بلادي وإن جارت عليّ عزيزة. كلام كله وفاء واخلاص للوطن، هذا الكلام قاله العقلاء الأوفياء لبلادهم حتى لو جارت عليهم فهي عزيزة. كل شعب وكل إنسان مخلص لوطنه لا يمكن أن يبيعه لا بالمال ولا بأي ثمن آخر، الوطن غال وعلى من باعوا أوطانهم أن يتعلموا من الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي أعطى ومازال يعطي دروسا جليلة في حب وطنه، ويقدم إلى العالم دروسا في الوفاء والاخلاص والفداء. هذا الشعب يقاتل لوحدة بالحجارة وبعض الأسلحة الخفيفة، يقاتل ويقاوم أقوى قوة ضاربة في الشرق الأوسط، يقاوم عصابة الاجرام والاغتصاب التي تساندها أميركا التي هي أيضا عصابة اغتصبت الأرض من أهلها. إن شعب فلسطين العظيم يعلّم العالم النضال والصمود والمقاومة ويقول إن الاوطان عالية عند كل انسان حر. إن كل من يفرط بشبر واحد من وطنه فإنه لا يستحق أن ينتمي إلى أي وطن.
أليس حب الوطن من الايمان؟ إن كل من باع وطنه أو تخلى عن جنسيته ليأخذ جنسية أخرى من أجل وظيفة أو حفنة من المال يكون أجرم في حق وطنه الأصلي. وهنا الشعب الفلسطيني يعطي من باعوا أوطانهم درسا مهما جدا. اللاجئون الفلسطينيون يرفضون الجنسية اللبنانية ويتمسكون بهويتهم ووطنهم. إن المعيشة التي يعيشها اللاجئون في المخيمات لا ترتقي إلى الحد الأدنى من العيش. وما قاله الأمين العام لحزب الله سماحة السيدحسن نصر الله في يوم القدس العالمي بتاريخ 26 رمضان لسنة 1424هـ، ومطالبته بأن يحصل اللاجئون على الحد الأدنى لمعيشتهم دليل قاطع على أن هذا الشعب وفي لوطنه فلسطين وأن اصرار هذا الشعب البطل المقاوم للمحتل على رفض الجنسية البنانية لموقف عظيم قد قال كلمته إن حب الوطن واجب مقدس.
وفي الوقت نفسه أراد أن يقدم رسالة حب وتقدير إلى الشعب البناني المضيف ويقول بكل صراحة إن من باع وطنه الأصلي لا تأمنه على وطنك.
السؤال هنا: هل يتفهم هذه المواقف المشرفة كل من تخلى عن وطنه الأصلي وهرول لبيع وطنه حتى يحصل على عمل أو سكن أو مال؟
شتان بين من يعيش في سكن لا يقيه حر الصيف ولا برودة الشتاء وتمسك بوطنه وغادره غصبا وقهرا ولا يمكنه الرجوع إليه، وبين من شد الرحال وغادر بإرادته وباع وطنه.
يا من بعتم أو طانكم ارجعوا إلى صوابكم، إن تصحيح الخطأ فضيلة.
درباس سلمان درباس
العدد 480 - الإثنين 29 ديسمبر 2003م الموافق 05 ذي القعدة 1424هـ