثر تأخر إنشاء شبكة مياه الصرف الصحي، ولكن نداءاته لم تلقَ أي تحرك إيجابي من قبل الجهات المعنية.
وذكر النعيمي أن المقاول المنفذ لشبكة الصرف الصحي، كان من المفترض أن يبدأ في أعمال الإنشاء منذ مطلع العام 2007 في مجمعات (905، 907، 911)، التي تقع ضمن المرحلة الخامسة من مجاري الرفاع الشرقي (E5)، ولكن الشركة التي رست عليها المناقصة، اكتفت بتركيب لوحة البدء في المشروع ولم تحرك أي حجر حتى الآن.
ولفت ممثل «أولى الجنوبية» إلى أنه قام بالتعاون مع أهالي الرفاع الشرقي، بوضع حلول بدائية ومؤقتة لتدارك المشكلة من خلال دفن مواقع تجمع مياه الصرف الصحي بالحصى أو سحب المياه بواسطة الصهاريج التي أصبحت لا تستوعب عدد الطلبات نتيجة كثرة «البلاعات» التي تتعرض للفيضان.
مجلس «بلدي الجنوبية» سعى لإنقاذ الوضع المتردي للمنطقة كحل مبدأي إلى مطالبة الجهاز التنفيذي في البلدية بزيادة عدد الصهاريج المخصصة لشفط البلاعات بصورة مستمرة، لكي يجنب الأهالي أكبر قدر من الأضرار الناجمة عن تجمع مياه المجاري على مشارف بيوتهم.
وفي هذا الجانب، قال رئيس بلدي المنطقة الجنوبية علي المهندي: «البلدية كانت لديها في السابق 3 صهاريج لشفط المجاري تعمل على فترتين، ثم رفع المجلس البلدي العدد إلى 8 سيارات وبعد ذلك إلى 10 سيارات، وفي آخر اجتماع له رفع العدد إلى 12 صهريجا، على رغم أن وزارة الأشغال مسئولة عن جزء من 905 ومجمعي 907 و911، حيث اتفقت مع البلدية على أنها ستتحمل مسئولية شفط 60 بلاعة يوميا في الرفاع الشرقي».
وتابع المهندي «اجتمعنا مع الأشغال وأكدنا لهم أنه لا يهمنا توفير الصهاريج، وحملناهم مسئولية أية بلاعة تتعرض للفيضان، إذ أن إدارة المجاري غير متعاونة في عملية الشفط، وهذه المسئولية لا تلقى على عاتقنا كبلدية بل على الشركة التي حددتها وزارة الأشغال لتولي مسئولية أعمال الشفط».
وأضاف «عضو الدائرة يرفع لي يوميا مذكرات عن فيضان البلاعات التي أصبح المواطنين يترددون بسببها على المستشفيات بعد أن تعرضوا للأمراض، علما أن مسئولي المجاري يعاينون هذه البلاعات ويرون بأعينهم الفيضانات المحيطة بها، لذلك أحمل إدارة المجاري مسئولية ما يحصل، وخصوصا أننا طلبنا من البلدية شفط البلاعات في المناطق التي تخص وزارة الأشغال».
ودعا رئيس «بلدي الجنوبية» وزير الأشغال فهمي الجودر إلى إصدار تعليماته إلى الشركة المسئولة عن إنشاء شبكة المجاري في الرفاع الشرقي، للإسراع في شفط البلاعات، مشيدا بتعاون الوزير مع المجلس طوال الفترة الماضية.
وأوضح أن «مشروع المجاري في المنطقة تأخر لمدة 3 أشهر بعد أن كان من المفترض أن يبدأ مطلع العام الجاري، حيث سيتم التفاوض مع الشركة المنفذة لتخفيض قيمة العطاء الذي قدمته».
من ناحية أخرى، تحدث المهندي وجود مشكلة مصارف مياه الأمطار، مشيرا إلى أن وزارة الأشغال وعدت المجلس البلدي بتنفيذها، ولكن حتى الآن لم يتحقق شيء.
وكان الوكيل المساعد للصرف الصحي بوزارة الأشغال خليفة المنصور، ذكر في وقت سابق أنه من المتوقع أن تباشر وزارته العمل في المرحلة الخامسة من مشروع إنشاء شبكة مجاري الرفاع الشرقي، في النصف الأول من شهر فبراير/ شباط 2007.
وأفاد المنصور بأنه تمت ترسية المشروع بكلفة تقدر بـ3 ملايين و302 ألف دينار، على أن يتم الانتهاء من تنفيذه في يناير/ كانون الثاني 2010، إذ ستستمر أعمال المشروع 3 سنوات، وتشمل بناء خطوط مجاري رئيسية وفرعية بطول 33 كيلومترا، و2852 غرفة تفتيش، ومحطة ضخ مجاري.
وقال إن مشروع مد شبكة الصرف الصحي في الرفاع الشرقي، يتألف من 7 مراحل، إذ ستشتمل المرحلة السادسة مجمعات (901، 903، 905، 909)، ومن المنتظر أن تطرح مناقصته في النصف الأول من العام 2008، في حين من المتوقع أن تطرح مناقصة المرحلة السابعة والأخيرة في النصف الأول من العام 2009، والتي ستغطي مجمعات (929، 931، 939).
العدد 2319 - السبت 10 يناير 2009م الموافق 13 محرم 1430هـ