العدد 2630 - الثلثاء 17 نوفمبر 2009م الموافق 30 ذي القعدة 1430هـ

غالبية أهل الأرض منسوبون إلى التصوف... والراد علينا نقابله بالتروي

الأب الروحي للصوفيين في البحرين المريخي:

قال الأب الروحي لتيار الصوفيين في البحرين الشيخ راشد المريخي إن «التصوف هو أمر مشتهر بين أهل الإسلام على مر العصور السابقات، ولا يكاد يخلو منه بلد ولا قرية ولا مكتبة من مكاتب المسلمين عن أخبار الصوفية وأهل التصوف»، وأن غالبية أهل الأرض اليوم منسوبون إلى التصوف.

وأشار إلى تطاول بعض الألسن على الصوفية ووصفها بالشرك والكفر، معقبا بأن هؤلاء نرد عليهم بالتروي.

جاء ذلك في ندوة بجمعية المنتدى عن «مسيرة الصوفية ومستقبلها»، مبينا أن سبب إطلاق «التصوف» على المنهج الذي اتبعه يعود إلى أن كثيرا من أوائل هذا المنهج من الزهّاد والعبّاد اشتهروا بلبس الصوف.

وأردف أن «الصوف هو لبس الأنبياء وهو لبس الصالحين وهو كذلك لبس الصحابة، الكثير منهم لبسوا الصوف لأنه زهيد الثمن ولأنه لبس الفقراء والضعفاء وأهل التصوف كانوا يميلون إلى الفقر وإلى الزهد في هذه الدنيا كما حثّت على ذلك الشريعة وجاءت سيرة المصطفى (ص)».

وذكر أن «التصوف أصله من الصفاء، والصوفي هو الذي صوفي من الحق أي صافاه الحق فهو الصوفي (...) كان منهم أبو هريرة وغيره من فقراء الصحابة الذين جاءوا إلى المدينة وليس لهم بيتٌ يؤويهم وليس لهم زوج ولا ولد، هؤلاء أهل الصفا كانوا يلبسون الصوف (...)». وعن الهجوم الذي يلاقيه الصوفيون من التيارات الاسلامية الأخرى، علق المريخي: «للأسف أن البعض قد طال لسانه وتجرأ قلمه على أن يتهم أهل التصوف ليس بالبدعة وليس فقط بشيء من الفسوق بل لقد طالت بعض الألسن على أهل التصوف بتهمة أنهم على الشرك والكفر وأنهم استمدوا عقائدهم وأفكارهم من الفلسفة اليونانية والهندية وغير ذلك، وهذا الكلام يحتاج منا إلى حسن نظر وتأمل وتروٍّ».

وتابع «نجد الذين تكلموا عن التصوف بالتشنيع والتشديد وبالتفسيق أو التضليل، كلهم أفرادا والكثير منهم جاءوا متأخرين (...)»، ملفتا إلى أن «غالبية أهل الأرض اليوم منسوبون إلى التصوف ونرى بمرور القرون كلها لم يهاجم التصوف وفي ذلك كفاية لصاحب العقل والفهم أن يدرك أن التصوف حق، وأن يدرك أن التصوف صدق ليس بباطل». وقال: «نجد الذين يهاجمون التصوف كلهم من منطقة معروفة (...)»، مشيرا إلى أن «التصوف الذي نعنيه هو الطريق الحق الذي انتشرت أخباره في المشارق والمغارب، وهو كما قال أهل العلم بلوغ مرتبة الإحسان». وأشار الى أن «التصوف عرفه أهله وأصحابه وأئمته، نحن نعلم أن كل علم يرجع فيه إلى من أسسه وإلى رجاله وإلى أئمته، فعلم التصوف علم عظيم تعلق بالتربية وفق الكتاب والسنة، وأئمته الذين اشتهروا به وهم مراجع فيه ممن استخلص معاني التربية من الكتاب والسنة عرفوا هذا المنهج بتعريفات هي الأصل والمرجع فلا يأتي أحد فيعرف التصوف ثم يهاجم التصوف من حيث تعريفٍ عرفه هو أو غيره، وينسى التعريفات التي عرفه بها أهله». وتابع أن «الصوفية تخصصوا في أمر التزكية والتربية والمتابعة لدقائق النفوس لتفسيرها بما جاء به كتاب الله وسنة رسوله (ص) وألفوا في ذلك المؤلفات وعملوا لذلك المجالس والمجامع والوعظ والتذكير وهم كذلك أهل تفسير وهم فقهاء، الصوفية هم رجال التفسير، ورجال الحديث».

وتطرق إلى دور الصوفية في الجهاد في سبيل الله، فذكر أن «القائد نور الدين زنكي الذي حارب الصليبية كان جليس رجال التصوف وهو الذي قرر كتاب إحياء علوم الدين للجيش كله وهو من أشهر كتب التصوف، وأن السلطان الأرسلان الذي انتصر على الروم في موقعة ملاذكر سنة (463) كان يتبرك بالشيخ أبي القاسم القشيري وعدد من مشائخ الصوفية».

وأضاف أن «القائد البطل صلاح الدين الأيوبي الذي جاء تباعا لنور الدين زنكي والذي حرَّر بيت المقدس وما أحوجنا لمثله اليوم في سنة (532) كان يوصف بالصوفي الزاهد الورع النقي التقي».

أما عن جهاد الصوفية ضد الاستعمار الانجليزي والفرنسي، فذكر المريخي «الشيخ عبد القادر -الأمير عبد القادر- الجزائري الذي حارب ضد فرنسا بالجزائر من كبار علماء التصوف، والشيخ عمر المختار في ليبيا من الطريقة السنوسية الذي أذاق إيطاليا مُرّا ومرارة عظيمة في صحراء ليبيا، وهو صوفي، والإمام الزاهر من آل أبي علوي هو الذي أخرج هولندا من منطقة آكي بإندونيسيا وهو من كبار الصوفية، وعز الدين القسام في فلسطين الذي أتعب اليهود والصهيونية كان صوفيا».

وأردف «في السودان الذي حارب وأقام الحملة ضد الاستعمار الإمام المهدي الصوفي، والذين قاتلوا الاستعمار بالشام هم أصحاب الطريقة الشاذلية والنقشبندية. واليوم الذين يجاهدون بالشيشان هم أهل الطريقة النقشبدنية من الصوفية».

العدد 2630 - الثلثاء 17 نوفمبر 2009م الموافق 30 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:34 ص

      hamad_302009@yahoo.com

      العنوان في البحرين

    • زائر 6 | 5:04 ص

      مرحبا بالتصوف في البحرين

      بالنسبة لي كأحد المسلمين في البحرين فإني أرحب بمذهب التصوف والذي لا يسعى لتكفير أي مذهب من مذاهب المسلمين بل يعتبرها كلها تنصهر لتشكل العنصر الإسلامي الواحد

    • زائر 5 | 4:38 ص

      منو اللي يكفر

      منو اللي يكفر غير خوارج هذا العصر اللذين احلوا دماء المسلمين في العراق وباكستان وافغانستان اقول لكل سلفي يتهم الناس بالبدع رسول الله ماكان يركب السيارة ليش تركبون سيارة هذه بدعة رسول الله ماكان يستخدم الميكرفون هذه بعد بدعة والله ان هذه الجماعة مزقت الامه شر تمزيق ولم يسلم من شرها احد

    • زائر 4 | 2:36 ص

      الوهابيه شعب الله المختار

      لم يكفر ويبدع الصوفيه غير المذهب الأنجليزي الجديد وهوالذي يبع ويكفر جميع الطواف الأسلاميه علىنسق ونهج اليهود الذين يدعون بأنهم شعب الله المختار وهو مذهب السلفيه الوهابيه
      الوهابيه شعب الله المختار قارن بينهم وبين عمل اليهود نفس المنطق 00منأخراج مسترهمفر

    • زائر 2 | 12:09 ص

      كلمة حق

      كل ما ورد في المقال حق والصوفية هم من دافعوا عن الإسلام على مر العصور وهم الذين حافظوا على هذا الدين ولا ننسى الأزهر الشريف بمصر والأئمة العظام مشايخ الأزهر . الشيخ محمد الحفني و الشيخ أحمد الدرديري والدكتور عبد الحليم محمود . وغيرهم كثير والشيخ محمد متولي الشعراوي . هؤلاء هم الصوفية فانظر يا من تتهم الصوفية بالكفر انظر من كفرت. جعلنا الله من أهل البصيرة وبصرنا بطريق الحق

    • زائر 1 | 10:24 م

      لا نريد كلام انشائي عن التصوف بل تكلم عن التصوف اليوم

      صلاح الدين الايوبي و نور الدين زنكي كانو أشاعرة قريبين من السلف بدليل نصرة ابن كثير لة، عمر المختار كان تابعاً للسنوسية لكنة كان متمرداً على رئيسالسنوسية الذي كان تابعاً للمحتل الايطالي عزالدين القسام كان المتصوفة المتحررين من افكارهم البالية ، اما ان ابو هريرة كان صوفياً فلا يستحق الرد. النصوف السني القائم على الزهد مقبول اما التصوف البدعي المبني على الاغاني و الرقص و ادخال ما لم يكن من النبي في الصلاة كما رأيت بنفسي فهذا هو الحرام بعينة.

اقرأ ايضاً