العدد 413 - الخميس 23 أكتوبر 2003م الموافق 26 شعبان 1424هـ

مقام يوسف في نابلس إسلامي «عثماني» ولا علاقة لليهود به

محام وخبير فلسطيني لـ «الوسط»:

أكد المحامي الفلسطيني عبدالفتاح فياض (65 عاما) من سكان نابلس أن مقام يوسف في نابلس هو مقام إسلامي بني في العهد العثماني ولا علاقة لليهود به لا من قريب ولا من بعيد.

وكشف في تصريح خاص بـ «الوسط» عن وجود وثيقة عثمانية بحوزته تؤكد أن عائلة الشيخ فيض الله (فياض) هو حامل مفاتيح المقام من السلطان عبدالحميد وهذه الوثيقة ممهورة بخاتم السلطان عبدالحميد (الختم) ويخول السلطان الشيخ وعائلته من بعده مسئولية إدارة المقام ويطلب ممن يهمه الأمر ان يزود الشيخ فيض الله بكل ما يلزم المقام من خدمات تتمثل في الشموع والمياه وغير ذلك من لوزام عمل المقام. وأشار إلى أن الوثيقة عبارة عن سبعة اسطر تتضمن هذه المعاني وهي مكتوبة باللغة التركية القديمة بأحرف عربية ومؤرخة قبل ما يزيد عن قرن وانه قام بتسليم صورة عن هذه الوثيقة لبلدية نابلس لحفظها ضمن المخطوطات الأثرية وانه يعتزم تسليم الأصل لمكتبة جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

وقال المحامي فياض الذي عمل محاميا شرعيا ونظاميا لـ 35 عاما في نابلس إن مقام يوسف هو مقام إسلامي بني في العهد العثماني، ويظهر بناؤه الحديث نسبيا والذي يعود لـ 120 سنة، وورث خدمة المقام عن آبائه وأجداده، ويوجد لديه وثيقة عثمانية سلم نسخة منها أخيرا لبلدية نابلس لحفظها ضمن وثائق ومخطوطات البلدية، وهي باللغة التركية صادرة عن السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، وموجهة إلى جده فياض الأسمر وتنص هذه الوثيقة على منح جده وذريته من بعده خدمة مقام يوسف. وأضاف المحامي فياض أن الوثيقة باللغة التركية القديمة وعليها خاتم السلطان عبدالحميد الثاني يعهد للشيخ فياض عبدالله الأسمر وذريته من بعده، بصيانة وخدمة مقام يوسف وعلى أن يقدم الوالي على ما يلزم لخدمة هذا المقام وختمت الوثيقة بتاريخ 1322هـ. وأن هذا المقام وفق ما يقال يعود إلى الشيخ يوسف دويكات جد فيض الله ولهذا السبب اعطى عبدالحميد لفيض الله ولاية المقام، وأن دويكات هو رجل صالح، أقام في المكان خيمة، وكان يتردد عليه الناس ويقومون بزيارته، ولكنه لم يدفن في ذلك المكان، وإنما أقيم له مقام بعد وفاته.

وتابع فياض «اذكر في سنوات الانتداب البريطاني وتحديدا العام 1941 أن لصوص الآثار قاموا بالدخول للمقام ونبشوه وجاءت الشرطة البريطانية، وشاهدت ذلك بنفسي مع والدي وناس كثيرين، بأن موقع القبر الذي فتحه اللصوص ونبشوه لم يكن به عظام مطلقا، كان مجرد تراب وحجارة».

وظل هذا المقام بالوضع نفسه خلال العهود العثمانية والبريطانية والأردنية، حتى جاء الاحتلال الإسرائيلي العام 1967، فقامت «إسرائيل» بتحويل المقام لوزارة الأديان الإسرائيلية وسموه قبر يوسف. وقال إن كل المراسلات العثمانية ومن بعدها البريطانية والاردنية تشير إلى أن الموقع هو مقام يوسف وليس قبره والدليل على ذلك نبش القبر.

وفي العام 1980 قام المستوطنون بالاستيلاء علي الموقع وحوله الجيش الإسرائيلي لثكنة عسكرية، ومنع الفلسطينيون من دخوله، أي تحول المقام لمستوطنة يهودية صغيرة على مساحة 660 مترا داخل مدينة نابلس.

وبدوره، يقول الخبير الفلسطيني في شئون المواقع السياحية والدينية التاريخية في فلسطين عبدالقادر حماد ان هذا القبر الذي يقع شمالي بئر يعقوب، عند أسفل تل بلاطة مباشرة شرقي نابلس، يعتقد المسلمون واليهود أن هذه البناية البسيطة ذات القبة الخضراء هي قبر يوسف، الا أنه في حقيقة الأمر مقام إسلامي، كان يسمى بمقام الشيخ يوسف دويكات، وهو ربما كان وليا من الأولياء الصالحين، بيد أن المكان كان مزارا، ومكانا للصلاة، وإيفاء النذور للمسلمين. وّذكر حماد أنه مما يدحض الادعاءات الاسرائيلية أنه يشاهد على القبر إحدى البلاطات وقد كتب عليها بالآرامية، كما يوجد محراب في المقام، وأنه كان يؤمه المصلون المسلمون منذ زمن الأتراك العثمانيين، إلى أن منعتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تأدية شعائرهم هناك منذ العام 1967، منوها الى أن هيئة المكان تدل على أن بناءه قد تم قبل نحو مئتي عام فقط.

وأشار حماد الى أن سجلات أراضي نابلس تفيد بأن المقام سجل في دفاترها كوقف إسلامي، تعود ملكيته لدائرة أوقاف المدينة تحت قطعة رقم «10» حوض «5» بمساحة إجمالية قدرها «661» مترا مربعا وأن سجلات الأوقاف ورسائلها تشير إلى أن البناء الحالي القائم في هذا الموقع يشير تكوينه الأثري إلى أنه يعود في بنائه إلى العهد التركي العثماني، وعلى الأرجح إلى القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي، وقام المستوطنون اليهود باحتلال المقام، وأقاموا فيه مدرسة دينية يهودية، ومازال هذا الموقع تحت سيطرتهم

العدد 413 - الخميس 23 أكتوبر 2003م الموافق 26 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً