العدد 2350 - الثلثاء 10 فبراير 2009م الموافق 14 صفر 1430هـ

ابتكار التقنيات المصرفية أداة للتغلب على الأزمة الائتمانية

افتتاح معرض «تقنية الأعمال المالية»

ضاحية السيف - المحرر الاقتصادي 

10 فبراير 2009

أكد محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج أمس، أهمية الابتكارات التقنية في مجال الأعمال المصرفية والمالية، ووصف الوقت الحالي بـ «العصيب» في إشارة إلى أن الأزمة المالية قد تتطلب الحث على الابتكارات المالية كسبيل يساعد المصارف على مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية.

وقال المعراج، في كلمة على هامش افتتاح معرض تقنية الأعمال المصرفية والمالية 2009 (مفتك)، المتخصص في مجال التقنيات المعلوماتية للقطاع المالي والمصرفي في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، إن «موضوع مؤتمر هذا العام هو (الحصول على التكنولوجيا من خلال الأوقات العصيبة). هذه أوقات عصيبة، والعالم يواجه أخطر أزمة مالية قد تستمر لأجيال».

وتابع قائلا «الأزمة المالية العالمية الراهنة بالتأكيد تذكرنا بأنه ليست كل الابتكارات المالية قد تكون جيدة... بعض الأدوات المالية الجديدة التي أنشئت في العقد الماضي فرضت تكاليف كبيرة، ليس على المستثمرين فيها فقط، وإنما على المجتمع بصورة أوسع أيضا. ومن الواضح أن علينا، نحن المنظمين، أن نصبح أكثر حذرا في الابتكار المالي مما كان في السنوات التي سبقت الأزمة».

ومضى قائلا «في الوقت نفسه، ينبغي أن نتذكر فوائد الابتكار وأن نتطلع إلى المستقبل. ويمكن أن نكون على ثقة من أن الابتكار المالي والتكنولوجي سيواصلان التقدم معا. وهذا ما يجعلنا نعتبر (مفتك)، معرضا لأفضل ما يوجد في المالية والتكنولوجيا».

واستطرد المعراج أن «قطاع الخدمات المالية تغيَّر بصورة جذرية من خلال الابتكارات التكنولوجية، مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف، والخدمات المصرفية عن طريق الإنترنت والقدرة على تجارة الأسهم والسندات من الكمبيوتر. وبالنسبة إلى العديد من الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم أدت هذه الابتكارات التكنولوجية إلى تحسين سرعة ومدى توافرها، وتكاليف الخدمات المالية».

وأشار إلى أهمية الابتكارات المالية، قائلا «إن الابتكار التكنولوجي وخصوصا مع زيادة قدرات الحواسيب، وأنواع المنتجات... مكنت للأعمال التجارية من إدارة سعر الفائدة، وسعر صرف العملات الأجنبية، وتمويل المخاطر».

وافتتح كل من محافظ مصرف البحرين المركزي ووزير الصناعة والتجارة حسن فخرو معرض تقنية الأعمال المصرفية والمالية 2009.

من جانبه، قال فخرو: «إن التقنية تمنح قطاع الخدمات المصرفية والمالية المسار الواضح لتحقيق الميزة التنافسية المستمرة. وكان رئيس سابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هو أول من استعمل عبارة (الاقتصاد عديم الوزن) في العام 1996 لكي يصف بذلك الاقتصاد الذي يتسم بالتحول من الإنتاج التقليدي الذي يعتمد بشكل مكثف على الطاقة وباستعمال المواد الفعلية الملموسة والموارد البشرية إلى إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة تعتمد على المعرفة الفكرية والابتكار والإبداع - وهي منتجات عديمة الوزن من الناحية الفعلية - لكنها منتجات تنشط الابتكار والإنتاجية في قطاعات أخرى من الاقتصاد. وأمثلة ذلك تشمل الخدمات التجارية والمهنية التي يكون منتوجها غير ملموس أو بشكل أفكار فقط».

وتحدث الوزير عن صناعة المعارض في البحرين قائلا «فيما نتأمل مستقبل أعمال المعارض والمؤتمرات والحوافز في البحرين فإن أهم فرصة بالنسبة إلى بلادنا تتمثل في إنشاء مدينة المعارض الجديدة بمنطقة الصخير، ومن المنتظر أن ينتهي العمل من إنشائها في العام 2012. وستكون هذه المدينة خير سفير يجسد التزام المملكة بأن تصبح موقعا رئيسيا لتنظيم المعارض والمؤتمرات وسفريات الحوافز».

وقال العضو المنتدب لمنظمي المعرض وهم شركة ميديا جنريشن إكزيبيشنز ليمتد بول ستوت بهذه المناسبة: «نحن سعداء بنتائج معرض (مفتك) لهذا العام. وقد حقق المعرض نموا إيجابيا من حيث عدد العارضين وحضور المشاركين على رغم استمرار الأزمة المالية العالمية. إن ما حققناه من نجاح في هذا العام يعكس القوة وتماسك القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط».

واستضاف مؤتمر «مفتك 2009» عددا من كبار المتحدثين وقدم فيه عدد من دراسات الحالة من قبل العديد من المؤسسات الرائجة بما فيها باركليز، آلايد أيريش بنك، بنك أوف ماهاراشترا، بنك الهلال، وكينيا كومرشيال بنك، وذلك من بين العديد من المؤسسات الأخرى. ولقي نظام برنامج استضافة المشاركين، الذي ينفرد به المؤتمر، طلبا مرتفعا من قبل الرؤساء التنفيذيين وكبار مسئولي تقنية المعلومات من أكثر من 500 مؤسسة مالية شاركت في المؤتمر.

آي بي إم: الخدمات المالية بحاجة لمعايير جديدة

إلى ذلك، أشار خبراء الأسواق المالية في آي بي إم (IBM)، خلال مؤتمر مفتك MEFTEC ، إلى المؤشرات الرئيسية في القطاع المالي في العام 2009، وذلك مع قيام المنطقة بالمنافسة على حصة سوقية على أسس عالمية.

وقال ستيف تيبوت، من شركة آي بي إم الشرق الأوسط ومصر وباكستان: «تعتبر تحديات الأسواق المالية مسألة مهمة يناقشها كل مسئول تنفيذي في القطاع الآن مع مرور الشركات بمحنة تأتي تحت تدقيق مستمر».

وأضاف قائلا: «تتطلع الكثير من الشركات والمؤسسات ببساطة لتتخطى هذه المرحلة الصعبة، ولكن الشركات التي لا تركز فقط على النجاة من هذه المحنة وهي جاهزة لرسملة الفرص المقدمة لها، ستكون هي المؤسسات الرائدة في المستقبل».

وتابع «خلال الأوضاع الحالية في الأسواق، ليس على المؤسسات المالية البقاء في حقل المنافسة فقط، ولكن عليها أيضا بذل جميع الجهود اللازمة لقيادة المجموعة. ولعمل ذلك يجب عليها التركيز على النمو المنتظم للبقاء في حقل المنافسة مع تزايد حرارة المنافسة على الحصص السوقية في العالم. هذا، بالإضافة إلى السرعة والمرونة والفاعلية في تسويق المنتجات والخدمات المتعلقة بالمستهلكين... كل ذلك سيكون موجها رئيسيا للنمو الناجح للأعمال».

العدد 2350 - الثلثاء 10 فبراير 2009م الموافق 14 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً