بدأ العراق بوضع خطة لاستثمار الغاز في وقت يقترب فيه انتاجه النفطي من المستوى الذي كان عليه قبل الحرب في مارس/ آذار الماضي، وفقا لما أعلنه مسئولون في وزارة النفط العراقية. وقال مدير هيئة التصنيع الوطني في وزارة النفط محمد العبوش ان العراق سيكون على استعداد «في غضون بضعة أسابيع» لتصدير الغاز إلى الكويت عبر أنبوب قديم لكنه ينتظر انتهاء الكويت من تصليح منشآتها.
وأضاف لوكالة «فرانس برس» ان «الاشغال من الجانب الكويتي أكبر وستستغرق وقتا أطول» موضحا ان أنبوب الغاز من الجانب الكويتي اصيب بأضرار جسيمة بسبب الاحتلال العراقي للكويت بين اغسطس/ آب 1990 وفبراير/ شباط 1991.
وقد بدأ العمل في هذا الانبوب العام 1986 لكنه توقف خلال الاجتياح العراقي وكان ينقل الغاز من حقل الرميلة قرب الحدود مع الكويت.
يذكر ان طاقة الأنبوب كانت تبلغ في الاساس 4 مليارات متر مكعب سنويا لكن العبوش توقع ان تكون «الصادرات في المرحلة الاولى من إعادة التصدير متدنية».
وتفتقد الكويت الغنية بالنفط الى الغاز وتنوي استيراده من قطر التي تملك ثالث أكبر احتياطي في العالم بعد إيران وروسيا.
وقال العبوش ان وزارة النفط بالاضافة الى ذلك لديها خطة لمعالجة الغاز المصاحب للنفط في حقول غرب القرنة والزبير، جنوب العراق.
وفي وقت ستصبح فيه الكويت من أوائل مستهلكي الغاز العراقي، أعرب عدد من الخبراء عن اعتقادهم بأن العراق يمكن ان يلعب دورا اكثر اهمية من ذلك.
وقال مدير «انيرجي كونسالتنت»، ناجي ابي عاد ومقرها بيروت، انه «اذا استعيدت وتيرة النمو في تركيا في وقت سريع فإن هذا البلد سيكون بحاجة إلى الغاز العراقي. الى ذلك، هناك خطط لربطها بشبكة الغاز الأوروبي وفي هذا الإطار يمكن للعراق ان يلعب دورا».
واضاف «حينها، سيتمكن العراق من بيع الغاز أو السماح لغاز قطر ان يعبر اراضيه باتجاه تركيا وأوروبا».
ويملك العراق احتياطات مؤكدة يبلغ حجمها 3100 مليار متر مكعب من الغاز، 70 في المئة منها مصاحب للنفط. وتوجد غالبية الباقي في خمسة حقول للغاز الطبيعي في كردستان العراق.
وكان تم اختيار شركة «غاز فرنسا» و«ايني» الايطالية العام 1999 لاستخراج الغاز من الشمال وتشييد خط أنابيب للغاز باتجاه تركيا لكن المشروع وضع على الرفوف بسبب العقوبات الدولية.
ولم يتخذ مجلس الحكم الانتقالي حتى الآن قرارا بشأن مشروعات الطاقة التي وقعها النظام السابق مع شركات اجنبية روسية وفرنسية وصينية.
من جهة اخرى، تأمل وزارة النفط ان يبلغ مستوى الانتاج النفطي في نهاية مارس المقبل المستوى الذي كان عليه قبل الحرب أي 2,8 مليون برميل يوميا ومن ثم اربعة ملايين برميل سنة 2005 وستة ملايين سنة 2010.
ويبلغ حجم الانتاج حاليا 2,3 مليون برميل يوميا يصدر منها 1,7 مليون برميل. وينتج مليوني برميل من حقول الجنوب إذ تعتبر فيها «الاوضاع الامنية جيدة».
وقال العبوش ان الانتاج اليومي من النفط في حقول الشمال لا يتجاوز 300 ألف برميل يوميا بسبب اعمال التخريب.
الا انه اكد تحسن الوضع الأمني منذ اسابيع بفضل تعزيز حماية المنشآت ولكن ليس الى درجة تسمح بالتصدير باتجاه تركيا.
واضاف انه تم اصلاح خط الانابيب الذي ينقل النفط الى مصب جيحان في تركيا بعد تخريبه في أغسطس الماضي «لكن العمل فيه لن يبدأ طالما لم يتم ضمان الأمن». ويملك العراق احتياطا نفطيا مؤكدا بحجم 112,5 مليار برميل، أي الثاني في العالم بعد السعودية
العدد 515 - الإثنين 02 فبراير 2004م الموافق 10 ذي الحجة 1424هـ