العدد 2345 - الخميس 05 فبراير 2009م الموافق 09 صفر 1430هـ

تجنب أن تكون العدو الأول للموظفين

إن من ضمن مسئوليات المدير الناجح على الأقل ألا يبعد العاملين في إدارته عنه، ولا يبث شعور الاغتراب والتمييز لديهم، وذلك لو أراد منهم أن يكونوا من العاملين المنتجين حقا!، لا أن يسخطهم بتصرفاته غير المسئولة بالتملص من إعطاء كل ذي حق حقه، وذلك بوضع الموظف المناسب بالمكان المناسب لا أن يتفنن في مضايقتهم. إذ من المعروف بل من الطبيعي عندما يسعى الإنسان لوضع معادلة ما... فإنه من المفروض أن تكون محصلة تلك المعادلة واحدة بشرط اتباع خطوات المعادلة بوضع معطياتها الصحيحة، فبذلك لو تم تطبيقها ألف مرة فلن تتغير إلا أن تقوم بتغيير قيم المعطيات أو تحريكها من أماكنها من دون مراعاة الممنوعات، فبالتالي فإن محصلة تلك المعادلة ستتغير حتما ولن تكون صحيحة إلا باتباع خطوات المعادلة الأصلية، أي أنه عندما يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب فإنه سيبدع في إنتاجه وستكون محصلة ذلك العمل صحيحة 100 في المئة وفي وقت قصير... ولكن إذا افترضنا أن ذلك الشخص وضع في المكان غير المناسب له ولا فرق هنا سوى تم وضعه في مكان أعلى أو أقل من مستواه فإن المحصلة المرجوة منه ستكون غير سليمة، إذ يتم جني ثمار ذلك العمل بعد سنين طويلة وربما لا... لماذا؟... لأن التخبط ستكون سمته الرئيسية في سير العمل بسبب أن من عكس المعادلة ليس لديه أي وفاء لهذا الوطن الذي يحيا على ترابه لعدم انتمائه لذلك التراب وهنا تكون لديه نزعة واحدة فقط لا غير وهي (المصلحة العليا) والتي تتناقض مع المصلحة العامة كتناقض الليل والنهار وللأسف فإن نظرية المعادلة المعكوسة يتم تطبيقها بصفة واسعة في معظم محطات حياتنا وخصوصا في الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تقوم بممارسة عمليات التمييز الفاحش والذي يثير سخط الموظفين إذ يقوم ذلك المسئول ولأسباب كثيرة منها الطائفية أو العرقية أو المصلحيه بإبعاد الموظفين الكادحين من قوائم التقدم الوظيفي لعدم ارتباط هؤلاء به مصلحيا على رغم تقديم هؤلاء الموظفين مصلحة العمل على مصالحهم.

فال تعالى:(إنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)

وعن الإمام علي عليه السلام (وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّدا أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّدا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِما لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَ غَاصِبا لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَ كَيْفَ أَظْلِمُ أَحَدا لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَ يَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا)

وأيضا يقول: (وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُه ).

عبدالله يوسف حيدر

العدد 2345 - الخميس 05 فبراير 2009م الموافق 09 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً