كانوا من أولئك الذين قضوا أعمارهم في خدمة مآتم سيد الشهداء(ع)، أخذوا على عاتقهم خدمة هذه الثورة وعطاءاتها التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، وعلى مختلف المستويات، سواء كانوا من الخطباء أم الرواديد أم من خَدَمة الحسين، والذين ارتحلوا من دار الدنيا وبقت جهودهم قناديل مضيئة في التراث الحسيني في البحرين ومنهم الحاج حبيب العابد الذي تربطه علاقة عشق فريده من نوعها بالحسين.
المرحوم الحاج حبيب العابد من مواليد العقد الثالث من القرن العشرين، كان يعشق الحسين(ع) منذ نعومة أظافره، تربيته ومحيطه الاجتماعي ساعداه على الارتشاف من منهل الحسين(ع) الذي هو النبع الصافي.
عُرف عن الحاج حبيب التصاقه بالمآتم والحسينيات في وقت مبكر من حياته، وخصوصا مع مأتم بن سلوم الذي نشأ فيه، ويرجع ابنه نبيل تلك العلاقة إلى عاملين رئيسيين: العامل الأول يتمثل في علاقة النسب الذي تربطه مع عائلة بن سلوم من جهة الام، في ظل هذا المحيط العائلي الأمر الذي رسخ هذه العلاقة مع المأتم في فترة تفوق نصف القرن، إذ عاش في أجواء حسينية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.أما العامل الآخر فهو نشأته في منطقة «المخارقة» وهي أكثر أحياء العاصمة احتضانا للمآتم، هذان العاملان أهلاه لأن يكون ملازما للمأتم، بل كان يلعب دورا أساسيا في القيام بمهمات رئيسية من قبيل المساعدة في تجهيز المأتم خصوصا في موسم عاشوراء.
ويضيف نبيل: «كما كانت للحاج حبيب - رحمه الله - علاقة حميمة مع الخطباء الذين توالوا على القراءة في هذا المأتم من داخل البحرين وخارجها وعلى رأسهم عميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي والمقدسي وغيرهما».
وكان على رغم مرضه يترقب وينتظر قدوم عاشوراء من عام إلى عام، وحتى بعد أن أجهز عليه المرض، كان يصر على الركوب في الحافلة التي تسير مع الموكب، ولعل المفارقة هنا أن الله اختاره في شهر محرم من العام 2000م، وهو الشهر الذي طالما كان ينتظر قدومه
العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ