انطلقت صباح أمس (الثلثاء) فعاليات المؤتمر العلمي الأول للأئمة والخطباء، الذي تنظمه إدارة الأوقاف السنية في فندق الشيراتون، تحت شعار «النهوض برسالة المسجد في ظل المتغيرات»، وبرعاية رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
وشارك في الجلسات الثلاث الأولى للملتقى، 300 خطيب وإمام من مختلف دول الخليج العربي، في الوقت الذي أكد فيه رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، على المنزلة الكبيرة للمسجد في الإسلام، وأثره في المجتمع المسلم من بناء وتوجيه. وأشار إلى أن «ذلك الأثر يظهر واضحا في تلك الولايتين العظيمتين الإمامة والخطابة».
وقال إن «الأئمة والخطباء أصحاب رسالة عظيمة، حيث يتعلم على أيديهم الجاهل، ويهتدي بهم السالك، وتسمو بتوجيهاتهم النفوس، وتزكو الضمائر».
وتختتم اليوم (الأربعاء) فعاليات الملتقى بـ 6 أبحاث يقدمها خطباء وأئمة، ومن المقرر أن يخرج الملتقى بعدد من التوصيات.
المنامة - بنا
قال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة خلال لقائه أمس (الثلثاء) العلماء والمشايخ المشاركين في فعاليات ملتقى الأئمة والخطباء يتقدمهم رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة: «إن العلماء والأئمة والخطباء، وقادة الرأي هم حملة لواء التآلف والمحبة بين أبناء الوطن، وعليهم تقع المسئولية في التقريب ونشر ثقافة التعايش، من أجل مجتمع مستقر ومتماسك بكل مكوناته».
وقال سموه: «إن المنابر يجب أن تكون موجهة لتربية الفرد والجماعة، وأن يكون لها دور إيجابي في التفاعل مع البيئة المتغيرة من خلال حث الشباب على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي هو دين محبة وألفة وإيثار».
وأضاف أن «ميدان الوعظ والإرشاد هو ميدان مهم ومؤثر، وهذا يستدعي أن يكون التفاعل مع المتلقي إيجابيا لما فيه خير وصالح المجتمع»، مشيدا «بتنظيم إدارة الأوقاف السنية للملتقى الأول للأئمة والخطباء».كما دعا إلى الاستمرار في تنظيم مثل هذه الملتقيات بشكل سنوي من أجل الإسهام في إعداد دعاة مؤهلين للنهوض بالرسالة الدعوية ومراميها السامية في ترسيخ ثقافة الاعتدال، وغرس قيم التآخي والتقارب والمحبة، التي أكد عليها الدين الإسلامي الحنيف.
وأكد سموه أن «مثل هذه الملتقيات الجادة والبناءة هي محل عناية واهتمام كبيرين بكل ما يطرح فيها من قضايا حياتية ضرورية، تسهم في النهوض بالمجتمع على أساس صحيح وعقيدة سليمة».
وقال: «إن مملكة البحرين وبقيادة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تقدر عاليا عطاء رجال الدين وتسعى جاهدة إلى أن توفر لهم كل الظروف التي تسهم في قيامهم بواجبهم الإرشادي والتوعوي.
وتقدم سموه بالتهنئة للعلماء والمشايخ المشاركين في فعاليات الملتقى بمناسبة العام الهجري الجديد، قائلا: «إن العام الهجري الجديد، مناسبة تستوجب التوقف عندها، لاستخلاص العبر من أحداث عام مضى، ووزنها بميزان التدبر، والاستفادة من تجارب الماضي، في رسم مستقبل أكثر إشراقا».
وشدد على أن الخطاب والموعظة مهمة اجتماعية ووطنية يُصنع بواسطتها الفرد الصالح لأمته، المستجيب لتطلعاته من خلال التوجيه والنصح، مؤكدا أن هذا هو ما ينبغي أن تكون عليه منابرنا الدينية، تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم.
ودعا سموه إلى ضرورة أن يكون المسجد ودور العبادة منابر تشع منها دعوات الإصلاح والوسطية والاعتدال وتوجيه الناس لما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة. وأكد سموه أهمية الدور المنوط بالعلماء والمشايخ في الإرشاد والدعوة من أجل إرساء المفاهيم الصحيحة والمضامين النبيلة التي تدعو إليها الشريعة الإسلامية الغراء في ظل ازدياد الثقافات وحوار الحضارات. ومن جانبهم أشاد العلماء ورجال الدين باحتضان مملكة البحرين هذا الملتقى تحت رعاية الأمير رئيس الوزراء، مؤكدين أن هذه الرعاية تعكس عناية سموه واهتمامه بكل ما من شأنه الارتقاء برجال الدين وتعزيز دور المسجد في حياة الشعوب العربية والإسلامية.
المنامة - علي الموسوي
قال رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة إن: «الأئمة والخطباء أصحاب رسالة عظيمة، إذ يتعلم على أيديهم الجاهل، ويهتدي بهم السالك، وتسمو بتوجيهاتهم النفوس، وتزكو الضمائر».
وأكد الشيخ سلمان «المنزلة الكبيرة للمسجد في الإسلام, وأثره في المجتمع المسلم من بناء وتوجيه», مشيرا إلى أن «ذلك الأثر يظهر جليّا في تلك الولايتين العظيمتين الإمامة والخطابة».
جاء ذلك خلال حفل انطلاق فعاليات الملتقى العلمي الأول للأئمة والخطباء، صباح أمس (الثلثاء) في قاعة التاج بفندق الشيراتون، الذي تنظمه إدارة الأوقاف السنية، برعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
وشهد حفل افتتاح فعاليات الملتقى، حضور نائب سمو رئيس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، إضافة إلى عدد من الوزراء والمسئولين في وزارة العدل الشئون الإسلامية.
وشارك في فعاليات الملتقى العلمي الأول، قرابة 300 إمام وخطيب، من مختلف دول الخليج العربي.
وأشار رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية إلى أن «الدافع من عقد هذا الملتقى هو تسارع الأحداث وكثرة المصائب والابتلاءات والأفكار الهدامةَ, فكان من الضروري العمل على ترسيخ العلم الشرعي, والعقيدة الصحيحة للأئمة والخطباء, ووضع الأمور في نصابها, وإسباغ الصورة الشرعية عليها من خلالِ بحوث هذا الملتقى».
وبين الشيخ سلمان أن «ولاة الأمر في مملكة البحرين في القديم والحديث قصب السبق في العناية بالأئمة والخطباء، من حيثِ إقامة الأوقاف لهم والاهتمام بشئونهم».
وفي ختام كلمته، أعرب الشيخ سلمان عن تفاؤله بأن «الملتقى سيؤدي إلى رفع كفاءة الأئمة والخطباء، وخاصة الشباب، ورفع مستواهم العلمي والتربوي حتى يؤدي المسجد رسالته في توجيه المجتمع, وتلاحمه مع قيادته لما فيه خير الدنيا والآخرة».
من جانبه، أكد إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي «عظم منزلة المسجد في الإسلام مستشهدا، بأنّ أول ما فعله الرسول (ص)، بعد الهجرة كان بناء مسجد قامت عليه الدولة الإسلامية».
وشدد المغامسي على «أهمية دور الإمام والخطيب في المجتمع، إذ إنّ عليهما تعريف الناس بالله سبحانه وتعالى، وبيان سبل التقرب منه، فهذه هي الغاية الأسمى للإمام والخطيب».
وطالب المغامسي في كلمته، الأئمة والخطباء بأن «يكون اهتمامهم الأساسي هو توضيح بعض الأمور للناس من قبيل الجنة والنار، وكيفية العبادة على النحو الأكمل، وبيان موقف الشرع من أنواع المعاملات كافة التي تقع بين الناس». وأشار المغامسي إلى أن «للائمة والخطباء دورا كبيرا في تعزيز اللحمة الوطنية بين الناس، من خلال تأكيد أن حب الإنسان للوطن أمر يحث عليه الدين ويتوافق مع الفطرة السليمة، وعبر التقريب بين المواطنين وولاة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة». وأكد إمام وخطيب جامع قباء «ضرورة توافر بعض المقومات التي تعين الأئمة والخطباء على القيام بدورهم على النحو الأكمل، ومن أهمها تقوى الله والعلم والنضج العقلي وأن يكون قدوة حسنة للناس في مجتمعه». وقد عُقدت على هامش فعاليات اليوم الأول للملتقى، دورة تدريبية على مهارات التأثير والإقناع حاضر فيها الخبير السعودي المتخصص صالح بن يحيي الزهراني، وذلك من أجل تعريف الخطباء والأئمة بأفضل الطرق وأهم الأساليب في الاتصال مع الجمهور وإقناعهم.
أكد الأستاذ بكلية التقنية في السعودية عبدالعزيز بن محمد السدحان، ضرورة أن يكون الائمة والخطباء حرّاسا على أبواب الشريعة الإسلامية، ومحافظين عليها من أن تدنّس، داعيا إياهم إلى «قراءة ما يحذّر من البدعة عند ظهورها، وما يحدث من المنكرات عند فشوّها».
وأشار السدحان في بحثه «دور الإمام والخطيب في مجتمعه»، إلى أن «منزلة الإمامة في المسجد مخصوصة بمزيد عناية ترغيب وترهيب، لأن نفع الأئمة أو تقصيرهم ليس مقصورا عليهم، بل يتعدى إلى غيرهم ممن يصلي خلفهم».
ولفت إلى أنه «ينبغي أن يكون الإمام أو الخطيب قدوة حسنة في التعامل مع جماعة مسجده، كما ينبغي عليه أن يكون مظهره لائقا بعظمة من يقف بين يديه، وأن يكون حريصا على نظافة ملبسه ومظهره وطيب رائحته، وأن يبادر الإمام بتقديم النصائح المفيدة والفتاوى الصحيحة».
وأوضح الباحث السدحان أن «للمساجد منافع كثيرة وأدوارا متعددة، إذا قام بها الإمام أثمرت وآتت أكلها داخل المجتمع، ومن أهمها تفقد المحتاجين والفقراء والمساكين، وسد حاجتهم من مأكل وملبس ومسكن، مضيفا «ونشر العلم والثقافة النافعة سواء أكان عبر الكتب أم الأشرطة أم إجراء المسابقات العلمية الدورية، وخاصة بين النساء وصغار السن ما يساعد على نشر الوعي الديني المستنير بين فئات المجتمع المختلفة».
وحذر السدحان الأئمة والخطباء قائلا: «احذروا أن يجعلكم الناس مضغة في ألسنتهم، وفاكهة في مساجدهم، يذكرون معايبكم، فيلقى بعضهم في قلوب الناس، فيتثاقلون الصلاة خلفكم، ولا يتأثرون بشخصكم، ولا يصغون لوعظكم وعلمكم، بل يتسابقون إلى القيام عند سماع حديثكم ونصحكم».
وذكر السدحان في بحثه أن «من أسباب ذبذبة أفكار الناس، أن يبادر بعض الأئمة إلى الحكم في الحوادث والنوازل الكبيرة، من دون تروٍ وسؤال أهل العلم»، داعيا إلى «عدم العجلة في القول، والتسرع في إصدار الأحكام الشرعية، من دون الرجوع إلى سؤال العلماء والراسخين في العلم».
أكد أستاذ الفقه بجامعة المدينة العالمية في السعودية محمد بن يحيى غيلان أن «الأمن الفكري من أهم أنواع الأمن الذي عني المصلحون ورجال الأمن بدراسته، وبيان مكانته، وأن مسئولية الإمام والخطيب كبيرة، لأنهما أقرب المتحدثين إلى قلوب الناس، وهما القدوة الحية للآخرين، لذلك فإن عليهما تثقيف الناس ومتابعتهم تربويّا وتعليميّا.
وأشار غيلان في بحثه عن «الفقه الأمني للإمام والخطيب في توجيهاتهما»، إلى أن «الإمام والخطيب الناجحين هما اللذان ينقلان الدين سمحا ميسرا كما أراده الله إلى المخاطبين، مع الاهتمام بشئون الفرد والأسرة والمجتمع، ومتابعة الانحرافات الفكرية، ومعرفة أسبابها، وشبهها، والرد عليها وتفنيدها».
وشدد غيلان على ضرورة أن «تكون الجوانب الأمنية حاضرة في الخطب والمواعظ، وأن يعطيها الإمام والخطيب اهتماما كبيرا في توجيهاته، ويبين مدى أثر الأمن على راحة المجتمع وسعادته، وكيف تتبدل الحال بفقد الأمن وتظهر الفوضى في شتى المجالات، وذلك بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة ووفقا لتوجيهات كتاب الله وسنة نبيه (ص)».
وبيّن غيلان أن «الإمام والخطيب يحملان رسالة كبيرة ومهمة، إذ يرثان أعظم ميراث من أعظم موّرث، فهما يرثان العلم، ويقدمان إلى المجتمعات الرسالة التي جاء بها النبي (ص)».
وفي حديثه عن الإيجابيات التي يجب على الإمام والخطيب الإشادة بها، ذكر غيلان «المحافظة على الواجبات الشرعية في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، إضافة إلى التواصل الاجتماعي بين فئات المجتمع، بين الصغار والكبار عموما، وبين الآباء والأبناء، والعلماء والعامة». مضيفا في الإيجابيات «العناية بالمرافق العامة والخاصة، وما يحصل من المحافظة على مقدرات الوطن، فضلا عن الإشادة بالالتزام بالآداب العامة، وعدم العدوان، ذلك إلى جانب العناية بالأفكار الجديدة البناءة، التي ترفع مستوى الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع».
أوضح إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في بحثه أن «الشباب يشكلون قاعدة عريضة في المجتمع، ومرتعا خصبا للدعوة إلى الله تعالى، وأنهم في حاجة ماسة إلى النصح والتوجيه والأخذ بيدهم إلى الخير والفلاح والنجاح وضبط حماسهم، وإلقاء الضوء على أهم مشاكلهم وما يعانون منه وما يقلقهم، ويقلق ذويهم». ووجه مطر في بحثه عن «دور الأئمة والخطباء في توعية الشباب» الأئمة والخطباء إلى «ضرورة غرس حب الله تعالى وطاعته، وحب وطاعة رسوله الكريم محمد (ص)، في نفوس الشباب وتربيتهم على الخوف من الله تعالى ومراقبته، والسعي إلى مرضاته، ورجاء رحمته وجنته»، وتابع «إضافة إلى حثهم على المحافظة على الصلاة والعبادات والطاعات كافة، بإخلاص واعتدال ووسطية، وتوعيتهم من مخاطر رفقاء السوء».
وشدد مطر على أهمية «تبصيرهم بأهميتهم في الحياة وبدورهم ومسئوليتهم وقيمتهم في الأسرة والمجتمع، وتحذيرهم من التحزب والتعصب سواء أكانت للأشخاص أم الهيئات والجمعيات، وبيان عواقب ذلك. وإرشادهم إلى كيفية استغلال الوقت واستثماره، والموازنة بين حاجات الروح والجسد».
وأشار مطر إلى أن الأسباب والعوامل المؤدية إلى انحراف الشباب تكمن في «ضعف الوازع الديني، والتدين الخاطئ، وقلة العلم الشرعي أو انعدامه»، وأضاف «كذلك الفجوة بين الشباب والكبار، والتي ينشأ عنها بُعد وفجوة، إضافة إلى قسوة الآباء على الأبناء، وبخل الأب وتقتيره على أولاده».
وذكر مطر في عرضه أسباب انحراف الشباب «كثرة المشكلات بين الأبوين وحالات الطلاق، وتأثيرها السلبي على نفسية الأولاد، فتكون الأسرة بيئة منفرة لا يجد الشاب فيها الأمان والحنان، فينفر من البيت هائما على وجهه، فيستغل من قبل رفقاء السوء».
العدد 2665 - الثلثاء 22 ديسمبر 2009م الموافق 05 محرم 1431هـ
غريبة؟
سؤال..هل المؤتمر سني فقط؟ ليست هنالك آراء فيالصحيفة لخطباء مساجد شيعية؟ بدينا طأفنه او ما سووا معاهم مقابلات صحفية؟