سجلت أزمة شح الوقود في بغداد وخصوصا بنزين السيارات، انحسارا ملحوظا خلال اليومين الماضيين بعد اعتماد التزود بالوقود من محطات التعبئة بين يوم وآخر وعلى أساس الأرقام الفردية والمزدوجة للسيارات.

وكانت أزمة البنزين أدت إلى وقوف سائقي السيارات في طوابير طويلة عدة ساعات أمام هذه المحطات قبل تمكنهم من تعبئة خزانات سياراتهم.

وقد اضطرت وزارة النفط العراقية لفض هذه الاختناقات إلى التعاقد مع دول الجوار خاصة إيران والكويت لتوريد البنزين إلى العراق كما لجأت السلطات العراقية المختصة إلى فرض عقوبات قاسية بحق مهربي الوقود في محاولة للحد من ظاهرة تهريب الوقود التي استشرت في الآونة الأخيرة.

وعزا مسئولون في وزارة النفط بروز هذه الظاهرة إلى عدة عوامل من بينها دخول نحو 300 ألف سيارة إلى العراق تم استيرادها من قبل مواطنين من دول الجوار فضلا عن قيام بعض من وصفتهم بضعاف النفوس بتهريب المشتقات النفطية وبشكل خاص البنزين إلى خارج العراق.

وفي غضون ذلك تعهد وكيل وزير الكهرباء العراقية عماد حسين علي أمس بتقليص ساعات القطع المبرمج للطاقة الكهربائية عن مدينة بغداد التي يقدر استهلاكها بنسبة 30 في المئة من الاستهلاك الكلي للعراق.

وقال إن شهر يونيو/ حزيران المقبل سيشهد تقليص ساعات القطع المبرمج إلى أربع ساعات في اليوم كحد أقصى، متوقعا أن تصل الطاقة الإنتاجية إلى ما بين 6500 و7000 ميغا واط، موضحا أن وزارته تسعى لإبرام عقد مع إحدى الشركات التركية لتأمين ما بين 200 إلى 240 ميغاواط في غضون الشهرين المقبلين فضلا عن توقيع عقد مع الكويت لنقل 200 ميغاواط من الفائض لديها إلى محافظة البصرة والإعلان عن مناقصات لبناء محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية بطاقة 700 ميغا واط.

يذكر ان حاجة العراق للطاقة الكهربائية هي بحدود عشرين الف ميغا واط.

من جانب آخر من المنتظر أن تعلن وزارة الكهرباء في وقت لاحق من الشهر الجاري عن أضخم مناقصة لإعادة إعمار قطاع الكهرباء في العراق الذي يعاني من مشكلات مزمنة من بينها نقص قطع الغيار وتقادم محطات التوليد وانهيار الشبكات الناقلة للطاقة الكهربائية وتعرضها باستمرار لعمليات التخريب والنهب.

وقال وزير الكهرباء أيهم السامرائي أمس ان سلطة التحالف خصصت سبعة مليارات دولار لإعادة إعمار هذا القطاع الحيوي بموجب مناقصات ستطرح خلال الأسابيع القليلة المقبلة فضلا عن مناقصة أخرى لشراء مولدات ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية تصل قدرتها إلى ألف و200 ميغا واط. واوضح الوزير أن الإنتاج الحالي وصل إلى 500 ميغاواط، موضحا أن قطاع الكهرباء بحاجة إلى ثمانية مليارات دولار للاستثمار خلال العام 2004 وان الولايات المتحدة ستوفر ستة مليارات دولار لهذا الغرض