العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ

تظاهرات عالمية ضد استمرار احتلال العراق

تجهيز قوة عراقية لحراسة الحدود مع إيران

تظاهر مئات الآلاف أمس في كبريات المدن الأوروبية وفي عدد من العواصم الأخرى، احتجاجا على احتلال العراق، وذلك بالتزامن مع إعلان «البنتاغون» تعبئة لواءين من الحرس الوطني لإرسالهما إلى العراق ووضع لواء ثالث على أهبة الاستعداد.

ففي لندن، تدفق عشرات الآلاف إلى وسط المدينة للإعراب عن معارضتهم للسياسة الأميركية - البريطانية، والمطالبة بانسحاب القوات البريطانية استجابة لدعوة التحالف ضد الحرب.

وانطلق المتظاهرون الذين قدر عددهم بعشرة آلاف من هايد بارك إلى الطرف الأغر. وفي باريس تظاهر ثمانية آلاف من اجل «العدالة» في الشرق الأوسط. وفي تركيا تظاهر عشرات الآلاف في اسطنبول وأنقرة. وفي اليونان تظاهر ما يقارب ثلاثة آلاف في وسط أثينا. كما شهدت بلجيكا وبولندا وألمانيا وكوريا ولبنان مظاهرات مماثلة.

وفي دمشق، عبر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، أمس عن ارتياحه لاقتراح نظيره الأميركي كولن باول، لوضع دستور عراقي خلال ستة اشهر.


الشرع يرحب بدعوة باول... ومقتل 04 عراقيا في انفجار وبرصاص الاحتلال

51 ألف جندي أميركي آخر إلى العراق والأطلسي يستعد للتدخل

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات

في تطور ملفت رحب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أمس بدعوة نظيره الأميركي كولن باول لوضع دستور عراقي خلال ستة أشهر في حين وضعت الولايات المتحدة 51 ألف جندي رهن الإشارة للتوجه إلى العراق وسط مؤشرات عن احتمال تدخل حلف الأطلسي. وفي غضون ذلك تفجر الوضع الأمني في العراق إذ قتل 53 مدنيا اثر انفجار مخازن ذخيرة و4 آخرين برصاص جنود الاحتلال الذين تعرضوا لهجمات في بغداد والموصل.

ورحب الشرع أمس باقتراح باول وقال «هذه أول جملة علنية اسمعها وفيها شيء من حسن النوايا الأميركية تجاه وجودهم في العراق». وقال في مقابلة مع مراسلة تلفزيون «الحياة - ال. بي. سي»: «مجرد أن يفكروا بمهلة زمنية محددة لإنهاء هذا الوجود مع وضع دستور وترتيب انتخابات معناه أنهم يضعون الأمور في نصابها ويضعون عملية لتسلسل منطقي لإنهاء الاحتلال. هذا نهج جيد إذا كان صادقا وتم تطبيقه على الأرض».

وردا على سؤال حول الاتهامات الأميركية بشأن تسهيل عبور من تسميهم واشنطن «عناصر إرهابية» من سورية إلى العراق قال الشرع «هناك نقاط عبور رسمية بين العراق وسورية لا يستطيع أن يدخل منها أي شخص لا نريده وبالتالي نحن مسئولون عن كل من يعبر الحدود السورية العراقية من هذه المعابر الرسمية أما على طول الحدود فمن الصعوبة بمكان أن يحرسها أي جيش». وبصورة مناقضة قال الحاكم المدني بول بريمر إن مهلة ستة الأشهر ليست مهلة نهائية مؤكدا أن التوقيت يبدأ فور بدء العراقيين بعقد مؤتمر دستوري. وصرح بريمر للصحافيين في واشنطن ليلة الجمعة السبت «لا نعلم كم سيستغرقهم كتابة الدستور. تبدو لي مدة ستة الاشهر تخمين معقول للمدة التي تستغرقها (كتابة دستور) ولكن ليست هناك أية مواعيد نهائية».

وبعد الامتناع عن تلبية طلبها للمساعدة الأجنبية عبأت واشنطن عشرة آلاف من قوات الحرس الوطني الجمعة للتوجه إلى العراق ووضعت خمسة آلاف آخرين في حال تأهب. وجاء في بيان لوزارة الدفاع ليلة الجمعة السبت انه سيتم تعبئة لواء المشاة الثلاثين من كارولاينا الشمالية ولواء المشاة 93 من اركنسو والبالغ عددها الإجمالي 01 آلاف جندي في 1 و21 أكتوبر/ تشرين الأول على التوالي.

وابلغت البنتاغون خمسة آلاف جندي آخرين من لواء المشاة في الحرس الوطني من ولاية واشنطن الغربية بأنهم ربما يتم نشرهم في العراق في مرحلة قادمة.

وتحاول الولايات المتحدة إقناع دول أخرى بمساعدتها في مهمات الاحتلال ونقل عن مسئول رفيع في حلف الأطلسي قوله أمس إن الحلف من المرجح أن يشارك في العمليات التي تجري في العراق.

وأدرج الرئيس الأميركي جورج بوش أمس ألمانيا في عداد الدول المستعدة لمساعدة الولايات المتحدة في العراق وجدد في الوقت نفسه دعوته إلى الأمم المتحدة لتقديم مساعدتها في هذا البلد.

ميدانيا قالت الشرطة العراقية إن القوات الأميركية قتلت بالرصاص أربعة مدنيين في الفلوجة وأطلق مقاتلون قذائف صاروخية على فندق ببغداد يقيم به مسئولون كبار في قوات الاحتلال. وقال المتحدث الأميركي تشارلز هيتلي في مؤتمر صحافي ان القذائف التي أطلقت على فندق الرشيد ببغداد أصابت الطابق الرابع عشر من الفندق. وأضاف «أصيب في الهجوم الطابق الرابع عشر غير انه لم تسجل إلا أضرار طفيفة وسطحية جدا». وأشار إلى أن الهجوم لن يؤثر على الإجراءات الأمنية في محيط الفندق «التي هي محل تقويم ومراجعة مستمرين».

وأوضح اللفتانت كولونيل جورج كريفو أن ما بين ثلاث إلى أربع قذائف استهدفت الفندق مضيفا ان الجيش الأميركي لا يزال يحقق لمعرفة نوعية القذائف. وكان ضابط أميركي طلب عدم كشف هويته أشار في وقت سابق إلى أن «قذيفتين إلى ثلاث قذائف أطلقت على أطراف الفندق» مشيرا إلى أنها «أما قذائف هاون أو أر بي جي». وأعلن الجيش الأميركي أمس فتح تحقيق في اطلاق النار في الفلوجة قتل فيه عراقيان بحسب الجيش برصاص اميركي في حين اشارت مصادر طبية إلى مقتل أربعة عراقيين.

وكان متحدث أميركي أشار في وقت سابق إلى ان الجنود أطلقوا النار على سيارة رفض سائقها التوقف عند حاجز. وذكرت مصادر طبية أن ما لا يقل عن أربعة مدنيين بينهم سيدتان، قتلوا عندما فتح الجنود الأميركيون النار الجمعة في مدخل الفلوجة.

كما أفاد مصدر امني أنه تم إبطال مفعول عبوة ناسفة أمس وضعت قرب مقر بلدية مدينة الفلوجة. وقال شرطي طلب عدم كشف هويته إن معلومات وصلت السبت حوالي منتصف النهار أفادت عن وجود متفجرات وسط المدينة بالقرب من مبنى البلدية. وحلقت مروحيات قبل أن يتم رفع الإغلاق. من جهة أخرى أغلق الجسر بين الفلوجة ومدينة الرمادي اثر معلومات عن وجود محتمل لشحنات ناسفة فيه.

وذكرت تقارير صحافية أمس أن 53 عراقيا لقوا حتفهم وأصيب آخرون نتيجة انفجار وقع في ثلاثة مخازن للذخائر في منطقة النعمانية، إحدى ضواحي مدينة واسط على بعد 031 كيلومترا جنوب بغداد. وقالت صحيفة «الصباح» لسان حال شبكة الإعلام العراقي «إن الانفجار حدث نتيجة سقوط شرارة من إحدى المشاعل التي حملها الأشخاص وهم يرومون سرقة كميات كبيرة من الاعتدة والذخائر للمتاجرة بمعدنها».

كما قامت مجموعة مسلحة أمس بالهجوم على مطار الموصل. وذكر راديو لندن أن المهاجمين استخدموا قذائف وأسلحة أخرى... وقد شن الهجوم من ثلاثة محاور عن المطار ما أدى إلى إحراق أكثر من سبع سيارات أميركية.

وفي إطار سعي الولايات المتحدة إلى بناء الاقتصاد العراقي ناشدت واشنطن أيضا الكويت والسعودية أمس الأول التفكير في التنازل عن مليارات الدولارات من تعويضات الحرب المطلوبة من العراق بسبب الخسائر التي أحدثتها قوات صدام عامي 0991 و1991.


واشنطن غير جادة في القبض على صدام

الرياض - د ب أ

كشفت مصادر دبلوماسية غربية رفيعة المستوى لصحيفة «الرياض» أن القوات الأميركية في العراق تعرف على وجه الدقة الأماكن التي يوجد فيها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وأن إدارة الرئيس جورج بوش غير جادة في إلقاء القبض عليه في الوقت الحاضر لأسباب أمنية ودواع انتخابية.

وقالت المصادر من مقر إقامتها في الكويت أمس إن وجود صدام حرا طليقا يشكل عبئا على عمليات تنظيم «القاعدة» في العراق التي تستهدف الوجود الأميركي، وذلك خوفا من ربط تلك العمليات بصدام ما يحجّم من نشاط تنظيم «القاعدة» الذي يختلف فكريا وأيديولوجيا مع حزب البعث ورموزه.

وأضافت المصادر أن هذا الوضع يخدم الأهداف والمصالح الأميركية في العراق، لافتة إلى أن الإعلان عن قتل صدام أو إلقاء القبض عليه سيزيح عن كاهل تنظيم القاعدة ذلك الربط بين أعمالها وصدام في بعض الدوائر الغربية والعربية، وسيكون بمثابة الضوء الأخضر للقيام بعمليات أكثر قوة ودموية ضد الاحتلال.

العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً