تعرّض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إلى خسارة ثقيلة في المباراة الافتتاحية أمس الاربعاء من العراق بخمسة أهداف مقابل هدف واحد في كوالالمبور في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم المقررة في الصين العام 2004.
وسجل هدفنا الوحيد صالح فرحان من كرة ثابتة نفذها طلال يوسف (70) وسجل أهداف العراق يونس خلف (5 و47 و69 و82) وجاسم سوادي (24).
وجاء فوز المنتخب العراقي على منتخبنا ليصعب من مهمة البحرين الذي سيستضيف الإياب في المنامة بدءا من 20 الجاري.
وستحدد الجولة الثانية غدا الجمعة الى حد بعيد ملامح المنافسات، إذ سيواجه منتخبنا ماليزيا مضيفة الذهاب.
وكان يونس خلف بطل اللقاء وسجل 4 أهداف العراق، وأضاف جاسم سوادي الهدف الخامس، ولم يستفد العراقيون كثيرا من النقص العددي في صفوف البحرين بعد طرد راشد الدوسري في الدقيقة 60.
ولم يظهر منتخبنا بمستواه المعروف وكان لاعبو خط الدفاع غائبين عن مراقبة المهاجمين العراقيين حتى قبل قربهم من مرمى حارس منتخبنا محمد علي، ولم نشاهد في المباراة تحركات جيدة إلى لاعبي خط الوسط ماسهل مهمة منتخب العراق وخصوصا في خط الـ 18، وتحرك لاعبو العراق بحرية من دون مضايقة من لاعبينا ، ووجد العراقيون مساحات واسعة لبناء هجماتهم، واستغل منتخب العراق الفرص التي سنحت لهم أمام مرمى محمد علي، وكانت التغطية الدفاعية ضعيفة وعجز لاعبونا عن مجاراة التفوق والمهارات العراقية والتمركز السليم خصوصا قرب مرمانا.
ولم يحصل مهاجمونا على التمويل اللازم لتهديد المرمى العراقي، وكانت غالبية تمريرات منتخبنا خاطئة ماسمح للمنتخب العراقي بترتيب أوراقه.
وكانت أخطر هجمات البحرين في الوقت بدل الضائع عندما هيأ سلمان عيسى الكرة لنفسه قرب مرمى العراق لتجد المرزوقي المندفع من الخلف الذي لعبها تجاه المرمى لكنها اعتلته لتضيع الفرصة الثمينة.
وفي الشوط الثاني قام مدرب منتخبنا الكرواتي ستريشكو بإشراك حسين سلمان وراشد جمال وصالح فرحان في محاولة لتنشيط أداء المنتخب ومجاراة التفوق والاندفاع القوي للمنتخب العراقي، ولكن لم يستفد منتخبنا من التبديلات، ومع بداية الشوط الثاني أحرز المنتخب العراقي هدفه الثالث وجعل مهمة منتخبنا صعبة خصوصا مع عدم ظهور بوادر تشير إلى احتمال إصلاح الوضع، واستمر الفريق في أدائه الباهت وقلة التركيز وتباعد خطوط الفريق مع انكشاف خط الدفاع الذي انهار تماما أمام الهجمات العراقية المتتالية التي أسفرت عن الهدفين الرابع والخامس.
ولا تعكس نتيجة المباراة الصورة الحقيقية لمستوى المنتخب البحريني الذي فاز قبل أيام على الإمارات في عقر دارها في الشارقة 4/1.
وأعرب مدرب العراق الالماني بيرند ستانغ بعد الفوز عن سعادته، وقال «طبعا انا سعيد جدا بالنتيجة، وهي ستعطي العراقيين شيئا ثمينا يعودون به الى بلادهم التي لا يوجد فيها شيء، وأنا سعيدا جدا للمستوى الذي قدمه اللاعبون جميعا خصوصا يونس خلف».
وفي المباراة الثانية فاز المنتخب الماليزي المضيف على منتخب ميانمار بأربعة أهداف من دون مقابل، سجل رجاء حسن (34 و79) وجيلبرت كاسيدي (67) وراجان كوران (85) الأهداف الأربعة لماليزيا.
الوسط - عبدالرسول حسين
ماذا حدث لمنتخبنا الكروي؟
كان ذلك سؤالا كبيرا امتزج بالحيرة والدهشة لدى الجماهير البحرينية ظهر أمس وهي تتابع انهيار منتخبنا الكروي أداء ونتيجة أمام نظيره العراقي بخمسة أهداف مقابل هدف في افتتاح تصفيات كأس آسيا في ماليزيا، وكانت الخسارة (منغصا) ومُرّة في حلوقنا ونحن نتناول وجبة الغذاء.
لقد ظنت الجماهير البحرينية ان الهزيمة بخمسة أهداف ولّى زمانها مع تطور مستوى المنتخب ونتائجه في السنتين الماضيتين، لكن سرعان ما أعادت إلينا مباراة الأمس خسائر الوزن الثقيل التي لم يتعرض لها منتخبنا منذ أكثر من عشر سنوات، وبالتالي فإن هذا النوع من الهزائم (يهز) سمعة أي فريق ويعكّر صورته أمام الإعلام والجمهور مهما كان مبررها في بند (سحابة صيف) أو (مجرد كبوة).
أما سبب الخسارة الخماسية فإنه يتفرع لمسببات عدة ومفاجئة للجميع الذين لم يتوقعوا هذه الخسارة الثقيلة وخصوصا في ظل المعطيات التي سبقت المباراة والظروف المحيطة بالمنتخبين.
ولعل السبب الأكبر للخسارة هو أن منتخبنا كان خارج حاله الطبيعية فنيا ومعنويا، وكان يومه سيئا وفي مثل هذه الحال لا يمكن تغيير واقع الحال ويسقط الفريق ضحية!
والحديث عن المستوى الفني لمنتخبنا أمس لا يستحق سوى كلمة (غياب) لأننا رأينا مجرد (قمصان حمراء) تجري داخل الملعب من دون تنظيم... وانسجام... وتكتيك... واجتهادات فردية... ولا فعالية... ودفاع مكشوف ووسط ضائع وهجوم بلا فعالية وخطورة.
ولا نعلم كيف عجز المدرب ستريشكو عن وضع التشكيلة الأساسية المناسبة لمنتخبنا وخصوصا أن معظم عناصر القائمة التي توجه بها المنتخب إلى ماليزيا منسجمة مع بعضها بعضا منذ سنتين وكان بالإمكان الاستفادة من هذا العامل المهم والابتعاد عن المجازفة في إجراء تغييرات على التشكيلة الأساسية ومنها وضع بعض اللاعبين في غير مراكزهم وخصوصا تحويل الكابتن فيصل عبدالعزيز من قلب دفاع إلى ظهير اعتبرت (خانته) شارعا مفتوحا أمام الفريق العراقي. وحتى عندما حاول ستريشكو تغيير واقع المستوى في الشوط الثاني بإجراء ثلاثة تغييرات فإن ذلك ظل من دون جدوى بعد (خراب مالطا).
والغريب أيضا غياب الروح القتالية والاصرار والأداء الرجولي الذي اشتهر به منتخبنا وهو ما قد يفتح الباب للسؤال عن مدى التهيئة النفسية للاعبي المنتخب قبل المباراة وهي مسئولية الجهاز الإداري.
ولعل المهم الآن كيف يستعيد منتخبنا توازنه بعد (صدمة البداية)... فالمطلوب حل عاجل لإعادة ترتيب الأوراق الفنية والمعنوية للفريق والمحافظة على (هوية وشخصية) المنتخب والابتعاد عن (المغامرات) وخصوصا أن مباراتنا الثانية ستكون فرصة لتحقيق الفوز واستعادة التوازن نظرا لتواضع فريق ماينمار
العدد 398 - الأربعاء 08 أكتوبر 2003م الموافق 11 شعبان 1424هـ