لم يتمكن رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه ماريا أثنار من مغالبة دموعه حين كان يلقي خطابا بمدينة سان سيباستيان ثاني أهم مدن إقليم الباسك بأقصى شمال البلاد عندما ذكر «أن تحديد تاريخ إجراء الانتخابات التشريعية يعني بالمقابل انسحابه من ممارسة الحكم».
عند هذه اللحظة ذرف أثنار دموعه على مرأى من المئات من أنصار حزبه الحزب الشعبي وهو ما بثته وسائل الإعلام الإسبانية وعلى رأسها قناة « Horas 42ساعة» الإخبارية، إذ ظهر أثنار وهو يمسح الدموع عن عينيه، وهو الشيء الذي لم يكن ليتوقعه المشاهدون الاسبان، على اعتبار أن اليميني أثنار رجل قوي ويسيطر على عواطفه، وقلما تصدر عنه ابتسامة لعدسات المصورين إلا فيما نذر. ليقول بعد ذلك «إن هذه اللحظة هي استثنائية بالنسبة إلى المقاييس كافة، فسياسيا - ففي هذه اللحظة - أعلن رسميا عن انسحابي بعد شهرين من الآن من الحياة السياسية في البلاد، وإنسانيا لأني لم أستطع كبح جماح دموعي أنا الذي من واجبي أن أتمالك عواطفي في مختلف الظروف» يقول أثنار.
وقد حاول أثنار مرارا إخفاء دموعه عبر مسحها بمنديل كان معه وسط تصفيقات حارة من أنصاره ومن المتعاطفين مع حزبه. وليخرج من هذه الورطة ضمن رئيس الوزراء الإسباني خطابه بمزحة حين طلب منهم المعذرة عن «لحظة الضعف» هذه قائلا لهم «يبدو أني مريض بالزكام».
وفي تصريحات نقلتها عنه القناة الإسبانية الثالثة المستقلة «أنتينا 3 Antena » اعترف أثنار أنه حاول جاهدا مغالبة دموعه لكنها كانت أقوى منه، وأضاف «من الصعب أن أودع أماكن كثيرة زرتها أو طفت عليها كرئيس للحكومة، لكن هذا المكان بالضبط يعني لي أشياء كثيرة» في إشارة إلى إقليم بلاد الباسك الذي يطالب بالانفصال عن باقي الأراضي الإسبانية
العدد 497 - الخميس 15 يناير 2004م الموافق 22 ذي القعدة 1424هـ