العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ

«ناسا» تعزز الخبرة الفضائية من خلال تحالفات في المنطقة

واشنطن - كاري لوينثال ماسي 

25 فبراير 2010

تعمل إدارة الطيران والفضاء الوطنية الأميركية «ناسا»، بالإضافة إلى إطلاق السفن الفضائية إلى مدارات حول الأرض واختبار أنماط الطقس على سطح القمر، على إنشاء شراكات دولية تفتح المجال أمام تقدم الأبحاث والتبادل التعليمي. ومن شأن عدد من مجالات التعاون أن يجمع بين «ناسا» والعلماء والباحثين والجامعات والمدارس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


الشراكة السعودية تعمل على تقدم علوم القمر

ستجري «ناسا» ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، حسب موقع «أميركا دوت غوف»، أبحاثا بشأن القمر والأجرام السماوية. إذ تتيح الشراكة التي أعلن عن إنشائها في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2009 للمركز السعودي لعلوم القمر والأجسام القريبة من الأرض، المجال كي يساهم مع معهد «ناسا» للعلوم القمرية بخبرته في التصوير الراداري وبالأشعة تحت الحمراء وبالقياس والتصوير بالليزر والدراسات المسحية الطبوغرافية والعلم الخاص بالأجسام القريبة من الأرض.

والأجسام القريبة من الأرض هي المذنّبات والأجرام، أو الكويكبات، التي دخلت إلى مجالات قريبة من الأرض نتيجة للتأثير الجاذب من جاذبية الكواكب الأخرى.

وستتمكن «ناسا» نتيجة للمعرفة الإضافية التي يوفرها المركز السعودي لعلوم القمر والأجسام القريبة من الأرض، من التقدم نحو تحقيق أهدافها في العلوم القمرية.

ويقول نائب مدير معهد «ناسا» للعلوم القمرية في مركز إيمز للأبحاث غريغ شميت «إن وجود معهد ناسا غايته إيجاد علوم قمرية متقدمة جدا وتدريب الجيل المقبل من العلماء والمستكشفين القمريين». ويضيف «إن شراكاتنا الدولية مهمة جدا بالنسبة لتحقيق هذه الأهداف، ولذا فإن العلوم المهمة والتدريب والتعليم التي يجلبها زملاؤنا السعوديون الجدد إلى معهد ناسا للعلوم القمرية تبث فينا الحماسة».

ويأتي التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية بموجب مضمون مذكرة التفاهم الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا التي وقعها البلدان في ديسمبر 2008.

وفي بيان صادر عن سفير أميركا لدى الرياض قال، جيمس سميث، «إن هذا تقدم هام في البرنامج المتنامي لتعاوننا العلمي والتكنولوجي الثنائي». وأضاف إن البرنامج «سيساعد على تحقيق هدف الرئيس باراك أوباما الذي عبر عنه في خطابه إلى العالم الإسلامي في 4 يونيو/ حزيران 2009، الرامي إلى زيادة تعاوننا في العلوم والتكنولوجيا، والذي نعتقد أنه يتوافق كثيرا مع رؤيا الملك عبدالله».

وأعرب نائب رئيس معهد الأبحاث التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، تركي بن سعود بن محمد آل سعود، أيضا عن حماسته لانطلاق هذه الشراكة. وقال: «نحن نتطلع قدما نحو توسيع مدى التعاون مع إدارة ناسا في ما يعود بالنفع على البلدين».


تعزيز التعليم في الأراضي الفلسطينية والعراق

يذكر أن وكالة «ناسا» أنشأت في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأخرى شراكات مع الجامعات والمدارس من أجل المساعدة في تصميم وتطبيق فرص أكبر لتعليم العلوم.

واجتمع مسئولون من ناسا في 18 يناير/ كانون الثاني مع وكيل وزارة التعليم الفلسطيني، محمد أبوزيد، لبحث إيجاد برنامج للمؤسسات التعليمية الفلسطينية يؤدي إلى الشهادة الجامعية في علم الفلك وفيزياء الأجرام السماوية. وأفادت وكالة «معن» للأنباء الفلسطينية، أن المشاركين في الاجتماع أعربوا عن أملهم في أن يعمل وجود اعتماد الدرجة الجامعية على التشجيع على دراسة هذه المواضيع في الكليات والمراكز العلمية الفلسطينية.

وفي العراق تعمل ناسا على تعزيز البنية الأساسية للتعليم كجزء من جهود إعادة الإعمار بعد الحرب. وكان مالكولم فيلبس، وهو موظف مختص بالتعليم في «ناسا»، ومستشار تعليمي رفيع المستوى لفريق بغداد لإعادة إعمار المحافظات، ركز اهتمامه منذ العام 2008 في إعادة تشكيل وتعزيز المناهج التي تقدمها جامعات بغداد. وقد ساعد فريق الإعمار الإقليمي على توفير الدعم لمختبر إحدى الكليات الهندسية واتخذ الترتيبات التي مكنت المجلس الأميركي لاعتماد الشهادات الهندسية من القدوم إلى بغداد للمساعدة في تقديم الإرشادات الكفيلة بتحقيق مزيد من التقدم. ويعمل فيلبس وفريقه أيضا على تطبيق برنامج من شأنه تدريب 200 من أفراد الهيئات التعليمية العراقية في مجال إرشاد الطلاب وتوجيههم بالنسبة لفرص الدراسة في الولايات المتحدة.


الاستكشاف العلمي وأبحاث طقس الفضاء في المغرب

سافر إلى المغرب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 عدد من المتطوعين من «ناسا» وأساتذة الجامعات الأميركية لتقديم التسهيلات لأسبوع مخصص لبرامج تعليم الفلك. وعمل مشروع أسبوع المغرب للعلوم للعام 2009 الذي نظمته مؤسسة «غروف أوف هوب» (بستان الأمل)، وهي مؤسسة غير ربحية أنشأها العالم في ناسا كمال ودريري وتتخذ مقرا لها في لوس أنجليس، على التواصل مع الطلاب الشباب والمعلمين والأسر وأساتذة الجامعات. وتسعى مؤسسة بستان الأمل إلى توفير تعليم العلوم في إفريقيا والولايات المتحدة وإلهام الطلاب بالتوجه نحو حياة مهنية في العلوم وتمكينهم من المساهمة في تقدم التكنولوجيا والتنمية المستدامة.

وتولى المتطوعون أثناء فترة وجودهم في المغرب قيادة آلاف الطلاب في الدار البيضاء والرباط وطنجة وتوجيههم على دفعات دورية في مختبرات تفاعلية وفرت لهم الخبرة والمعرفة المباشرة في الصواريخ وهندسة الإنسان الآلي الروبوتية واستخدام المرقب التلسكوبي وعلوم الكواكب مع التركيز على استكشاف المريخ.

العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً