أوجه هذا المقال البسيط إلى فئة الشباب لأسألهم: هل انتم متفائلون؟ هل توجد لديكم روح التفاؤل أم توجد لديكم روح التشاؤم والتطير؟
إن المفكر في الحياة يرى أنها جميلة وجميلة جدا ولكن شريطة أن يعرف معناها ويعرف أن يتكيف معها ويعرف أماكن الضعف والقوة فيها فيعمل على تنمية مواطن القوة ويصلح مواطن الضعف، هذا من جانب والجانب الآخر عليه أن يعرف معنى إيجابية الحياة وسلبيتها ضمن شخصيته، فلا شك انتم تعرفون ان للحياة إيجابا وسلبا وبها أفراح وأتراح وهذا وجد لتمحيص واختبار هذه الشخصية في هذه الحياة من اجل أن تروض وتصاغ هذه النفس ومن ثم الصعود بها إلى درجة الكمال.
ومن الطبيعي وكما في القول المآثور: الدنيا يومان يوم لك ويوم عليك، فلابد لك أن تعرف أن تتعامل مع هذين اليومين عندها ستكون لك الحياة سلسة جميلة.
عليك أيها الشاب أن تعرف كيف تربح الحياة وإذا أردت فعليك أولا أن تدع التشاؤم وتبدأ بالتفاؤل لان التشاؤم والكآبة يقتلان فيك الروح الشبابية التي أودعها الله فيك من أجل الحركة والتغيير والتجديد... الروح الشبابية تعني الارتباط بالحماس الطبيعي لدى الشباب الذي إذا انطلق عن وعي وعقلانية نستطيع به تغيير ما لا يتغير من الواقع المرير فهل رأيت أيها الشاب أحدا استطاع أن ينجز شيئا في حياته وهو متشائم؟
طبيعي سيكون الجواب لا، لو توقفنا مع شخصية أحد الزعماء أو العظماء في التاريخ فسنلاحظ وبلا شك أنه يمتلك الإرادة القوية والتفاؤل الشديد لذلك استطاع إنجاز ما أنجزه.
السيارة هل تستطيع أن تسير من غير وقود؟ كذلك الشاب لا يستطيع أن تكون له روح الحماس والمثابرة من دون أن يمتلك وقودا ووقوده هو التفاؤل والعزيمة.
عندما يتحرك الشاب وتكون لديه روح الحركة سيواجه صعوبات وعقبات وربما أخطاء وليس عيبا فيما العيب يكون في حال الجمود والركود لانه بركوده يعطل ذلك العقل الذي وهبه الله له من اجل الإبداع والتغيير .
فالشاب إذا عاش روح السلب في المجتمع فكيف يمكن أن يغير وكيف يحقق طموحه ليكون من العظماء؟ فلتكن أيها الشاب ممن يملك روح الإيجاب لا السلب واذا عاش الشاب التعاطي الإيجابي مع الحياة فسيكون بلا شك من المتفائلين.
واخيرا إذا أراد الشاب أن يجعل من شبابيته مكانة ويجعل من شخصيته شخصية مرموقة مغيرة نحو الأفضل وهو واجبه فعليه أن يحول الحياة إلى صالحه وليدع التشاؤم وليربح الحياة بالتفاؤل.
علي مجيد السكري
العدد 461 - الأربعاء 10 ديسمبر 2003م الموافق 15 شوال 1424هـ