أعرب زعماء الاتحاد الأوروبي أمس الأول (الجمعة) عن أملهم في تسهيل عملية التوصل إلى اتفاقية طموحة بشأن المناخ في كوبنهاغن عقب موافقتهم على تقديم نحو 2ر7 مليارات يورو على الأقل (6ر10 مليارات دولار) لمساعدة الدول الفقيرة في التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة ببروكسل إن هذه المبالغ التي تمثل بداية سريعة والتي ستعتمد على مساهمات تطوعية من أعضاء الاتحاد الـ27 ستتوافر اعتبارا من 2010.
وقال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلدت «إننا الآن نحث أطرافا أخرى من الدول المتقدمة، ويقدر الاتحاد الأوروبي أن الدولة الغنية في العالم يجب أن تقدم ما بين خمسة مليارات إلى سبعة مليارات يورو في الفترة ما بين عامي 2010 و2012 مع قيام الاتحاد بتقديم نحو ثلث هذا المبلغ، ويأتي الباقي من الولايات المتحدة واليابان والدول الغنية الأخرى.
وستستخدم الأموال من قبل الدول الفقيرة لتقليل انبعاثاتها الغازية ولمساعدتها على التوافق مع آثار التغير المناخي ومن بينها ارتفاع مستويات البحر.
ويفوق رقم 2ر7 مليارات يورو بشكل مريح الحد الأعلى لهدف الاتحاد الأوروبي.
ولكن الزعماء اعترفوا بأن هذه الأموال لن تأتي كلها من المبالغ الجديدة.
وقال راينفلدت «هذه الأموال ستخصص للمناخ» إلا أنه أضاف أن «مبلغ 4ر2 مليار يورو (المخصصة لكل سنة) هي مزيج من موارد جديدة وقديمة».
ورأس راينفلدت قمة للاتحاد الأوروبي لمدة يومين في بروكسل باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد.
وأعترف رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو بأنه سيكون من «الصعب للغاية» أن نطلب من الحكومات موارد إضافية في الوضع الاقتصادي الراهن.
وقالت خبيرة الاتحاد الأوروبي في منظمة الإغاثة «أكشن أيد» آن كاترين كلاود «إن الكثير من أعضاء الاتحاد الأوروبي لديهم سجل متابعة من إعادة إعلان التزامات المساعدة القائمة. ويبدو أن الأمر كذلك هنا أيضا. وتتطلب القيادة الحقيقية بشأن تغير المناخ أموالا حقيقية ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي يحقق فشلا في هذا المجال».
وقالت منظمة جرينبيس (السلام الأخضر) وهي جماعة ضغط أخرى إن زعماء الاتحاد ألأوروبي يجب ألا يفقدوا الرؤية الخاصة بمتطلبات المساعدة متوسطة المدى التي قدرتها الأمم المتحدة في المنطقة بمئات المليارات من الدولارات.
وقال مدير سياسة مناخ الاتحاد الأوروبي في جرينبيس جوريس دين بلانكين «إن تقديم أموال على المدى القصير للدول النامية أمر ضروري ولكن زعماء الاتحاد ألأوروبي يتجنبون الموضوعات الحاسمة بشكل واقعي للتمويل طويل المدى وهدف الانبعاثات».
وقال دين بلانكين «إن تغير المناخ لن ينتهي في ثلاث سنوات وإن الانبعاثات الكربونية من الدول الفقيرة لن تنتهي في ثلاث سنوات والتصحر في هذه الدول لن ينتهي في 3 سنوات، ولذا يجب تدفق الأموال».
ومع ذلك فإن إجمالي مبالغ البداية السريعة المتفق عليها في بروكسل أعلى مما هو متوقع حيث تقدم الدول ذات الثقل في الاتحاد الأوروبي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا نحو 2ر1 مليار يورو لكل منها.
وقال براون إنه راغب في رفع إجمالي ما تقدمه بلاده إلى 5ر1 مليار جنية استرليني (4ر2 مليار دولار) إذا تم التوصل إلى اتفاق طموح في كوبنهاغن.
وعرضت السويد 750 مليون يورو، بينما من المقرر أن تقدم إيطاليا ما إجماليه 600 مليون يورو.
وكان الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ إيفو دي بوير ذكر أن هذا يتطلب من الدول الغنية أن تخفض انبعاثاتها ما بين 25 و40 في المئة عن مستويات العام 1990 بحلول العام 2020.
ووافق الاتحاد الأوروبي بالفعل على خفض الانبعاثات الغازية بنسبة 20 في المئة عن مستويات العام 1990 وذلك مع حلول العام 2020 ثم زيادة التخفيضات إلى 30 في المئة «شريطة أن تلزم الدول المتقدمة الأخرى أنفسها بتخفيضات مماثلة».
وحتى الآن تعهدت الولايات المتحدة بخفض انبعاثاتها بنسبة 17 في المئة تحت مستويات العام 2005 والتي يقول زعماء الاتحاد الأوروبي إنها خفض مجرد نسبة من 3 - 4 في المئة عن مستويات العام 1990.
وقال راينفلدت «يجب أن نرى تحركا من الأطراف الأخرى في العالم».
ومن المقرر أن يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة غير رسمية في كوبنهاغن يوم الخميس المقبل لتقرير ما إذا كانوا سيذهبون إلى تخفيضات من جانب واحد بنسبة 30 في المئة.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «فرنسا والمملكة المتحدة ترغبان في التوصل إلى اتفاق يقضي بخفض الانبعاثات بنسبة 30 في المئة. إننا نأمل في أن تساند كل أوروبا هذا الهدف».
وبولندا من بين الذين يقترحون أن أي قرار يجب اتخاذه فقط بعد تحليل عميق من المفوضية الأوروبية في الربيع
العدد 2655 - السبت 12 ديسمبر 2009م الموافق 25 ذي الحجة 1430هـ