عبر رجال أعمال عراقيون عن رفضهم الهيمنة الأميركية على مشروعات إعادة الإعمار التي يمر بها العراق، مؤكدين رفضهم تدخل «المحتل» وأي شكل من أشكال المشاركة الإسرائيلية بأية حصة في الاستثمارات الأجنبية المرتقبة، معربين عن تذمرهم من عدم منح الفرصة للقطاع الخاص ليلعب الدور المأمول في عملية إعادة الإعمار.
وقال رجل الأعمال العراقي صالح محمد المطلك - على هامش الملتقى السابع لرجال الأعمال العرب الذي بدأ في المنامة أمس - لـ «الوسط»: «إن القطاع الخاص لم يعط حتى الآن الفرصة كما ينبغي، ولا توجد أية قناة تربطه بـ «المحتل» وأن العقود تحال إلى غير العراقيين وبأسعار خيالية تجاوز الزيادة فيها الـ 500 في المئة لمن يتعاون مع «المحتل».
وتخوف المطلك مما أسماه بـ «الهجمة الإسرائيلية على قطاع العقارات العراقي» مشيرا إلى أن اليهود الاسرائيليين باتوا يتملكون بكثافة، وأدى هذا الطلب إلى رفع أسعار العقارات بشدة إلى الأعلى. كذلك قال عضو رابطة رجال الأعمال في العراق حميد العقابي: «نحن نرفض الإسرائيليين، نحن والمستثمرون العرب أولى بتعمير بلادنا». وكان صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أناب ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، لحضور حفل افتتاح الملتقى الذي بدأ أعماله بحضور نحو 600 مشارك من 13 دولة.
المنامة - هناء بوحجي
دعا المشاركون في الملتقى السابع لرجال الأعمال العرب إلى ضرورة المسارعة في تبني سياسات تكاملية وتوحدية والتكتل اقتصاديا فيما بين الدول العربية مع الأخذ في الاعتبار الخصوصيات التي يتميز بها كل قطر.
وكان عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أناب سمو ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لحضور حفل افتتاح الملتقى الذي بدأ أعماله بحضور نحو 600 مشارك من 13 دولة.
ودعا رئيس اتحاد رجال أعمال العرب حمدي الطباع إلى ضرورة عقد قمة اقتصادية عربية لوضع استراتيجية تنموية عربية يساهم في رسمها القطاعان العام والخاص تأخذ في اعتبارها الميزات النسبية والتنافسية، وقال في كلمة افتتاح الملتقى ان الانفتاح والتحرر الاقتصادي وانشاء منظمة التجارة الحرة والتكتلات العملاقة يرتب على العالم العربي استحقاقات كثيرة مع ما يرافقه من فتح آفاق أوسع أمام اقتصاداتنا في مجالات التجارة والاستثمار وانسياب السلع وانتقال التكنولوجيا وتسهيل انتقال رجال أعمال العرب بين الدول العربية.
ومن جانبه دعا رئيس جمعية رجال الأعمال البحرينية خالد المؤيد إلى اعادة النظر في السياسات الاقتصادية العربية المشتركة في ظل المعطيات الحالية، لافتا إلى أهمية التخطيط والاهتمام بتدريب العمالة الوطنية العاطلة، وداعيا القطاع الخاص إلى التعريف بنفسه واتجاهاته.
وقال المؤيد إن القطاع الخاص يواجه تحديا وقدرا من المسئولية بعد أن تنادى عدد من القيادات العربية بأن يقوم القطاع الخاص بدور قيادي في ادارة وتوجيه الأمور الاقتصادية. وتطرق المؤيد في كلمته أمام المشاركين إلى الاصلاحات السياسية التي شهدتها البحرين والتي قادت إلى خلق مناخ استثماري مثالي أدى فيما بعد إلى تحسن الجدارة الائتمانية للمملكة ما يسهل الحصول على التمويل والاقتراض من الخارج كما يسهم في خفض كلفة الاقتراض.
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير إدارة الدراسات والبحوث الاقتصادية بالجامعة العربية معتصم سليمان إلى ضرورة توسيع وتنويع القاعدة الاقتصادية وتهيئة بيئة استثمارية مشجعة للقطاع الخاص.
وقال إن هناك عنصران لابد من أن تأخذهما الدول العربية في الاعتبار لمنح قطاع الأعمال الفرصة للعمل على المستوى العربي، الأول اقرار اتفاقات لتجنب الازدواج الضريبي والآخر اقرار آليات لفض المنازعات.
ومن جانبه أكد رئيس جمعية رجال أعمال المصريين هشام الناظر أهمية التكامل واستغلال امكاناتنا الاستغلال الأمثل، وتنمية حجم التجارة البينية التي لا تتجاوز حاليا 8 في المئة من اجمالي التجارة العربية مع العالم الخارجي.
واشار إلى امتلاك دول المنطقة لموارد طبيعية وبشرية، وإلى أن الدول العربية تنتج 32 في المئة من النفط العالمي، وتمتلك 62 في المئة من الاحتياطي و24 في المئة من احتياطي الغاز.
وقد حظي الوفد العراقي الكبير المشارك في الملتقى باهتمام اعلامي كبير إذ انشغل أعضاء الوفد باللقاءات الصحافية على هامش الملتقى.
وعبر رجال أعمال عراقيون عن رفضهم للهيمنة الأميركية على مشروعات اعادة الاعمار التي تمر بها العراق رافضين تدخل «المحتل» وأي شكل من أشكال المشاركة الإسرائيلية بأية حصة في الاستثمارات الأجنبية المرتقبة، وتذمر هؤلاء من عدم منح الفرصة للقطاع الخاص ليلعب الدور المأمول في عملية اعادة الاعمار.
وقال رجل الأعمال العراقي صالح محمد المطلك على هامش الملتقى السابع لرجال الأعمال العرب الذي بدأ في المنامة أمس لـ «الوسط»: ان القطاع الخاص لم يعط حتى الآن الفرصة كما ينبغي، ولا توجد أية قناة تربطه بـ «المحتل» وان العقود تحال إلى غير العراقيين وبأسعار خيالية تجاوز الزيادة فيها الـ 500 في المئة لمن يتعاون مع «المحتل». وفي رده على مدى شفافية المناقصات المطروحة قال المطلك وهو متخصص في القطاع الزراعي ورأس جمعية حماية البيئة سابقا: «تطرح المناقصات وتغلق خلال ثلاثة أيام بينما أية دراسة جدوى لا يقل الوقت المطلوب لاعدادها عن شهر»، وتحدث المطلك عن نشوء طبقة من المستفيدين وهم الوسطاء المترجمون بين العراقيين والأميركان الذين يحددون قيمة «العمولة» مسبقا.
وتخوف العراقي المطلك من الهجمة الإسرائيلية على قطاع العقارات العراقي، مشيرا إلى أن اليهود الإسرائيليين باتوا يتملكون بكثافة وخصوصا في الموصل وفي بعض المناطق القريبة من النجف إذ كان يعيش يهود في السابق، مشيرا إلى أن هذا الطلب بأسعار خيالية رفع أسعار العقارات بشدة إلى الأعلى.
وبدا عضو رابطة رجال الأعمال حميد عبدالحسين العقابي أكثر تفاؤلا عندما كرر الرفض التام لاعطاء «إسرائيل» أية فرصة للمشاركة في مشروعات اعادة الاعمار، وقال: «نحن العراقيين ثم المستثمرين العرب أولى بتعمير بلادنا... نحن القطاع الخاص كنا محرومين على مدى السنوات الماضية من لعب دورنا في تنمية الاقتصاد، ولكننا اليوم ندعو اخواننا المستثمرين العرب إلى الدخول معنا والاستفادة من قانون الاستثمار الجديد الذي يسمح لغير العراقيين بتملك حتى 49 في المئة من الشركات»، وأشار إلى تشكل أول فرع لسيدات الأعمال في الرابطة.
من جانبه أمل رئيس المصرف التجاري العراقي محمد دراغ أن يشهد هذا القطاع نموا خلال الفترة المقبلة ليتمكن من لعب الدور المنوط به من تمويل المشروعات بدلا عن اقتصاره على تقديم الخدمات التجارية البسيطة للعملاء، وقال: «حال ضعف سعر الدينار العراقي دون نمو اعمالنا وخدماتنا خلال الفترة الماضية».
المنامة - عيسى مبارك
قال وزير التجارة علي صالح الصالح إنه من غير المستبعد أن ينضم العراق إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المستقبل، ولكن مثل هذا القرار متروك لقيادات دول الخليج الست للنظر فيه.
وقال الوزير على هامش ملتقى مجتمع الأعمال العرب المنعقد في المنامة إن «الشروط تنطبق على العراق لينضم إلى المجلس فهو بلد غني بالإمكانات... في إمكانه أن يكون عضوا فاعلا في هذا المجلس ويؤدي دوره في هذه المنظومة الناجحة».
ويضم المجلسان الاقتصادي والسياسي كلا من السعودية والبحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وقد سمح أخيرا لليمن بالانضـــمام إلى عضـــوية بعض قطاعــات المجلس ورفع علمـــه إلى جانب الاعلام الخليجيـــة في وقــت سابق هذا الشهر.
ويشارك في المؤتمر نحو 600 رجل وسيدة أعمال من 12 دولة عربية بينهم نحو 100 مشارك من العراق. ويستمر يومين ويتلوه ندوة ينظمها رجال الأعمال العراقيون عن فرص الاستثمار في العراق.
وأشار الصالح إلى أن العراق كان عضوا في عدد من المنظمات الإقليمية الخليجية قبل العام 1990 وهي السنة التي غزا فيها العراق دولة الكويت. وقال: «أعتقد ان العراق مهيأ لدخول مجلس التعاون الخليجي سواء بشكل جزئي أو بشكل كامل. إنه بلد يطل على الخليج وكان يشارك في عدد من المنظمات الإقليمية مع دول الخليج الست من قبل. هناك إحساس بالمسئولية حيال دور العراق خليجيا ونتمنى أن يعود العراق بلدا مستقرا مثلما كان من قبل».
وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في إعادة إعمار العراق قال: «إعادة الإعمار في العراق تتسع للجميع. العملية تتطلب إمكانات كبيرة وهناك مجال لمساهمة رجال الأعمال العرب فيها».
وقال للصحافيين: «اتفاق التجارة الحرة بين الدول العربية تطبق تدريجيا وهو يجب أن ينتهى منه في 2007». وأضاف أنه توجد إرادة سياسية نحو تطبيق الاتفاق ولكن توضع في طريقه العوائق إذا وصل إلى مرحلة التنفيذ «لاختلاف التفسيرات والنظرة الضيقة».
وقال «نأمل بإزالة الحواجز الجمركية. الآن وصلنا إلى 50 في المئة من هذا التطبيق. التجارة البينية بين الدول العربية لا تتجاوز ثمانية في المئة من مجمل التجارة العربية».
المنامة - الوسط
قال رئيس الصندوق العربي، ورئيس برنامج تمويل التجارة العربية جاسم المناعي إن اجمالي ما وفره البرنامج من تمويل منذ بدء نشاطه في العام 1991 وحتى منتصف العام الجاري 2003 بلغ 3,1 مليارات دولار أميركي مشيرا إلى أن مؤسسات القطاع الخاص كانت المستفيد الأول من هذا التمويل. وقال المناعي في ورقته التي قدمها لملتقى رجال الأعمال السابع الذي بدأ أعماله في المنامة أمس، إن مؤسسات القطاع الخاص حصلت على 70 في المئة من اجمالي التمويل الذي قدمه البرنامج بما يعادل 2,1 مليار دولار أميركي مشيرا إلى أن حتى تمويلات القطاعات الحكومية كان القطاع الخاص يستفيد بشكل غير مباشر إذ إن معظم الصفقات تتألف من طرف حكومي والآخر من القطاع الخاص
العدد 408 - السبت 18 أكتوبر 2003م الموافق 21 شعبان 1424هـ