يشهد نشاط الطيران العارض لخدمة الأثرياء وكبار رجال الأعمال نموا سريعا في منطقة الخليج في وقت تواصل فيه الشركات الأربع النشطة في المنطقة توسيع أساطيلها لتلبية الطلب. وتعتزم الشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس) في السعودية شراء خمس طائرات جديدة بكلفة 100 مليون دولار كما تنوي شركة بحرين اكزيكوتيف أير سيرفيسز (بكسير) البحرينية شراء طائرتين جديدتين بكلفة تقدر بمبلغ 30 مليون دولار.
وهناك شركتان أخريان تعملان في المنطقة إحداهما في الكويت والثانية في الإمارات العربية المتحدة.
ويختلف الطيران العارض عن الطيران المنتظم في أن الزبائن الذين في العادة يكونون أفراد أسرة واحدة - يختارون توقيت الطائرة التي عادة ما تكون صغيرة لتقلهم إلى وجهتهم ثم تصطحبهم مرة أخرى عائدين إلى الوجهة التي انطلقوا منها. وأهم زبائن شركات الطيران الخاص الأربع هذه هم من أعضاء الأسر المالكة وكبار المسئولين والأفراد من الأثرياء من دول الخليج العربية ولبنان. إذ يستخدم هؤلاء طائرات مستأجرة للسفر لأداء الأعمال والتسوق في الخارج والعطلات إذ تجتذبهم الخدمات الخاصة التي تقدمها هذه الشركات، التي تصفها هذه الشركات بأنها «أكثر رفاهية من الدرجة الأولى» في الطيران المنتظم.
يقول مسئول من المؤسسة العربية المصرفية التي عقدت اتفاقا قبل نحو أسبوعين مع الشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس) لتمويل شراء خمس طائرات للشركة الوطنية إن المؤسسة شاركت في التمويل لأنها تثق بنمو هذا النشاط.
يقول سكير قاسم شيخ مسئول التسويق بشركة (بكسير): «نشاط استئجار الطائرات ينمو بمعدل يبلغ نحو 15 في المئة سنويا ويبلغ الآن نحو 20 الف ساعة سنويا في الخليج. بدأنا بطائرتين في العام 2001 وأضفنا اخرى هذا العام ونعتزم الحصول على طائرتين أخريين في العام المقبل».
وقال شيخ إن شركته تبحث شراء طائرة من طراز «تشالنجر» من شركة «بومبارديير» الكندية وطائرة «سيسنا سيتيشن برافوافت» على أساس الاستئجار بغرض التملك. وتابع أن بكسير يملكها الشيخ منصور الطاسان من السعودية الذي استثمر 85 مليون دولار في الشركة وأنها تسعى إلى الحصول على طائرة أخرى سيتيشن في العام 2005.
وقال: «نهدف إلى الفوز بما بين عشرة و15 في المئة من سوق السفر لرجال الأعمال في الخليج في العام المقبل».
كما أن شركات الطيران العارض تعتمد إلى جانب نقل المسافرين لتحقيق أرباحها، على تأجير الطائرات، وإدارة الطائرات وصيانتها. وتقوم «بكسير» حاليا بإدارة طائرة تابعة لمستثمر سعودي كما أنها تتفاوض مع صاحب طائرة أخرى من دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل إدارة طائرته. ويقول شيخ إن إدارة الطائرات عمل مكلف لأصحاب هذه الطائرات إذ إنها تحتاج إلى صيانة عالية الثمن، واستئجار مساحة في المطارات التي تقف فيها. ولهذا فحين تأخذ شركة الطيران هذه الطائرة فإنها تحرص على صيانتها بشكل دوري، كما تقوم بتأجيرها إلى الزبائن في حال رغب صاحب الطائرة في ذلك.
ويعزو خبراء نمو هذا النشاط إلى سرعة الخدمات وزيادة المخاوف الأمنية لاسيما في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر / أيلول بعد الهجمات المدوية ضد المعالم الأميركية وزيادة الإجراءات الأمنية في المطارات في أنحاء العالم. كما أن عامل الوقت، بحسب المشتغلين في هذا الحقل، مهم جدا لبعض أصحاب الأعمال ما يحدوهم إلى اللجوء للطيران العارض من أجل كسب الوقت وعدم انتظار الرحلات المجدولة في الطيران المنتظم. أما الرفاهية فهي أيضا من أهم أسباب استخدام هذا القطاع
العدد 470 - الجمعة 19 ديسمبر 2003م الموافق 24 شوال 1424هـ