اعتاد أهالي بلغراد على حرارة الجو في الصيف، إذ ترتفع درجة الحرارة إلى 36 يوميا، ما فرض عليهم البحث عن طرق للتكيف والتعايش مع الشمس اللاهبة التي تهجم عليهم من بداية شهر يونيو/ حزيران حتى منتصف سبتمبر/ أيلول.

ومن حسن حظ سكان بلغراد ان يلتقي النهران، الدانوب والسافا، عند منتزه كاليمجدان، العائد إلى القرون الوسطى. ويحتشد سكان المدينة البالغ عددهم 1,7 مليون نسمة هناك في الليل والنهار.

وهناك يمكنك أن تجد مئات الآلاف من الناس على شاطئ النهر بعد ساعات الدوام. المصطافون والطلبة في عطلتهم الصيفية، والأمهات الشابات مع صغارهن يقضين وقتهن في النهار.

وعند نقطة التقاء النهرين تقع جزيرة الحرب الكبرى كما تسمى، التي تتميز بشاطئ رملي، وتجد آلافا من الناس يعبرون الجسر المؤقت كل يوم للسباحة أو للحصول على حمّام شمسي. أما بالنسبة إلى من يعيشون بالقرب من نهر السافا، فتوجد جزيرة كبيرة تتصل حاليا ببلغراد عبر طريق ضيق. وهذه الجزيرة قائمة وسط بحيرة صناعية ضخمة، تستوعب سواحلها الرملية البيضاء ما يصل إلى 200 ألف نسمة في اليوم.

أما الحياة الليلية في بلغراد فإنها أكثر صخبا من النهار على رغم ارتفاع الحرارة؛ فهناك عشرات المراكب والزوارق التي تحوّلت إلى مطاعم أو مقاهٍ ممتازة تتهادى على ضفاف النهرين: الدانوب وسافا. وقد اعتاد البلغراديون العجائز على الذهاب هناك واحتساء الشراب، أو القهوة. أما الشباب فيقضون أمسياتهم هناك، يشربون ويأكلون ويرقصون حتى ساعات الصباح الأولى. الطالب ميلان كوستيش (22 عاما) يقول: «إنك لا تُعتبر قد خرجت من بيتك إذا لم تركب مركبين أو ثلاثة على الأقل كل ليلة».

وكل المكاتب والمباني العامة في بلغراد أصبحت تضم أنظمة تكييف هواء منذ سنوات، ولكن المكيفات أصبحت الآن ضرورة. وتجار أجهزة التكييف هم من أسعد الناس في المدينة! ففي يونيو الماضي وحده، باعوا أكثر من 40 الف وحدة تبريد في العاصمة الصربية، وذلك يتجاوز كل مبيعاتهم خلال صيف العام الماضي كله. وتحسن الوضع الاقتصادي في صربيا يعني أن الكثيرين يمكنهم شراء مكيفات هواء