إن أكثر ما يحتاج إليه المريض في فترة مرضه هو عناية الطبيب ورعاية الممرض له كي يتمكن المريض من تجاوز ما يمر به من الألم يجب أن يحظى بالعناية الصحية اللازمة التي من شأنها أن تخفف الألم باعتبار الرعاية والاهتمام هو كل ما يحتاجه المريض، بل يقولون ان الحال النفسية للمريض هي نصف العلاج وأن أكثر الأمراض انتشارا تتم معالجتها نفسيا أولا ومن ثم تأتي الاستعانة بالأدوية والعلاجات الأخرى، فالمرض شعور داخلي في كثير من الأحيان كما هي الصحة، فابتسامة الطبيب والممرض تشعر المريض بالصحة والحياة على رغم كونه مريضا كذلك انتقاء واختيار الكلمات التي من شأنها رفع المعنويات والحال النفسية للمريض لها دور كبير في العلاج كل هذا يتوقف على الطبيب المعالج وعناية الممرض ولكن ما حز في نفسي وجعلني أشعر باللوعة والحزن والألم ما رأيته في جناح 61 إذ يرقد في هذا الجناح مرضى نقص الدم (السكلر) وما يعانونه من آلام ومتاعب نفسية وجسدية من جراء عدم اهتمام موظفي الجناح بمرضى السكلر وما أزعجني كثيرا أن أحد المرضى أخذ يجهش بالبكاء من شدة الآلام والمعاناة فطلبت منه أن يضغط على زر المساعدة الموجود على السرير ولكنه أشار لي متألما أن زر المساعدة لا يعمل وهو معطل من قبل موظفي الجناح وذلك لكثرة حاجة المريض لهذا الزر لطلب المساعدة لتخفيف آلامه ومعاناته. إن ممرضي هذا القسم طلبوا الراحة وعطلّو جهاز المساعدة لكي لا يسمعوا ألم وبكاء مريض السكلر الموضوع لا يخلو كونه انسانيا فلا يجوز في أي حال من الأحوال تعطيل جهاز المساعدة بحثا عن الراحة وترك المريض بألمه ووجعه، وان كان المريض يستخدمه ويحتاجه باستمرار لتدهور حالته الصحية، رفقا ورحمة بالمرضى ولنعمل جميعا لزرع الثقة والمحبة والحياة في قلب المريض حتى يرتبط ألمه بأمله في البقاء، انها السعادة الحقيقية أن نزرع البسمة في وجه المريض.
جابر الراشد
العدد 323 - الجمعة 25 يوليو 2003م الموافق 26 جمادى الأولى 1424هـ