قال رئيس مجلس إدارة بنك الإثمار خالد جناحي، في مقابلة مهمة بثتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية مساء الجمعة الموافق 6 فبراير/شباط 2009، إن العالم دخل مرحلة ركود وإن ذلك سيؤثر على دول الخليج بطريقة أو بأخرى، لكنه أشار إلى أن دول الخليج تمر حاليا بمرحلة هبوط وليس ركود، وذلك بسبب الوفرة المالية التي تحققت خلال السنوات الماضية بفضل الارتفاع القياسي لأسعار النفط.
وأشار إلى الحديث الذي يدور حول إمارة دبي وتضررها الكبير بسبب الركود الاقتصادي العالمي، وقال «نغفل أمرا مهما وهو أن دبي أصبحت لديها الآن بنية تحتية متطورة، ووضعها العام ارتفع إلى مستوى الدول المتقدمة اقتصاديا، بينما مازالت دول الخليج الباقية في طور النمو».
وانتقد المصرفي المخضرم، النهج الاستثماري المتبع في دول الخليج والذي يختلف تماما عن النهج الذي اتبعته سنغافورة، وقال جناحي: «سنغافورة استثمرت وصرفت الأموال لتنمية اقتصادها الداخلي أولاَ، وعندما تطور الاقتصاد لديهم بدأوا يستثمرون الفوائض الناتجة عن الداخل في الخارج».
وتابع قائلا «أما نحن في دول الخليج ففعلنا العكس، إذ استثمرنا الوفرة المالية في الخارج قبل أن نستكمل نمو الاقتصادات المحلية، وهذا يعني أننا لا يمكن مقارنتنا كدول ذات صناديق سيادية كبيرة مع سنغافورة، لأننا بحاجة إلى أموال هذه الصناديق لإكمال بنيتنا التحتية وترتيب أوضاعنا الاقتصادية قبل استثمار الأموال في الخارج».
وفي معرض رده على سؤال بشأن وضع اقتصاد البحرين وكيف أن الموازنة العامة تحتاج إلى أن يكون تسعير برميل النفط عند 77 دولارا في حين أن السعر الحالي أقل من ذلك بكثير، ما يعني أن البحرين مقبلة على مرحلة صعبة وعجز مالي في الموازنة، أوضح جناحي أن «البحرين كانت قد بدأت خطة تنويع اقتصادها قبل غيرها من الدول المجاورة، واقتصادها يقوم بالفعل على قطاعات غير نفطية، ولكن الحكومة لديها خطة إنفاق كبرى تحتاج إلى دخل النفط من أجل تغطيتها، والفرق بين الأمرين واضح، وهو أن الاقتصاد متنوع، لكن الخطة التي تبنتها الحكومة تحتاج إلى سعر نفط مرتفع، وهذا هو سبب المشكلة».
وفي رده على سؤال مفاده أن الجميع يلوم أميركا حاليا، قال جناحي: «ربما يتحدث المؤرخون الاقتصاديون بعد 50 سنة من الآن أن العولمة هي عبارة عن استهلاك أميركا لمدَّخرات العالم، وعليه يجب ألا نلوم الولايات المتحدة، ولكن نلوم أنفسنا، لأننا وضعنا أموالنا بشكل كبير لديها بهدف توسيع قدرتها الاستهلاكية».
وفيما إذا كان العالم لا يستطيع أن يتحمل هبوط الاقتصاد الأميركي، قال جناحي: «لكننا لا نريد أن نذبح أنفسنا من أجل أميركا، وعلينا أن نفكر بصورة متوازنة ونعيد استثمار أموالنا في بلداننا لكي يكون للعولمة معنى آخر غير النموذج الحالي».
وانتقد جناحي، في هذا الإطار، الدول العربية التي ترمي بأسباب مشكلاتها على السياسة الخارجية الأميركية أو على طموحات إيران الإقليمية، وقال «إن أميركا لديها سياستها الخارجية ولا نستطيع أن نلومها على ذلك، وكذلك لا نستطيع أن نلوم إيران على طموحاتها الإقليمية، ولكن يجب أن نلوم أنفسنا لأنه ليست لدينا سياسة أو طموح، وهذا عيب فينا يجب أن نتوجه لمعالجته»
العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ