تبدأ اليوم محكمة العدل الدولية في لاهاي النظر في قانونية وشرعية جدار الفصل العنصري الذي تقيمه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والذي سيستولي لحظه إكماله على ما يزيد على 45 في المئة من مساحة الضفة الغربية. ووفق تقرير لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني فقد استولت قوات الاحتلال على ما مساحته 165 ألف دونم تقريبا منها 124323 دونما أراضي ملكية خاصة، معظمها في محافظة قلقيلية، وأراضي حكومية بلغت مساحتها 40460 دونما، معظمها في محافظة جنين، لبناء الجدار الذي سيبلغ طوله 620 كم وبعمق يتراوح ما بين 23 و300 كم في أراضي الضفة الغربية، وجرفت 22298 دونما من الأراضي. وأشار التقرير إلى أن الجدار سيعزل 126 تجمعا سكانيا فلسطينيا، ويبلغ عدد سكان 47 تجمعا آخر 183986 نسمة، سيحاصرون بين الجدارين الرئيسي والثانوي. وسيقسم الجدار الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام، وهي:

منطقة أمنية شرقية على طول الغور بمساحة 1237 كيلومترا مربعا أي ما يعادل 21,9 في المئة من مساحة الأراضي الفلسطينية وتضم هذه المساحة 40 مستعمرة إسرائيلية. منطقة أمنية غربية بمساحة 1328 كيلومترا مربعا أي ما يعادل 23,4 في المئة من مساحة الأراضي الفلسطينية، وهذا يعني أن كلتا المنطقتين ستضمان 45,3 في المئة من مساحة الأراضي الفلسطينية.

والمنطقة الثالثة والتي تبلغ 54,7 في المئة من الأراضي الفلسطينية والتي تضم المدن الفلسطينية الكبرى ستقسم إلى 8 مناطق و64 معزلا (غيتو) فلسطينيا. وحسب التقرير فقد هدمت قوات الاحتلال 140 منزلا تدميرا كليا في شمال غرب الضفة (80 في طولكرم، 60 في قلقيلية)، وألحقت أضرارا بما يزيد على 4400 منزل، ويؤثر الجدار على ما يزيد على 875 ألف فلسطيني، إذ تشردت أكثر من 400 عائلة (2323 فردا) عن أراضيها بسبب مرور الجدار فيها، فيما حجزت بين الجدار العنصري و«الخط الأخضر» 12482 أسرة (42097 فردا)، وسيعزل 236 ألف مواطن داخل جيوب معزولة، بينهم 115 ألفا سيعزلون بين الخط الأخضر والجدار الفاصل.

ويؤثر بناء الجدار على القطاعات الحياتية كافة في الضفة، ففضلا عن تقطيع أوصالها، سيتأثر قطاع المياه بفقدان ما يزيد على 12 مليون متر مكعب من الماء من خلال الاستيلاء على مياه الحوض الغربي، وهو أهم أحواض المياه الجوفية في الضفة، والاستيلاء على 40 بئرا تقع بين الجدار الفاصل و«الخط الأخضر»، وكانت تستغل لاستهلاك 32 ألف مواطن يقطنون في هذه المنطقة ومحيطها.

وأورد التقرير أن حوالي 100 ألف شجرة زيتون اقتلعت، وصودر أكثر من 165 ألف دونم لصالح بناء الجدار، وجرف حوالي 229 ألف دونم من الأراضي الزراعية، وعزل 238,350 دونما، وسيفصل المزارعين في 71 قرية عن أراضيهم الواقعة خلف الجدار، الذي ينفذ بموازنة تبلغ حوالي 8,5 مليارات شيكل (أي ما يزيد على 1,7 مليار دولار)