أفادت رئيسة لجنة الرضاعة الطبيعية ومديرة إدارة الصحة العامة بالوكالة خيرية موسى بأن نتائج الدراسة التي أجراها قسم التغذية في إدارة الصحة العامة مع منظمة الصحة العالمية كشفت أن 51.2 في المئة من الأطفال يتم إعطاؤهم الحليب الصناعي إلى جانب الرضاعة الطبيعية وبلغت نسبة الأطفال الذين يعطون الماء والأدوية الشعبية خلال الشهور الثلاثة الأولى 74.5 في المئة.
وقالت موسى: «وبينت الدراسة أن 95.1 في المئة من الأطفال يرضعون طبيعيا من أمهاتهم إلا أن 10 في المئة فقط من الأطفال يتم إرضاعهم رضاعة طبيعية مطلقة وهو ما يعني تغذية الأطفال بحليب الأم وحده للشهور الأربعة الأولى، و4.9 في المئة من مجمل العينة تمت رضاعتهم بالحليب الصناعي بشكل كلي ولم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية».
وذكرت رئيسة لجنة الرضاعة الطبيعية «تعتبر هذه الدراسة من الدراسات المهمة التي أنجزها قسم التغذية في إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وقد أجريت في العام 2002 بعد نجاح تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال على جميع مراكز المملكة حول الأنماط والأساليب المتعلقة بالرضاعة الطبيعية في أول سنتين من عمر الطفل للتعرف على نسبة ممارسي الرضاعة الطبيعية والفترة التي تقدم فيها بدائل لبن الأم والأسباب الداعية لذلك لتقييم سياسة الرضاعة الطبيعية والمقارنة بين الوضع في البحرين وأحدث توصيات المنظمة وكان قوام الدراسة عينة ضمت 408 طفلا تم اختيارهم عشوائيا من عيادات الفحص الدوري في أقسام رعاية الأمومة والطفولة في المراكز الصحية».
وأوضحت «يأتي الاهتمام بالرضاعة الطبيعية لأنها إحدى الدعائم الأساسية للرعاية الصحية الأولية لما توفره من حصانة طبيعية للأطفال ودورها في النمو الجسمي والعقلي وتقوية مناعتهم وتقليل فرص إصابتهم بالأمراض المعدية وغير المعدية مثل السمنة والسكري والضغط وما أثبتته الدراسات من انخفاض معدل الإصابة وارتفاع معدلات النمو الذهني عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية مطلقة عن دونهم من الأطفال ومساعدتهم على النمو السليم وتقويتها للعلاقة بين الأطفال والقائمين على رعايتهم كالأم والأب وغيرهما من أفراد الأسرة، وأما فوائد الرضاعة بالنسبة للأم فهي تقلل من نسبة إصابتها بهشاشة العظام وسرطان الثدي والمبيض وتساعد على المباعدة بين الولادات ما يحفظ من صحة المرأة وإنتاجيتها». وواصلت موسى «وبناء على هذه النتائج تم وضع عدة توصيات من أجل رفع مستوى الرضاعة الطبيعية المطلقة في البحرين وذلك عن طريق وضع الخطط والبرامج الوطنية إلى جانب تعزيز البرامج الموجودة لحماية وتشجيع الرضاعة الطبيعية بجميع الوسائل الممكنة كإدخالها في المناهج الدراسية وتدريب ممرضات صحة المجتمع والعاملات في أجنحة الولادة على إيصال المعلومات اللازمة للأمهات وتدريبهن على حل المشاكل المتعلقة بالرضاعة الطبيعية، ومتابعة تطبيق القوانين والتشريعات المختصة بتسويق بدائل لبن الأم والمستشفيات الصديقة للأطفال».
وتابعت مديرة الصحة العامة بالوكالة «وتم خلال الأعوام الماضية تدريب قرابة 400 من الممرضات والمثقفات الصحيات في المراكز الصحية والمستشفيات في مجال الرضاعة الطبيعية تلاها تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال وتعميم سياسة الرضاعة الطبيعية على الأطباء وممرضات صحة المجتمع ووضع الملصقات عند مدخل كل مركز صحي، كما حصلت البحرين على شهادة تهنئة من قبل منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة على نجاح المبادرة قبل موعدها المحدد وبذلك تم تحويل كل مستشفيات البحرين إلى مستشفيات صديقة للأطفال».
وواصلت موسى «وتم تحديث جدول التطعيمات وبرامج الرضاعة الطبيعية ورعاية الحوامل والأطفال دون سن الخامسة من العمر وفقا لما توصي به منظمة الصحة العالمية لمواكبة التطورات العلمية العالمية وقد انخفضت المؤشرات الحيوية المتمثلة في معدل وفيات الأمومة من 0.46 في العام 1995 إلى0.20 في العام 2005 ومعدل وفيات الرضع من 9.7 إلى 8.9 لكل 1000 مولود حي والأطفال دون الخامسة من 12.1 إلى 10.9 للنسبة ذاتها».
وأشارت إلى أن وزير الصحة سابقا جواد العريض أصدر قرارا وزاريا في يناير/ كانون الثاني من العام 1992 يقضي بتشكيل لجنة تتضمن أطباء وممرضات وإداريين لتقييم وضع الرضاعة الطبيعية وبحث تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة وفي مايو/ أيار من العام نفسه قامت اللجنة بإعداد خطة عمل لتشجيع الرضاعة الطبيعية وتطبيق مشروع المستشفيات الصديقة للأطفال وفيها اختير مركز جدحفص الصحي ومستشفى جدحفص للولادة لتطبيق هذه المبادرة كتجربة أولى.
العدد 2319 - السبت 10 يناير 2009م الموافق 13 محرم 1430هـ