يا كثر ما يشتكي... لو يشكي الدفتر
من نزعة الحرف في عقلي وتجميعه
أحيان ما يحنّ في جوفي نبات اخضر
واحيان في ثانيه تورق مطاليعه
يبرق ويرعد خفوقي والقلم يمطر
حنين شعر - عبيدالله سعيد العرابي
زهمت الصوت هذا اللي يضج بعالمٍ مبحوح
كأني كل ما مر الحديث أسابق لساني
عرفتك وأنت تبني في زمانك بالخيال صروح
تنام وتبني الأول وتصحى تهدم الثاني
تنام وترمي الدنيا بعيد وكن مالك روح
وأنا سهران يا خالد وقلبي سلة أحزاني
تشرّب غرفتي بالذكريات اللي تجي وتروح
وأنا سكران شِعر ولا قدرت أكتب على شاني
كأني بالربيع أزهر عصافير وعيون وبوح
وكأنك ما رقصت إلا على تغريدة أغصاني
تباشر بي حلومٍ مخطيه ما بعدها مصلوح
نثرها الوقت مدري كيف تامرني وتنهاني
اصير بها شجاع ولن خَذَتْ من ذكرياتي نوح
أدوّر رحمة الرحمن يا سجني وسجاني
دخيلك خل بالي يستريح ولا تكيل اجروح
مكاييل الجروح إتفوح والدنيا تحداني
إذا كان إنّها مثل المزوح اللي تجي وتروح
أنا مليت من مزحة شتاي وبرد خلاني
وانا اتعمّد ظما حرفي وتجويعه
في داخلي صمت... يحتاج انفعال أكثر
من زخرف القول (يا خالد) وتصنيعه
الشعر بعيون اخوك الحلم والمهجر
خوف وبعض صدق تنزفني ينابيعه
وش لون تمطر سمانا والسحاب احمر
والبرق يدمي جوارحنا بصابيعه
محدٍ خبر سيل لا يمطر ولا يحفر
وان جف يحزن ثرى الوادي لتوديعه
كفٍ وحَدْها على التصفيق ما تقدر
لا شفت ما هو مطاوعك الزمن طيعه
ما هو ضروري يلامس جرحك الخنجر
ولا انت مجبور... حتى تعلن البيعه
العدد 498 - الجمعة 16 يناير 2004م الموافق 23 ذي القعدة 1424هـ