العدد 2345 - الخميس 05 فبراير 2009م الموافق 09 صفر 1430هـ

الفارس الأسود في البيت الأبيض!

ها هو الفارس الأسود، وفي أول أيام رئاسته في البيت البيض، شاهدا على عصره وهو يصب غضبه وحقده على الغزاويين ناعتا لهم بالإرهابيين، نافخا أبواق الخطط والعدوان على الآخرين، وكأنها رسالة لمن لا يعرف أميركا بعد، ليسأل السائل هل هذه هي خاتمة الرئيس الراحل، وبداية الرئيس المقبل، في بيت الرعب والدجل، هذا البيت الذي لم يهدأ يوما ولم يستقر، وهو ينادي بالسلام، بينما روائح الفتن والمؤامرات لاتزال تنبعث منه؟ كيف ولا فلقد دبر حروبا ومعارك كثر، وفقد قواد ورؤساء عظماء!فالداخل فيه مفقود والخارج منه معدوم! فورد وريغان وكارتر وآخرون! كمصير الشاه الذي كانت تهابه الملوك قبل الصعاليك!فخاتمة حياته لم تقبله مقابر اليهود عوضا عن مقابر المسلمين! وما صدام العصر إلا عبرة لمن لا يعتبر!

ها هو وفي أول ظهور له وكأنه يقول للعرب والمسلمين أبشروا بسنوات سود كلوني! وأفعال قبيحة كمنجم فحم أو هي أسود من ذلك!

في الوقت نفسه لم يستبشروا خيرا منه، بل اعتبروا مجيئه ومن أول مرة شؤما أوغرابا أسودا نحسا عليهم! لماذا هذا اليأس والتشاؤم؟ هل لأن أقدامه وطأت أسوار القدس المغتصب! وحائط المبكى! واعتمر الكوفية الصهيونية! بل قل وتبادل القبل مع «لفيني» الصهيونية ورضي على سفك الدماء الفلسطينية! وشهد قدومه محرقة غزة العزة! كبداية أيام تنصيبه! إذ وصلت روائح الموت إلى الصين! وبكاء الأطفال إلى البحرين! وأصواتهم لاتزال تتصارخ من تحت الأنقاض لتعزف معزوفة الهلاك والدمار!معزوفة سافكة الدماء وآكلة الأشلاء ودلوعة أميركا «ليفني». التي صبغت تربتهم وأشجارهم وزيتونتيهم بدمائهم! حتى تعانقت أشلاء شهدائهم بسمائهم وكأن ملائكة الرحمة تناديهم في يوم لا ناصر ولا معين، ولا حاجة لشاهد ولا مشهود، ولا لفرشاة ولا إلى رسام، ولا إلى ألوان، فالفرشاة صواريخ الفوسفورالأصفر، وهي تصب نيرانها لتمزق الأجساد وتوزع الأشلاء والرسام «أولمرت» الصهيوني الأعور، وأما الألوان فالدم الأحمر الفلسطيني القاني الطاهر، وأما اللوحة فهي غزة العزه، وأما عنوان اللوحة «الدفاع عن النفس». وأي دفاع عن النفس هذا يا بوش، وأنت تغادر رئاستك، هل لتكتب عنها في مذكراتك كما كتبها غيرك؟ أولتبقى في ذاكرتك ما حييت؟ يلاحقك بكاء الأطفال واستغاثات النساء، وهي ترنو في طبلة أذنيك حتى تصاب بالصمم، أو بانفصام الشخصية، أو بمرض التوحد. تلاحقك إلى لحدك، ليبدع الرسام وتبدع الفرشاة، في إظهار جثث آلاف الأطفال، وهي مفحمة مشوهة متناثرة فوق بعضها بعضا! مجهولة الاسم ومحل الإقامة، حتى ملئت وغصت بها الثلاجات والمستشفيات! معلنة أن لا حاجة للنعوش، ولا لحفر القبور وإقامة العزاء، في يوم العزة والجهاد، إنه لا يوم كيومك يا غزه، يوم أن هدمت البيوت على الأطفال، ومزقت الصفوف، وتبخرت الأحلام خلف جدارك وشعارك الكاذب، «دولتان تعيشان بسلام» فمتى عاش الذئب مع الشاة، ومتى اجتمع الجلاد والضحية! فلم يعد يرون لا دولة فلسطينية، ولا شجرة زيتونية، كما وعدتهم شامبزيتكم السوداء رايس، حمالة الحطب والدجل والكذب، و»الرصاص المسكوب»، أسكبه الله عليها وعلى رؤوسكم يا يهود، وقيده الله في جيدكم ليبقى حبلا من مسد! وعبرة لكوتدي حاملة الماس والذهب مرتشية هدايا الرؤساء العرب، ومتقلدة في جيدها وعلى صدرها أسورة فيها صور لأشلاء وجماجم العرب! وسارقة البسمة والفرحة من قلوب النساء، فإلى أين تفرين يا كودي! عودي ثانية مع غرابك لتنهشي من أجسادنا وجثثنا، واجمعي من حكامنا ما تبقى من ألماسنا وذهبنا ثم قولي لهم «شرق أخرس جديد»! فالملوك كرماء رحماء معكم! بخلاء أشداء مع شعوبهم! «إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون»! (34 النمل)، فهم الملوك الذين صمتوا وشاركوا وقبلوا بدخول الصهاينة غزة العزة وقبلوا بما فعلت «إسرائيل» إن صمتا أو خوفا ليقتلوا الأطفال ويشردوا النساء العزل ويذلوهم أشد إذلال.

مهدي خليل

العدد 2345 - الخميس 05 فبراير 2009م الموافق 09 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً