أغنيتي كتبتها لما زها عيدُ القمرْ
وسَخَّرَتْ أظفارُكِ الليلَ
وحرَّكتِ جناحيْهِ على أصابعي
كتبتها لما تجمَّعتُ وعانقتك مرئيا
وحيثُ كنْتِ كالأوتارِ خوفا
وكآياتِ الندى
كَمْ بلَّلتْني نارُكِ البيضاءُ
فاستغثتُ بالبحرِ
وجنياتُهِ الحُبْلى تزفُّ أغنيتي
كتبتها لأنني
قنَّاصُكِ الأدنى
أكونُ غائما حيثُ
تعبِّينَ السديمَ
راقصا كضوءِ نجمٍ
وأطيرُ عاشقا أمامَ قُرْصِ الشمسِ
حيث تنجبينَ وردةَ الأهواءِ
بعد قُبْلتي
لستُ إذا عبرتُ أسوارَ الخرافاتِ
سوى ريحٌ من الطيبِ فلنْ أكتبَ
إلا ما يسلِّيكِ وما يتركني على شفا ساحرةٍ
أغنيتي كتبتها لمَّا
نصبتُ خيمةَ الصَّمْتِ
وأعتقتُ اهتماماتي
وذابَ الملحُ في ذاكرتي
ما هيَ إلا ريشةٌ من ضوءِ أشجاني
بقتْ تشحذني سهما
وأحلامُ ندى تعبقُ
في عشبِ الهجوعِ اللا سماويِّ
تجلَّى سوسني لما أتى الليلُ
وحلَّ طائرُ الفينيقِ
في قلبي ...
وراقصتكِ فوقَ الماءِ
من غير سؤالٍ سابقٍ
لو صارَ أنْ وجدتِني في عسلِ النومِ أرفُّ ناطقيكِ
فانظري اليعسوبَ في حنانهِ السوقيِّ حتى تفهمي
تسودُّ عيناكِ من العشقِ
فإنْ لم تدْركي أنَّ جنوني نعمةٌ
وأنَّ في السرِّ الوثيرِ انقلبتْ
أنواءُ أفكاري على قشورها
لن تفهميني بعدها ...!
فاقتطفي من شجر الحزنِ صهيلي
واعبري أهرام روحي بُكْرة
ثمَّ اخرفي التيهَ السخيَّ من عذوق غربتي
فإنْ قرأتِ راحتي قراءة النسرينِ للربيعِ
أصبحنا معا!
أغنيتي أغنيتي
هيَّأتُها في الكأس تحْتَ وابلِ الشوقِ
ولولاكِ لما نقَّحتُ ضوضائي
ولا أهلَّ مولودُ الهوى
في غَسقي
عادل فضل
العدد 2345 - الخميس 05 فبراير 2009م الموافق 09 صفر 1430هـ