اعتمد مستشفى سعد التخصصي بالخبر تقنية جديدة تعتمد على حقن البوتكس، أسفرت عن علاج طفل عمره 3 أعوام، كان يعاني من ضمور عصبي وعقلي، نتجت عنه زيادة في إفرازات اللعاب من الفم، وهي مشكلة صحية تعرض المريض للإصابة بالتهابات الجلد الفطرية، والتقرحات الصديدية، إلى جانب التأثير النفسي والاجتماعي السلبي على المريض وأسرته.
وصرح استشاري الأطفال للأنف والأذن والحنجرة حازم العيد، الذي تابع الحالة بالمستشفى، بأن مرض الضمور العصبي والعقلي هو إعاقة تصيب المخ، نتيجة قلة الأوكسجين الواصل إليه، وتحدث به نوعا من الضمور والتأخر الذهني والعقلي والعصبي.
وهذا المرض ليس له علاج، لأن خلايا المخ لا تتجدد مرة أخرى بعد ضمورها، ويتوقف حجم الضرر على حجم الخلايا الضامرة، وتعد إصابات الأم أثناء الحمل، وتغير مكان المشيمة، من أبرز أسباب المرض.
وأضاف أن الطفل ولد سليما، لكنه تعرض لحادث غرق حينما كان عمره عاما ونصف العام، ولم يتم إنقاذه إلا بعد انقضاء الوقت المناسب للإنقاذ، إذ حدث انقطاعٌ للأوكسجين الذي يصل إلى المخ، ما أسفر عن الإصابة بضمور عقلي وذهني. ويعاني الطفل المصاب بضمور عقلي وذهني من ضعف البلع، وعدم القدرة على التحكم في اللعاب الذي يفرز من الفم. وهناك أربع غدد لعابية كبيرة تفرز من 80 في المئة إلى 90 في المئة من لعاب الإنسان، فإذا تم إيقاف إنتاجها، والتحكم فيها، تتحسن حالة الطفل.
وبيَّن حازم أن خطوات علاج ذلك الطفل المصاب بدأت بتحديد مكان الغدد بدقة شديدة، بمساعدة التصوير بالأشعة فوق الصوتية، وخلال 45 دقيقة تم تخدير الطفل، وإجراء الحقن بمادة البوتكس (أ) للغدد اللعابية الكبيرة الأربع. وتؤثير هذه الحقن من 4 إلى 6 شهور، وقد أثبتت فاعليتها في خفض إنتاج اللعاب إلى 80 في المئة، طالما أن الحقن قد تم بصورة صحيحة ودقيقة.
ومادة البوتكس (أ) هي نفسها المستخدمة في التجميل، وهي مادة سمية منتجة من بكتيريا تم تطويرها وراثيّا، للاستخدام الطبي، وتعمل على إيقاف وشل الأعصاب المغذية للغدد اللعابية، كي لا تنتج اللعاب، وقد استخدمت هذه التقنية الجديدة للمرة الأولى العام 2000، وهذه هي المرة الأولى التي يتم استخدامها لهذا الغرض بالمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن هناك طرقا أخرى لعلاج مشكلة زيادة إفرازات اللعاب، منها التدريب على طرق البلع الصحيحة، والتدخل الجراحي لإزالة الغدد، وإغلاق قنوات الإفراز، والعلاج بالعقاقير. ويمكن الجمع بين أكثر من طريقة، إلا أن لها بعض المضاعفات الجانبية والمخاطر التي قد تتهدد المرضى، وغالبيتهم من الأطفال
العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ