شيع المئات من المواطنين والمقيمين وكذلك الأجانب وكبار الشخصيات ورجال الدين عصر أمس، الحاج حسن بن علي العالي الذي توفى عن عمر ناهز 28 عاما إلى مثواه الأخير.
ووري جثمان العالي في أرض الجامع الكبير الذي كان ينوي العالي بناءه، ويحمل اسم جامع الحاج حسن العالي الكبير، ويعد هذا المشروع من أضخم المشروعات الخيرية التي قام بها في حياته، كما يعد أكبر مسجد في منطقة الخليج العربي بعد الحرمين الشريفين، إذ يستوعب المسجد أكثر من 01 آلاف مصل، بحسب مصادر المشروع.
ومن جانبه طالب رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، بأن يقتدي كل تجار البحرين بما قام به العالي قائلا: «لو كانت ظاهرة العالي منتشرة بين تجار البحرين لساهموا في حل الكثير من القضايا، وإيجاد مشروعات متعددة في الجانب الثقافي والتعليمي وكذلك مساعدة الفقراء والمحتاجين».
عالي، كرباباد - هاني الفردان
انتقل إلى جوار ربه صباح أمس الحاج حسن علي العالي عن عمر ناهز 08 عاما، إذ يعد أحد اكبر التجار المعروفين في البحرين ومعروف بأعماله الخيرية التي غطت جميع أرجاء مناطق البحرين.
وحضر مئات المواطنين والمقيمين وكذلك الأجانب وكبار الشخصيات وعلماء الدين مراسم تشييع جثمان العالي والتي بدأت عصر أمس بالصلاة على الجثمان بعد ان تم تغسيله في حسينية الحاج حسن العالي والصلاة عليه في جامع عالي القديم وبعد ذلك خرجت مسيرة جنائزية كبيرة بالسيارات متوجهة إلى مثوى العالي الأخير بأرض الجامع الكبير الذي كان ينوي العالي بناءه ويحمل اسم جامع الحاج حسن العالي الكبير، ويعد هذا المشروع من أضخم المشروعات الخيرية التي يقوم بها في حياته كما يعد أكبر مسجد في منطقة الخليج العربي بعد الحرمين الشريفين إذ يستوعب المسجد أكثر من 01 آلاف مصلٍ - كما وصفه البعض -.
وقال عضو المجلس البلدي عبدالله العالي «إن هذه الأرض والتي سيدفن فيها العالي معدة لبناء الجامع الكبير وإن كل الرسوم الهندسية للجامع جاهزة وتنتظر التنفيذ على ارض الواقع وتم اختيار هذه الأرض من اجل أن تكون المثوى الأخير تكريما للحاج على كل ما قام به من أعمال خير لصالح هذه الأرض وأبنائها».
وأضاف ان «العالي يمتاز بصفات اجتماعية كثيرة، وهو شخص متواضع يستقبل المحتاجين في منزله أو مكتبه أسبوعيا، ويعتبر من الشخصيات المتدنية إذ يحرص على حضور المناسبات الدينية ولا يترك صلاة الجماعة، بما فيها صلاة الصبح التي لم يتركها حتى آخر يوم في حياته».
وأشار السيدعبدالله «إن العالي معروف على المستوى الرسمي وله عدة مشروعات ساهم من خلالها في بناء ونهضة البحرين والتنمية البشرية من خلال أعماله الإنشائية».
وقال عضو مجلس إدارة شركة دار الوسط للصحافة والنشرعبدالكريم علي فخراوي «مع رحيل العالي شعب البحرين خسر أحد رجالاته الخيرين صاحب الأيادي البيضاء والذي ترك لمساته لتحكي عنها أعماله الفريدة، فقد كان الراحل من الأشخاص النادرين وصاحب نظرة ثاقبة يؤمن بأن التاريخ سيخلد ذكرى الأشخاص وأعمالهم فلم يقتصر عمله على عمره القصير بل تجاوز بمنجزاته السنين».
وأضاف فخراوي ان «العالي كان ذا همة عالية عكست أعماله هذه الهمة، وكان خيره متفردا وواسعا، مشيرا إلى ان العالي كان من الأشخاص الذين خدموا الوطن وأبناءه وقلّ أن يجود الزمان بمثل هكذا رجال، وسأل فخراوي الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته».
وقال الشيخ محمد صالح الربيعي (أحد علماء الدين) إن «الحاج حسن العالي من الأشخاص القلائل في البحرين الذين فعلوا الخير الكثير للفقراء والمحتاجين ومن أهم ما قام به العالي بناء الكثير من المساكن والتي قدرت بالمئات وزعها على الفقراء والمحتاجين، بالإضافة لترميم الكثير من منازل الأسر المحتاجة في مختلف مناطق المملكة، وكذلك عمل على تزويج الكثير من شباب وشابات الأسر الفقيرة التي لا تستطيع دفع كلف الزواج وساهم في علاج المرضى، كما أشار الربيعي إلى ان العالي في السنوات الأخيرة عندما حرم الكثير من الطلبة مواصلة دراستهم قام بمشروع ضخم وهو كفالة الطالب الجامعي وتدريسه على حسابه الخاص حتى إنهاء مراحل الدراسة وذلك بالتعاون مع الصناديق الخيرية في كل منطقة».
وأشار الربيعي أيضا إلى «مشروع اكبر جامع في البحرين ومنطقة الخليج بعد الحرمين الشريفين والذي تكلف الحاج حسن العالي ببنائه والذي يسع لأكثر من 01 آلاف مصلٍ، كما يضم هذا المشروع مدرسة ومكتبة ضخمة بالإضافة إلى مساكن للقادمين إلى هذا الصرح الضخم».
وقال الربيعي في ذكر محاسن العالي إنه لم يترك صلاة الجماعة طيلة فترات كثيرة من حياته وحتى مع اشتداد المرض إذ لم يترك الصلاة التي تعود دائما أن يصليها وراء السيدجواد الوداعي، مشيرا إلى أن العالي قام بالكثير من الأعمال الخيرية التي كان منها الظاهر ومنها ما هو غير ظاهر ولا يعلمها إلا الله».
وأضاف الربيعي انه «لاشك ان المؤمنين محزونون على رحيل العالي ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوض عنه في أبنائه وفي إخوانه وأقربائه وان يجعلهم الخلف الصالح».
وتحدث لـ «الوسط» السيدجواد الوداعي الذي عرف عن العالي رجوعه إليه في كل الأمور التي يقوم بها وكذلك لم يترك الصلاة خلفه في أشد الأوقات وقال الوداعي إن «العالي دائما وأبدا لا يقوم ولا يؤخر إلا بمراجعة العلماء ولا يعمل أي شيء إلا بمشورة المراجع ورجال الدين، مشيرا إلى ان العالي كثيرا ما كان يأتي إليه وهو باكٍ لشدة إيمانه، وسأل الوداعي أن يختم له بالخير وقال «إننا لفقدنا له لمحزونون».
وقال السيدعبدالله الغريفي في ذكر صفات العالي إن «العالي كان مصدر عطاء وفير وبركاته في الكثير من المشروعات الخيرة وكان رجل خير وعطاء وكرم، وقدم الكثير لهذا البلد ولأبناء هذا البلد ومن ضمن ما يقدم هو ما ننتظره من مشروع وصرح يعد الأول في البحرين والكبير وهو بناء الجامع الضخم في منطقة كرباباد، مشيرا إلى ان تاريخ العالي ناصع ومشرف ونظيف ويعتبر من رجال البحرين في إنسانيته ومساهماته في أعمال الخير».
وأضاف الوداعي ان «العالي لم تغيره الأموال ولم تتغير - على رغم موقعه المالي والتجاري ومكانته في البلد - علاقاته بالناس وإحساسه بهمومهم».
ومن جانبه طالب رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان بأن يقتدي كل تجار البحرين بما قام به العالي قائلا «لو كانت ظاهرة العالي منتشرة بين تجار البحرين لساهموا في حل الكثير من القضايا وإيجاد مشروعات متعددة على الجانب الثقافي والتعليمي وكذلك مساعدة الفقراء والمحتاجين».
وقال سلمان: «العالي كان عنصر تجاريا نشيطا بدأ حياته التجارية وكون شركة من الشركات التي ساهمت في بناء هذا البلد واعماره إلى جانب أعماله الخيرية، ويعد من أوسع التجار في المشروعات المتعددة والفريدة من نوعها من خلال بناء المساكن إلى المحتاجين في وحدات سكنية كبيرة بالقرب من منطقة عالي».
وأضاف سلمان ان «هذه المشروعات خففت جزءا من مشكلة الإسكان التي يعاني منها أبناء البلد، وان العالي أعطى نموذجا للعمل الخيري من أوسع الأبواب، بالإضافة إلى الاتجاه الذي قد يشترك معه فيه غيره إلا إنه تفوق عليهم جميعا في جانب رعاية ما يفوق 0051 طالب وطالبة من طلاب الجامعة».
وأشار سلمان إلى ان «العالي عاش هموم الناس والشارع وعمل على حل الكثير من القضايا بقدر استطاعته».
ووصف الكثير ممن حضر مراسم تشييع ودفن العالي إنهم يحترمون هذا الإنسان لكونه إنسانا عاديا على رغم مكانته المالية الرفيعة، فطالما شوهد وهو يخالط الناس في الأسواق والمساجد وخصوصا من كانوا يصلون معه في مسجد رأس الرمان الكبير خلف السيدجواد الوداعي وبعد الصلاة وكيف كان العالي يسمع للكثير من المحتاجين من دون ملل منهم ويلبي الكثير من احتياجاتهم.
بعض ما قام به الحاج حسن العالي:
بناء مركز عالي الصحي القديم، وبناء قرية سكنية مكونة من خمس مراحل تكون في مجموعها 312 وحدة سكنية، ترميم الكثير من بيوت المحتاجين في مناطق مختلفة، بناء غرف لمجموعة من الشباب غير المتزوجين في منازل آبائهم وتقديم مساعدات مالية لمن يرغب في الزواج، منح أكثر من 0051 طالب وطالبة مساعدات دراسية في الجامعات والمعاهد في البحرين، وتقديم قروض حسنة من دون فوائد لمجموعة من الشباب لتحضير رسالتي الدكتوراه والماجستير داخل وخارج البحرين، مساعدة عدد من المرضى للعلاج في الخارج، دفع مساعدات سنوية للكثير من الأسر بمناسبة شهر رمضان لمدة 42 عاما، ودفع مرتبات شهرية لعدد من الفقراء لمدة 52 عاما، المساهمة في تشييد عدد من مآتم الحسين (ع) للرجال والنساء.
العدد 365 - الجمعة 05 سبتمبر 2003م الموافق 09 رجب 1424هـ