أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصريحات عقب غرسه شجرة زيتون بمناسبة عيد الشجرة أن «شارون لا يريد تنفيذ الخريطة» مضيفا أن مزاعمه بشأن الاستيطان ليست أكثر من دجل. وميدانيا توغلت قوات الاحتلال، مساء أمس، في مدينة نابلس المدمرة، بعد الانسحاب الوهمي الذي نفذته في وقت سابق. من جانبه قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس إن الدول العربية ستواجه «بكل ما تملك من وسائل» محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بالغش والخداع وأنه لا يريد تحقيق سلام. وأكدت حركة حماس عدم معارضتها لإجراء أية اتصالات مع الإدارة الاميركية. في حين التقى رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (أبومازن) ووزير شئونه الأمنية محمد دحلان بأحد مسئولي جهاز «الشاباك» السابق في منزله وذلك بعلم شارون.
وقال عرفات إن خطاب شارون أمس يثبت انه لا يريد تنفيذ «خريطة الطريق» عندما يصل به الأمر إلى حد الإصرار على 14 تحفظا على خريطة الطريق في خطابه الرسمي وهذا يعني أكثر من «خريطة الطريق» نفسها، وهذا يدل على أنه لا يريد الوصول إلى سلام وإنما يريد الاستمرار في بناء هذا الجدار العنصري وحائط برلين حول القدس وهذا يعني أنهم لا يريدون سلاما، ولكن يريدون الاستمرار في العمليات العسكرية وأن ما يقوم به حاليا من هنا وهناك إنما هي عملية خداع معروف، وأنه عندما يزيل «كرفانا» أو «كرفانين» يضع بدلا منها عشرة «كرفانات» للمستوطنين أو عشرين «كرفانا».
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني أن الرئيس الفلسطيني أقال رئيس الاستخبارات العسكرية في بيت لحم بعد أن وجهت إليه انتقادات بأنه سلم «إسرائيل» فلسطينيا متهما بالتعاون. وأكد مصدر امني فلسطيني ومسئول في حركة فتح أن عرفات أقال طارق الوحيدي وكلف احد معاوني الأخير محمد زواهرة بتولي مهمات الوحيدي بصورة مؤقتة. وتظاهر نحو مئة فلسطيني في 29 ديسمبر/ كانون الأول في بيت لحم ضد الاستخبارات العسكرية واتهموها بتسليم «إسرائيل» متعاونا يشتبه في أنه قدم معلومات سمحت بتصفية اثنين من الناشطين الفلسطينيين في أبريل/ نيسان العام 2003. وكان «المتعاون» المفترض المدعو زياد شاهين سلم إلى السلطات الإسرائيلية قبل أسبوع بعد أن اعتقلته الاستخبارات العسكرية في بيت لحم لأربعة أشهر. وفي بيان وزع على هامش التظاهرة اتهمت كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح الوحيدي بـ «بيع الشهيدين» بتسليم «إسرائيل» «المتعاون» المتهم بكشف معلومات عنهما. وطالبت «عرفات بمحاكمة وإبعاد هذا الجبان عن محافظتنا لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي». في إشارة إلى قتل الوحيدي إذا ما بقي في بيت لحم.
على صعيد آخر أعلن مسئول رفيع في حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس الأول أن حركته لا تعارض إجراء أية اتصالات مع الإدارة الاميركية مؤكدا إجراء لقاءات بين الطرفين في الماضي. وقال عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال في حديث لموقع حماس على شبكة الانترنت «من حيث المبدأ، لا تحفاظ عندنا على إجراء لقاءات أو اتصالات مع الإدارة الأميركية. وقد سبق أن جرت مثل هذه اللقاءات» من دون أن يقدم تفاصيل أخرى. لكن مصادر مقربة من الحركة أعلنت أن لقاءات جرت أخيرا بين مسئولين من الجانبين في بيروت وقطر. وقال نزال «نحن مع سياسة الأبواب المفتوحة مع جميع الجهات الشعبية والرسمية. والاستثناء الوحيد من هذه السياسة هو الكيان الصهيوني». لكن نزال نفى صحة تقارير تحدثت أخيرا عن وجود وساطة قطرية بين حماس والإدارة الاميركية أسفرت عن «تفاهم يقضي بوقف العمليات العسكرية في «إسرائيل»، مقابل التجاوب مع مطالب حماس الخاصة برفع اسمها عن لائحة الإرهاب ورفع الحظر عن أرصدتها وغير ذلك من المطالب».
إلى ذلك أكد القيادي البارز في الحركة عبدالعزيز الرنتيسي أن عدم قيام الحركة بعمليات استشهادية في الآونة الأخيرة لا يعني وجود سياسة من قبل الحركة تمنع القيام بهذه العمليات في ظل هذا العدوان المجرم الذي يمارسه العدو ضد أبناء الشعب الفلسطيني ولكن الأمر منوط بالجهاز العسكري المفوض بكل شيء في هذا المجال. وفي المقابل كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن رجل الأعمال الإسرائيلي يوسي غينوسار التقى الجمعة الماضية في منزله بمستوطنة «كوخاف يئير» مع رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس «أبومازن» ووزير الشئون الأمنية في الحكومة الفلسطينية السابقة محمد دحلان، وأن شارون أبلغ سلفا باللقاء بين الطرفين ووافق على عقده. وأشارت القناة إلى أن غينوسار وهو من مسئولي جهاز الأمن العام «الشاباك» سابقا يتمتع بعلاقات قوية مع بعض المسئولين الفلسطينيين وسبق أن قام بدور الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وميدانيا انسحبت قوات الاحتلال من البلدة القديمة في نابلس وخلفت وراءها 18 شهيدا وأكثر من 250 جريحا ودمارا شاملا طال عشرات المنازل والمرافق العامة في المدينة وخص الاحتلال في عمليته حارة القريون بمزيد تدمير حي استمر حصارها مدة 11 يوما. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال تركوا حارة القريون المكتظة بالبنايات العتيقة فيما عاد السكان إلى منازلهم وقد دهشهم ما رأوه من تدمير لحق بمنازلهم التي أجبروا على إخلائها وتراكمت أكوام القمامة في كل شوارع المدينة بسبب حظر التجول المتواصل ومنع عمال النظافة من رفعها.
غزة - وام
ندد وزير شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين هشام عبدالرازق بالسياسة العنيفة واللاإنسانية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونها ومعتقلاتها. وحذر عبدالرازق في بيان أمس من أن هذا المخطط المستمر من قبل إدارة مصلحة السجون العامة الإسرائيلية من شأنه أن يؤدي إلى حال من الغليان في أروقة السجون الإسرائيلية. وأشار في هذا الصدد إلى أساليب التعذيب النفسية والجسدية التي يستعملها مدير السجون العامة الإسرائيلية بحق عضوي المجلس التشريعي الأسيرين مروان البرغوثي وحسام خضر. وقال على حكومة «إسرائيل» أن تعي جيدا أن مثل هذه الأساليب لن تجدي نفعا مع الأسرى. وطالب عبدالرازق الحكومة الإسرائيلية بوضع حد لمثل هذه الأعمال الوحشية التي تمررها إدارة السجون العامة بحق الأسرى العزل والالتزام بالاتفاقات والمواثيق التي تنص على ذلك. وناشد المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية التضامن مع قضية الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها بالعهود والاتفاقات والمواثيق الدولية
العدد 488 - الثلثاء 06 يناير 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1424هـ