استمر تدفق الزوار السعوديين بشكل خاص على البحرين الشهر الماضي في وقت بدأت فيه البحرين بناء مشروعات سياحية جديدة وضخمة وخصوصا العائلية والترفيهية منها تتكلف مليارات الدولارات وتهدف إلى جعل المملكة ملتقى السياح من جميع دول العالم.
وقال مسئول في وزارة الإعلام إن عدد الزوار من المملكة العربية السعودية تجاوز ربع مليون شخص خلال شهر واحد هو أغسطس/ آب معظمهم دخلوا عن طريق الجسر الذي يربط البلدين.
وأبلغ الوكيل المساعد لشئون السياحة مبارك سعد العطوي «الوسط» في تصريح خاص «دخل البحرين حوالي 062 ألف سعودي الشهر الماضي بارتفاع يبلغ 5 في المئة عن المدة نفسها من العام الماضي». وأضاف يقول «يأتي الكويتيون في المرتبة الثانية إذ يزور البحرين حوالي 52 ألفا شهريا».
وأظهرت أرقام حصلت عليها «الوسط» أن 092 ألف زائر دخل البحرين من السعودية الشهر الماضي عن طريق الجسر الذي يبلغ طوله 52 كيلومترا وتكلف بناؤه أكثر من مليار دولار بينما دخل البحرين 62 ألف زائر من السعودية عن طريق مطار البحرين الدولي في الشهر نفسه.
كما بينت الأرقام أن عدد الوافدين إلى البحرين عن طريق الجسر والمطار والموانئ في العام 2002 بلغ أكثر من 5,4 ملايين شخص من ضمنهم 46,3 ملايين زائر للسياحة مقابل نحو 1,4 ملايين في العام 1002 من ضمنهم 64,3 ملايين سائح.
وتعتزم السعودية استثمار ملايين الدولارات في قطاع السياحة في العشرين سنة المقبلة بهدف جذب مزيد من السياح من داخل وخارج المملكة.
وقال العطوي «هناك 78 فندقا بطاقة استيعابية تبلغ 01 إلى 21 ألفا وهذا لا يغطي حاجة البحرين وخصوصا أنها مقبلة على استضافة فورمولا العام المقبل».
ويقول محللون إن انفتاح البحرين إثر الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي جاء إلى سدة الحكم في العام 9991 والخدمات التي تقدمها الفنادق بالإضافة إلى الأجواء المريحة التي تتمتع بها المملكة تغري السياح من الدول المجاورة لقضاء أوقاتهم في المنامة.
وقال العطوي «إن القطاع الخاص هو قائد تجربة إقامة المشروعات السياحية وهو المسئول عن الوضع السياحي بأكمله وهو الذي يصرف عليه ويقيم بنيته ويقيمه».
وأضاف يقول «تجربتنا جميلة جدا فيما يتعلق بالبنية التحتية فالقطاع الخاص هو الذي يبادر وهو الذي يقوم ببناء المشروعات مثل المشروعين العملاقين وهما جزر أمواج ودرة البحرين إذ قام المستثمرون بشراء الأرض ويجري استثمارها وان البحرين تسعى الآن إلى تحديد مواقع جديدة لمشروعات كبيرة أخرى».
ويملك مستثمرون من دول الخليج العربية وهي البحرين وقطر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت المشروعين وتبلغ استثماراتها حوالي ملياري دولار. كما يجري بناء مرفأ البحرين المالي الذي يتكلف حوالي مليار دولار لاستقطاب مزيد من الشركات والمصارف العالمية إلى هذه الجزيرة وهي المركز المالي والمصرفي الرئيسي في الخليج.
وقال المسئول البحريني «هذه التجربة بالنسبة إلى منطقة الخليج غير موجودة. لاتزال الحكومات في بعض البلدان العربية هي المسئولة عن المشروعات السياحية».
ويتوقع الكثيرون أن يفد إلى البحرين حوالي 03 ألف مشاهد أثناء استضافتها سباقات الفورمولا 1 العام المقبل.
غير أن العضو المنتدب لشركة فنادق البحرين محمد جاسم بوزيزي قال «ليس عندنا طاقة الاستيعاب الفندقية التي بإمكانها استضافة العدد الهائل من الزوار».
ومضى يقول «هناك إشاعات أن بعض المستثمرين يتفاهمون ويتشاورون مع أصحاب فنادق عائمة يمكن استخدامها للمناسبات المهمة لتغطية النقص في الغرف. غير انه تساءل هل الكلفة مجدية؟ وهل سيجني المستثمرون أرباحا من ذلك في آخر المطاف؟».
وقال بوزيزي «أنا متأكد من أن طيران الإمارات سيعد برامج بخصوص الفورمولا 1». وأضاف «نحن في فندق الخليج على أتم الاستعداد لاستقبال الزوار. نحن ندرس فعاليات وأنشطة وعروضا لتقديمها خلال الفورمولا 1».
وأضاف يقول «إذا استمر وجود مهرجانات وفعاليات مهمة تجلب آلاف الزوار أو المشاهدين فيجب التفكير بصورة جدية في بناء فنادق جديدة».
وقال بوزيزي إن اشغال الفنادق خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين كان ضعيفا مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي «بسبب عدم وجود فعاليات وأنشطة مع العلم أن دول الجوار لديها فعاليات ومهرجانات مكنتها من الحصول على حصة الأسد».
العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ