العدد 405 - الأربعاء 15 أكتوبر 2003م الموافق 18 شعبان 1424هـ

نحن المسيحيين لسنا فئة دينية مضطهدة في فلسطين

راعي كنيسة اللاتين في فلسطين:

أكد راعي كنيسة اللاتين في فلسطين، الأب مانويل مسلم، أن المسلمين والمسيحيين في فلسطين شعب واحد و«إسرائيل» دولة عصابات و اعتدت على قدسية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكنيسة المهد، مشددا على أنهم من أهم المقدسات الدينية في العالم، وأن فلسطين تكتسب بوجود هذه المقدسات في أراضيها درجة عالية من الفضل والتكريم.

وشدد الأب مسلم في تصريحات له على أن المسلمين والمسيحيين منذ القدم في هذه الديار المقدسة وأنهم على مدى السنوات الثلاث الأخيرة من عمر انتفاضة الأقصى شعب واحد، يقطنون جزءا واحدا من الأرض ذات التاريخ والتراث الديني العظيم. وقال: إن كل ما يروجه الإعلام عن وجود اضطهاد عنصري أو ما يشابه للمسيحيين في هذه الأرض هو محض افتراء ونحن المسيحيين لسنا فئة دينية مضطهدة في فلسطين، كما أننا لسنا فئة منزوية مسلوبة الحقوق، بل نعيش حقوقنا كاملة».

وأشار راعي الكنيسة إلى أن ما تدرّه عجلة الإعلام الغربية والتي يقودها الصهاينة في أميركا والعالم الغربي عن اضطهاد المسلمين للمسيحيين هو افتراء ولا يدخل حيز الواقع وأضاف: «نحن المسيحيين لسنا زيتا في عجلة التصادم الإسلامي الإسرائيلي، بل نحن حلقة في الصدام الإسلامي مع التجبر والصدام الإسرائيلي».

وشن الأب مانويل حملة انتقاد شديدة على قصور الإعلام العربي أمام الإعلام الإسرائيلي الذي عمل جاهدا على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية فقلب الصورة أمام المشاهد الغربي وقاد العالم للصورة التي تجعل من حركة حماس والجهاد الإسلامي وفتح والرئيس أبو عمار والشعب الفلسطيني بكامله إرهابيين فيما قادهم إلى التفكير في أن «إسرائيل» دولة «مظلومة»، وجعل العالم في أوروبا يعاني من «أزمة ضمير» لمعاناة اليهود أو ما يدعونه.

وفي هذا الإطار قال مسلم: إن العالم العربي على المدى الطويل سيكون الرابح في المعركة التي دخلتها «إسرائيل» معه، وقال: إن الفلسطينيين ومن معهم من العرب الصادقين والأقوياء يقفون خط دفاع وحاجزا أبديا أمام انفتاح «إسرائيل» أمام الدول العربية وهذا ما يعاني منه الكيان الإسرائيلي على رغم أنه ربح معركة الإعلام مع العرب، وأظهر الجاني ضحية والضحية هي الجاني.

وأكد الأب مسلم أن على العرب الاستيقاظ فورا من حال القصور التي يعانون منها، وعدم السماح للكيان الإسرائيلي بالاستمرار في التغلب عليهم واستباحة الأقصى لمزيد من الوقت ومزيد من الغطرسة وأن يستمر هذا التراث الديني «لعبة» في أيدي الإسرائيليين.

وشدد مسلّم على وجوب تخريج فوج وجيل إعلامي قوي وصالح لحمل الأمانة، وقال: «هذا الجيل تقع على عاتقه مهمة النهوض بمرافق الحياة كافة داخل الأراضي الفلسطينية، فاستمرار المعركة على هذا النهج هو ضياع للوقت، في الحين الذي تمتلك فيه «إسرائيل» هذه القوة وهذه الترسانة العسكرية والدعم الدولي عامة والأميركي خاصة». وعن استهداف «إسرائيل» الأماكن المقدسة، قال مسلم: «إسرائيل» دولة عصابات، ودولة عنف، ولا قانون، مضيفا أنها تعاني من أزمة ضمير كونها تضطهد الشعب الفلسطيني، وهذا العذاب والتخوف واللااستقرار الذي يعانيه الكيان الإسرائيلي هو عقاب رباني على الجريمة المقترفة بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد الأب مانويل أن الكيان الإسرائيلي عندما استهدف أماكن العبادة الإسلامية والمدارس والجامعات لم يستثن أماكن العبادة المسيحية كونها جزءا من هذا الوطن وهذا الواقع، وكذلك المسيحيين الذين قال مسلم انهم لا يتميزون عن أي رجل في الشارع الفلسطيني.

وأوضح أن هناك كثيرا من الأضرار لحقت بكنيسة المهد وغيرها من أماكن العبادة المسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد بلغت قيمة ما لحق بالمستشفى المعمداني والكنيسة القريبة منه في مدينة غزة من خسارة جراء القصف ما بين (10 و12) ألف دولار قيمها المهندسون، ولم تصل أي مبالغ للبدء في عمليات الترميم، كون «إسرائيل» تشكل حاليا حاجزا أمام العالم الداعم والمتبرع لإصلاح ما لحق بأماكن العبادة من دمار.

وأشار مسلم هناك نوع من التخوف لدى الداعمين والمانحين من بطش «إسرائيل» مثل اتهام من يقدم يد المساعدة إلى الفلسطينيين المسيحيين أو المسلمين بالمعاداة للسامية.

وعن هذا الموضوع، أضاف مسلم: «لقد فقدنا الكثير ممن كانوا لنا عونا في الفترة الأخيرة، وهؤلاء دخلوا في المجهول، وأدوارهم أصبحت تقتصر على الاتصال الهاتفي، وتبادل كلمات التحية والاطمئنان، ذلك انهم متخوفون من «إسرائيل» التي تحملهم عقدة الذنب، ولكنهم ليسوا جميعا كذلك فهناك من يعمل بالخفاء ولكن نحن نعاني من شح التمويل شأننا شأن باقي المؤسسات الفلسطينية التي دخلت مصادر تمويلها حيز التجفيف أو التجميد ونحن حقا في أزمة، فقد بلغت خسارة بعض المدارس وخصوصا مدرسة العائلة المقدسة في غزة العام السابق والجاري 140 ألف دينار وهذه أزمة وخسارة كبيرة

العدد 405 - الأربعاء 15 أكتوبر 2003م الموافق 18 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً