العدد 532 - الخميس 19 فبراير 2004م الموافق 27 ذي الحجة 1424هـ

عنان يلتقي الإبراهيمي ويستبعد الانتخابات

السيستاني يضع شروطا للتأجيل ويصر على الشريعة

برلين، نيويورك - سمير عواد، وكالات 

19 فبراير 2004

استبعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس التمكن من إجراء انتخابات في العراق قبل 30 يونيو/ حزيران إلا أنه شدد على ضرورة الإبقاء على هذا التاريخ لنقل السلطة. وقال: «إن علينا أن نجد آلية لتشكيل حكومة انتقالية والمساهمة في الإعداد للانتخابات في وقت لاحق». وأدلى عنان بهذا التصريح بينما كان موفده إلى العراق الأخضر الإبراهيمي يقف إلى جانبه في ختام مهمة في بغداد استغرقت أسبوعا. ولكن الأمين العام لم يذكر تفصيلات بشأن أفكاره عن تشكيل حكومة انتقالية. وقال: «انه سيعلنها في موعد لاحق».

ووضع المرجع الديني السيدعلي السيستاني شروطا محتملة للتأجيل ونسبت مجلة «دير شبيغل» الألمانية إليه قوله إنه سيتعين على الأمم المتحدة التدخل إذا أدت «سياسة المماطلة التي يتبعها المحتلون» إلى تأجيل عملية نقل السلطة. وأضاف «ان تأجيل الانتخابات مرهون بصدور قرار عن مجلس الأمن يتضمن ضمانات بعدم تكرار التأجيل». وأصر على أن يقوم دستور الدولة المقبلة على الشريعة.

ومن جانبه أكد الحاكم المدني بول بريمر ان قانون إدارة الدولة سيضمن الحقوق الأساسية لجميع العراقيين بمعزل عن دينهم أو انتمائهم العرقي أو جنسهم.


هجوم بالقذائف على سجن أبوغريب ومقتل ضابط شرطة على يد مجهولين

عنان يعارض إجراء انتخابات مبكرة والعراقيون يقبلون بالإرجاء

عواصم - وكالات

أبدى سياسيون عراقيون استجابة حذرة لتوقعات الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بشأن عدم إمكان إجراء انتخابات عامة قبل نهاية يونيو/ حزيران المقبل. وأشار العضو الشيعي في مجلس الحكم احمد شياع البراك إلى أن الغالبية الشيعية في العراق البالغ عدد أفرادها 15 مليون شخص مستعدة للتوصل إلى حل وسط وذلك بعد اجتماع مع الزعيم الديني آية الله السيدعلي السيستاني أمس في مدينة النجف. وقال البراك «إذا كان تقرير (الأمم المتحدة) يؤكد إجراء الانتخابات في وقت لاحق فلا مانع من نقل السيادة إلى العراقيين خلال هذه المرحلة وذلك لإيجاد الحلول للمشكلات الأمنية والفنية». وأضاف انه إذا تم نقل السيادة «لمجلس الحكم أو لأي هيئة سياسية أخرى تمثل الشعب العراقي وتعمل على تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات في فترة أقصاها الشهر التاسع أو العاشر من هذا العام. في هذه الحال ليس لدينا مشكلة على الإطلاق».

بينما قال محافظ البصرة العضو الشيعي في مجلس الحكم العراقي وائل عبداللطيف، إن «احد الخيارات التي ندرسها هي الإبقاء على مجلس الحكم الانتقالي بعد 30 يونيو حتى نهاية العام». وأكد تفضيله إجراء انتخابات عامة بقوله إن تلك الانتخابات «تضمن للجميع حقوقهم». وصرح مصدر عراقي مقرب من المحادثات بين قوات التحالف ومجلس الحكم بان هناك خيارا ثالثا وهو إجراء انتخابات فرعية في الشمال والجنوب أو نقل السلطة الى مجلس حكم انتقالي موسع. وقال عنان، الذي يتوقع أن يتسلم نتائج التقرير في وقت لاحق من موفده الاخضر الابراهيمي بشأن بعثة تقصي الحقائق التي قامت بها الأمم المتحدة إلى العراق الأسبوع الماضي، في مقابلة صحافية انه لا يمكن إجراء الانتخابات في العراق خلال الاشهر الخمسة المقبلة. ونقلت عنه صحيفة «يوميري شيمبون» اليابانية الواسعة الانتشار قوله انه «يبدو ان هناك قبولا عاما بحقيقة انه من غير الممكن إجراء انتخابات بحلول نهاية يونيو». واستطرد عنان يقول «يتعين الترتيب بصورة ملائمة لعقد الانتخابات وتوفير الظروف الأمنية والسياسية الملائمة والأدوات القانونية الأخرى من أجل أن تثمر الانتخابات النتيجة المرجوة».

ومن جانبه هدد رجل الدين الشاب مقتدى الصدر بالتصدي المسلح للأميركيين ملوحا «بذكرى ثورة العشرين» و «الانتفاضة الشعبانية» في معرض رده على رفض الحاكم المدني بول بريمر ان يكون «الإسلام المصدر الوحيد للتشريع» في هذا البلد.

وأفاد بيان للمركز الإعلامي للصدر «نحذر وننصح الجميع بان الشعب العراقي على رغم انه يمر بين فترة وأخرى في شبه سبات ينتظر ويتربص إلا أن له القدرة على الانقضاض على أعدائه فما زالت ذكرى ثورة العشرين ماثلة وما الانتفاضة الشعبانية عنا ببعيدة».

وأضاف البيان الذي تلقت وكالة «فرانس برس» منه نسخة «نعتبر التصريحات تدخلا سافرا ومقيتا في الشأن الوطني ونلفت إلى أن وقوع العراق، للأسف، تحت الاحتلال لا يكفي كمبرر للتدخل في إرادة العراقيين».

وفيما أعلن ممثل سلطة الائتلاف في كربلاء جون بيري تعيينه لمحافظ جديد خلفا للمحافظ الذي أقصاه ونائبه وبعض أعضاء مجلس المحافظة، اعتصمت نحو 300 امرأة أمام مقر المحافظة في النجف، احتجاجا على الترشيحات المحدودة المسموح بها للنساء في الانتخابات المحلية. وأفادت وكالة الأنباء البرتغالية أمس إن وزيرة الخارجية البرتغالية تيريزا غوفييا تقوم حاليا بزيارة غير معلنة إلى العراق والتقت الوزيرة الأربعاء بريمر وتفقدت أمس القوات البرتغالية خلال هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا لاسباب امنية.

علي الصعيد الميداني أعلن متحدث عسكري أميركي أمس إن مسلحين أطلقوا 33 قذيفة هاون وخمسة صواريخ على سجن أبو غريب مساء الاربعاء قبل أن ترد القوات الأميركية فتقتل احدهم وتعتقل 55 شخصا. وقال المتحدث إن «33 قذيفة وخمسة صواريخ استهدفت سجن أبو غريب الواقع الى الغرب من بغداد». وأضاف ان «قوات التحالف ردت على مصادر النيران فقتلت مسلحا وأوقفت 55 شخصا رهن التحقيقات». كما قال شهود عيان إن مدير مركز شرطة بالقرب من الفلوجة قتل على يد مسلحين مجهولين أمس وذلك بعد أيام من تلقيه تهديدا من مجهولين طالبوه بالاستقالة. وأضاف الشهود إن الرائد محمد حديد قتل على يد مجهولين أثناء دخوله مركز الشرطة في بداية يوم العمل في مركز شرطة الجرمة التي تبعد عشرة كيلومترات شمال شرق الفلوجة. وأعلن الجيش الأميركى أمس ان جنديين أميركيين وثلاثة عراقيين، بينهم طفل، قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية في العراق. وأفاد متحدث عسكري «إن جنديين قتلا وأصيب ثالث بجروح قرب الخالدية (80 كلم غرب بغداد) في انفجار شحنة ناسفة»، مضيفا ان «عراقيا قتل أيضا في الهجوم».

وقتل طفل بعد ظهر الأربعاء في انفجار صاروخ مضاد للدبابات أطلقه مقاتلون على دورية أميركية في تكريت (180 كلم شمال بغداد)، بحسب متحدث آخر. وقال السيرجنت روبرت كارجي من الفرقة الرابعة مشاة المتمركزة في تكريت «إن الصاروخ انفجر قرب الطفل فارداه»، مضيفا ان الجنود لم يتمكنوا من منع وقوع الهجوم. وقرب بلد إلى الجنوب، قتل احد المهاجمين بعدما فتح النار على دورية أميركية صباح الأربعاء، بحسب المصدر نفسه. وأوضح السيرجنت كارجي انه «تم العثور على بندقية هجومية من طراز كلاشنيكوف قرب جثة المهاجم». وفي أعقاب الهجوم، اعتقل شخصان على بعد ستة كيلومترات غرب بغداد.


إجراءات أمنية لحماية زوار العتبات في عاشوراء

بغداد - يو بي آي

اتخذت الشرطة العراقية إجراءات أمنية مشددة لإجهاض أية محاولة مسلحة تستهدف المدن المقدسة لدى الشيعة «الكاظمية وكربلاء والنجف» خلال أيام عاشوراء من شهر محرم.

ومن المنتظر أن تشهد هذه المدن بهذه المناسبة التي تبدأ مطلع الأسبوع المقبل وتستمر عشرة أيام مواكب ومسيرات دينية واسعة النطاق يستعيد فيها الشيعة ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) في معركة الطف بكربلاء جنوب العراق. ويشار إلى أن شيعة العراق سيمارسون هذا العام تقاليدهم الدينية المتوارثة جيلا بعد جيل ومنها تسيير مواكب العزاء بحرية تامة لأول مرة منذ ما يزيد على ربع قرن. وكان النظام العراقي السابق يحظر على الشيعة في هذه المناسبة إقامة أية مراسم علنية، وكان شيعة العراق يكتفون في تلك الحقبة على إقامة الولائم العامة وتوزيع الطعام على المحتاجين

العدد 532 - الخميس 19 فبراير 2004م الموافق 27 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً