العدد 2324 - الخميس 15 يناير 2009م الموافق 18 محرم 1430هـ

أزمة الغاز الروسي في الصحافة الأوروبية

عادت قضية الغاز الروسي إلى واجهة الاهتمامات في أوروبا عموما وفي دول منطقة البلقان خصوصا، على رغم أن تلك الدول تنفست الصعداء عقب توقيع البرتوكول بين روسيا وأوكرانيا وممثلي الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لإعادة ضخ الغاز الروسي مجددا عبر الأراضي الأوكرانية باتجاه أوروبا.

وأعلنت روسيا مباشرة ضخ الغاز باتجاه أوكرانيا بحضور مراقبين من الاطراف كافة؛ لكن الغاز لم يصل إلى أوروبا لأسباب مجهولة، ولم تكلف كييف نفسها بتوضيح الأسباب حتى لحلفائها الأوروبيين.

وتناولت وسائل الإعلام الأوروبية في معظمها هذه الأزمة نظرا إلى أهميتها وتأثيرها على الاقتصاد في العديد من الدول الأوروبية؛ لكن أحدا لم يتجرأ على توجيه الاتهام أو حتى اللوم بشكل مباشر إلى الطرف الأوكراني، علما أنه إذا قرأنا الإشارات الواردة خلف السطور في تغطية هذه الأزمة إعلاميا فإن التقصير والخلل واضح من جهة السلطات المعنية في كييف.

واعتبرت صحفية «فايننشال تايمز» البريطانية في مقال بعنوان «الوعود لم تتحقق وأوروبا تستغرب» أن «البروتوكول الموقع بين الأطراف المعنية في بروكسل قد أصبح على المحك وأن أزمة الغاز تحولت إلى فوضى».

أما «نيويورك تايمز» فرأت أن أزمة الغاز لا تقتصر على الغاز وأنابيبه، في إشارة إلى أن هذه الأزمة شكلت ذريعة لإعادة الخلافات بين موسكو وكييف إلى واجهة الأحداث. وقال مراسل صحيفة «كريستن ساينس مونيتور» في روسيا، فريد وير: «سابقا كانت وسائل الإعلام الغربية تعتبر أن روسيا تستعمل قضية الغاز كسلاح للضغط وكعرض للعضلات، أما الآن فهناك تحول كبير في وجهة نظر وسائل الإعلام الغربية؛ لأنها أدركت من خلال التجارب حقيقة راسخة وهي أن روسيا صادقة وقادرة على نسج علاقات صحيحة وشفافة في المجالات كافة».

وبالنسبة إلى «الغارديان» فقد تحدثت عن الأزمة الناشئة في دول البلقان جراء عدم وصول الغاز الروسي إلى أراضيها وعن تلك الدول التي لا تملك كميات احتياطية من الغاز.

صحيفة «هاندل شبانت» الألمانية القت بالمسئولية على الاتحاد الأوروبي واصفة تعاطيه مع هذه القضية بالساذج باعتبار أن لهذه المشكلة أبعادا سياسية وبالتالي لا يمكن حلها بإرسال مراقبين إلى خطوط ضخ الغاز. وتساءلت عن كيفية تفريط شركتي «غازبروم» و»نفطوغاز» بسهولة في الثقة المعقودة عليهما والتي اكتسباها بالتدريج بعد الانفتاح على الغرب، معتبرة أنه حتى في أيام الحرب الباردة لم تشهد أوروبا أزمات من هذا النوع.

فإلى متى ستستمر أزمة الغاز؟ وهل أوروبا قادرة على تجاوزها من دون التعاون مع موسكو والضغط على كييف لتسهيل عملية مرور الغاز الروسي عبر أراضيها؟ أم أن السلطة في كيف ستبقي قضية الغاز في أولويات صراعاتها السياسية الداخلية، حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقبلة؟

العدد 2324 - الخميس 15 يناير 2009م الموافق 18 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً