على رغم محدودية تأثير الأزمة المالية على الاقتصاد العماني ككل، فإن تداعياتها كانت أكثر وضوحا على صاحبات الأعمال العمانيات اللائي فضلن التريث والحذر وعدم اقتحام مشروعات كبرى لقلة السيولة وركود الأسواق. واختارت سيدات الأعمال العمانيات التوجه صوب المشروعات الصغيرة والمتوسطة الصناعية والخدمية، مثل إدارة وتنظيم المؤتمرات والمعارض والتوسع في محلات الخياطة وإدارة محلات الأغذية وبيع العطور والبخور والزهور والملابس.
وتسعى لجنة الموارد البشرية إلى تنمية مهارات صاحبات الأعمال بعقد العديد من البرامج التدريبية لإكسابهن الخبرات اللازمة في مختلف المشاريع. مصممة الأزياء العمانية أمل الرئيسي تسعى في 2009 إلى توسيع وتطوير مشغلها الخاص بخياطة الأزياء النسائية العمانية، وقالت إنها تريد الانتقال من تصميم الأزياء إلى التفرغ لإدارة مشغلها الخاص وتجهيزه بكل الإمكانات اللازمة مثل استقدام ترزية وخياطين متخصصين من الخارج، وشراء ماكينات الخياطة المختلفة الأحجام والأنواع وبيع الأزياء في معرضها المجاور، موضحة أن العقبة الوحيدة أمامها الآن هي الحصول على موافقة وزارة القوى العاملة طبقا للشروط التي تحددها. وقالت إن سوق الأزياء النسائية العمانية رائجة في السلطنة لقلة المتخصصات في تصميم وتطريز الأزياء النسائية وكثرة الطلب عليها.
من ناحيتها، تعتزم صاحبة الأعمال محفوظة العامري توسيع تجارتها فى البخور العماني بافتتاح مصنع لإنتاج البخور أواخر العام الجاري، بكلفة تصل إلى مليون ريال عماني (الدولار يساوي 0.38 ريال).
وأوضحت أن المصنع يستوعب نحو 50 عاملا، 4 في المئة منهم من الوافدين، والباقى عمالة عمانية، وتؤكد محفوظة أن مصنعها سيكون الأكبر على مستوى السلطنة والخليج لتصنيع البخور من الأشكال والأنواع كافة.
أما صاحبة الأعمال والمستثمرة في القطاع العقاري فايزة مكي، فترى أن العام الجاري فرصة للتأمل والرصد ومتابعة السوق بعد الأزمة المالية وركود الأسواق، ولا تفكر في اقتحام مجالات جديدة للاستثمار. رئيسة مجلس إدارة مركز الجزيرة للتدريب والتطور شريفة البرعمي توضح أن هناك مجالات جديدة لأنشطة المركز العام الجاري أبرزها تنظيم حلقتي عمل نسائيتين في مهرجان مسقط 2009 الأولى «اكتشفي قدراتك»، والثانية «تنمية المواهب»، وبخلاف تلك الندوات هناك مشاريع تدريبية أبرزها تنمية الفراسة لدى النساء، وهدف كل تلك الفعاليات تنمية وتطوير خبرات المرأة العمانية عموما وصاحبة الأعمال خصوصا.
وتكشف رئيسة شركة «إنفيت» صاحبة الأعمال سلمى الهاشمي، أنها بدأت نشاطاتها التجارية بعد انتهاء دراستها الجامعية في بريطانيا بتأسيس مدرسة للأطفال مع شركاء آخرين، ثم أسست بمفردها شركة «إنفيت لتنظيم وإدارة المعارض والمؤتمرات»، وستنظم شركتها مؤتمرا في مارس/ آذار المقبل حول الشركات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، وهناك أيضا مؤتمر صاحبات الأعمال وتشارك فيه كوادر نسائية خليجية وعربية وعالمية لها باع طويل في البيزنس لنقل خبراتهن إلى صاحبات الأعمال العمانيات. وعن الجديد في مشروعاتها العام الجاري تذكر سلمى أنها ستقدم تمويلا لمشروعات صاحبات الأعمال في السلطنة يتراوح بين 10 و20 ألف ريال، وسيكون التمويل بفوائد ميسرة. صاحبة أعمال عمانية تعمل في مجال المقاولات رفضت ذكر اسمها أوضحت أنه نظرا إلى الركود في قطاع الإنشاءات والعقارات نسبيا في مسقط وباقي أنحاء السلطنة بسبب الأزمة المالية فقد قررت التوجه صوب إدارة محلات الأغذية (السوبر ماركت) في 2009، وقالت إنها استأجرت محلا وستوسع نشاطها طبقا لحركة السوق، ونوهت إلى أن محلات الأغذية خيار آمن لأصحاب الأعمال لرواج مبيعاتها على رغم ضآلة مكسبها مقارنة بقطاع المقاولات. وذكرت أن المشكلة حاليا هي اشتراط الموردين سداد ثمن البضاعة مقدما عكس ما كان سائدا في السابق؛ حيث كان يتم السداد على آجال وأقساط.
رئيسة لجنة الموارد البشرية سحر الكعبي أكدت في تصريح، أن «الأزمة المالية العالمية لم تؤثر كثيرا على القطاع الخاص العماني، ولكن صاحبات الأعمال العمانيات قرأن الخريطة الاقتصادية جيدا ولمسن تداعيات الأزمة على بقية قطاعات المجتمع وأبرزها قلة السيولة والركود في الأسواق، والتوجه المشترك لقطاعات عريضة من صاحبات الأعمال العام الجاري سيكون صوب المشروعات الصغيرة والمتوسطة الصناعية والخدمية؛ مثل الحياكة، وبيع العطور والبخور، وإدارة وتنظيم المؤتمرات والندوات المتخصصة، وكل هذه المشروعات تمتاز بقلة التكاليف وسرعة المكاسب، أما المشروعات الصناعية الكبرى فأعتقد أنه سيتم تأجيلها إلى نهاية الربع الأخير من العام إلى حين اكتشاف الخريطة أكثر».
وعن الدعم الذي تقدمه لجنة الموارد البشرية بغرفة التجارة إلى صاحبات الأعمال لاكتشاف توجهات استثمارية جديدة في 2009
العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ