العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ

قاعة المرايا في قصر فرساي

ستستعيد قاعة المرايا في قصر فرساي الرائعة التي تجذب كل عام نحو 3 ملايين زائر يؤمونها من مختلف أنحاء العالم، رونقها الأصلي بفضل أهم عملية إحسان ثقافي تنظم في فرنسا. وقد أُعلن حملة إعلانية هائلة من قبل وزارة الثقافة والاتصالات ومجموعة من القطاع الخاص للأشغال العامة، التي ستتحمل العبء المالي البالغ نحو 01 ملايين يورو والانجاز التقني الذي كلفت به فروعها المتخصصة بترميم المباني التاريخية. تمثل انطلاقة هذه الورشة التي تمتد خلال خمس سنوات تحت أعين الجمهور مع الإصلاح الذي يعتبره وزير الثقافة والاتصالات جان جاك أياغون، «ثورة في مجال وضعية الاحسان الثقافي» الذي يتم العمل عليه الآن في فرنسا مع مشروع تبني قانون جديد يهدف إلى«تنشيط احسان الافراد والشركات، عبر تخفيضات ضريبية». كما يرافق ايضا إنشاء» حلقة المحسنين والمتبرعين لوزارة الثقافة» ويحصل الأكرم بينهم على ميدالية ولقب «أفضل محسن أو متبرع». وقد حصل رئيس مجموعة البناء والاشغال العامة فنسي، المحسن والمنفذ لعملية فرساي الدقيقة، من يدي وزير الثقافة على أول هذه الميداليات.

لا يتصور زائرو قاعة المرايا في قصر فرساي ما يرونه في هذه القاعة التي يبلغ طولها 37م مع 753 مرآة، فهناك على سلم يرتفع 31م فريق منكب على رسوم القبة التي أنجزها الرسام الأول للملك لويس الرابع عشر شارل لوبران، والتي تمثل أعظم رسم جداري في فرنسا، بهدف دراسة وضعها الحالي. هذا لأن دراسة مسبقة وتفصيلية عن القاعة تتيح بشكل خاص اعداد قياسات دقيقة لها ضرورية قبل مباشرة أعمال الترميم التي سيشرف عليها المهندس المعماري المسئول عن المباني التاريخية. سيتناول المشروع الرسوم التزيينية والنحتية والزينة المعمارية والأرضية الخشبية كما تجهيزات التدفئة التقنية والتهوية والاضاءة والوقاية من الحرائق.

شيد قاعة المرايا جول هاردوان مانسار بالحاقها بشقتي الملك والملكة بين عامي 8761 و4861. كلفه آنذاك ملك الشمس بأن يستحضر في رسوم القبة الحوادث المهمة التي عاشها خلال السنوات الـ 71 من حكمه (الانتصارات العسكرية والاصلاحات الادارية والاقتصادية) فاستوحى شارل لوبران من خياله وضاعف من الصور المجازية المخادعة للنظر والنقوش الحقيقية أو الوهمية والمناظر. وخطر بباله ان يضع الملك نفسه في وسط السقف في رسم مركزي هائل اعطاه الكاتب المسرحي راسين العنوان الشهير «الملك يحكم بنفسه». وتتابعت في هذه القاعة حفلات زواج الامراء، كما حفلات القصر الكبيرة المقابلات التي كان ينظمها الملك مع الاعيان الاجانب. بعد سقوط النظام الملكي، ظلت القاعة تستخدم كاطار للمناسبات التاريخية. ففي عهد الامبراطورية الثانية اعاد نابليون الثالث والامبراطورة اوجين احياء فخامة حفلات الرقص التي كانت تنظم في العهد القديم للمرة الاولى، مستقبلين في 52 أغسطس/آب 5581 الملكة فيكتوريا. وفي هذه القاعة أيضا أعلن غيوم الأول الهوبنزولين بتاريخ 81 يناير/كانون الثاني 1781 الامبراطورية الالمانية وفيها تم توقيع معاهدة فرساي بتاريخ 82 يونيو/حزيران 9191 التي أنهت الحرب العالمية الأولى.

رممت قاعة المرايا ثلاث مرات بين عامي 0571 و0591 بشكل جزئي لكن لم تحظ بترميم كامل أبدا. اثر توافد الزوار المستمر والتلوث والتغير المناخي على روعة المكان الاصلية التي سجلها الاونيسكو على لائحة تراث الانسانية العالمي.

لا يقوم تجمع المحسنين المتبرعين بالاهتمام فقط بكلف هذه العملية الهائلة. إنما سيقدمون ايضا الخبرة والكفاءة التقنية التي تتمتع بها الشركات المتخصصة في الترميم وفي حفظ التراث، وقد نظم هذا التجمع نفسه في شبكة مع حرفيين يتمتعون بخبرة قدمية توازي المهن الفنية مثلا في نقش الحجر والبناء التقليدي والهياكل والسقوف اعمال الحديد والرسم الداري والزينة. ومن ثم سيتدخل الاختصاصيون في الهندسة المناخية (التدفئة، العزل الحراري، والتكييف) وسلامة المبنى والوقاية من الحرائق والاضاءة.

اخبار فرنسا بالتعاون مع السفارة الفرنسية

العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً