أقامت مؤسسة MDCI بتاريخ 23 يوليو ندوة عن الإدارة تحدث فيها روبين أسبي و أدريان أكروفد المرتبطان بجامعة هال البريطانية. تحدث أسبي في البداية إذ أشار إلى ترابط المدخلات والمخرجات في العملية الإدارية وعليه فإن وجود نقص في أحد عناصر المدخلات يؤثر سلبا أو إيجابا في المخرجات. على سبيل المثال وجود معلومات غير صحيحة سيترك أثرا عكسيا على القرار الذي يتخذه الإداري وبالتالي على النظام الإداري. وفي السياق نفسه أكد المحاضر أن سياسة تقليل المصاريف التشغيلية ربما تؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور مشكلات أخرى منها عدم تمكين المؤسسة من تحقيق أهدافها. ويمكن اعتبار كلام أسبي انتقادا إلى ظاهرة تقليل المصاريف التشغيلية عن طريق إعفاء موظفين عن أعمالهم أو إلغاء أعمال بعض الوظائف الإدارية. وهذه الظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة الأميركية ولوحظ ذلك بشكل واضح بعد الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول إذ قامت الكثير من الشركات بتقليص حجم القوى العاملة بحجة أن ذلك أمر ضروري لاستمرار المنافسة في السوق. إلا أنه لا يمكن لأصحاب القرار أن يصرفوا النظر عن الآثار السلبية لهذه القرارات على عواطف الموظفين الآخرين إذ الإحساس بأن نفس المصير ربما ينتظرهم في المستقبل وهذا بدوره له انعكاسات سلبية على أدائهم الوظيفي وعلى علاقاتهم مع الزبائن. وتطرق المحاضر إلى كلام مأثور عن العالم آنشتاين مفاده أنه ليس بمقدورنا أن نفكر بنفس الطريقة لحل المشكلات مقارنة بتصرفنا عند ظهورها، بمعنى أن تطورات سريعة تحدث في العالم ويجب أخذها في عين الاعتبار عند حدوث المشكلات وفي المقابل عند توفير الحلول لها.
بعد ذلك تحدث أدريان أكروفد إذ أشار إلى بعض المبادئ المهمة في العملية الإدارية ومنها الفعالية والكفاءة إذ الفعالية تعني بالضرورة نجاح المؤسسات في تحقيق نتائج مالية إيجابية أو أرباح مجدية كشرط أساسي للاستمرار والبقاء في المنافسة وأما الكفاءة تؤكد على أهمية استخدام الطريقة الأفضل للثروات والإمكانيات المحدودة الموجودة في المؤسسات. وأستشهد أكروفد بتجربة طيران الإمارات كمؤسسة ناجحة. إذ نجحت الشركة في تحقيق نتائج ملموسة ولكن بطريقة مدروسة منذ انطلاقها في منتصف الثمانينات وباتت اليوم شركة طيران يحسب لها حساب في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم. وأكد المحاضر على أهمية أن تحقق المؤسسات نتائج سريعة وإن كانت محدودة، وأشار إلى أن طيران الإمارات نجحت في هذا الخصوص إذ بدأت الشركة بتحقيق أرباح بعد فترة قصيرة من انطلاقها إذ كان لذلك الوقع الايجابي على الموظفين وتحفيزا لهم على العطاء. إضافة إلى ذلك لا بديل عن وجود برنامج مدروس للتوسعة لدى المؤسسات ويعتقد أكروف أن طيران الإمارات تمتلك خطط مدروسة للتوسعة.
وتعتبر الندوة هي الأولى من نوعها التي تقيمها مؤسسة إم دي سي آي والتي تقدم خدماتها في مجال التعليم
العدد 326 - الإثنين 28 يوليو 2003م الموافق 29 جمادى الأولى 1424هـ