شيع آلاف الفلسطينيين أمس 14 شهيدا سقطوا برصاص وشظايا القذائف الإسرائيلية خلال عملية توغل نفذها جيش الاحتلال في مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة.
وأعلنت مصادر طبية إصابة 83 - بينهم 13 في حال «خطرة أو حرجة جدا» - أثناء عملية التوغل الذي تصدى لها المقاتلون الفلسطينيون بصورة وصفت بـ «الباسلة». وقال وزير الصحة الفلسطيني جواد الطيبي إن ما حدث هو «مجزرة وجريمة حرب». وندد القيادي في حماس سعيد صيام، بالمجزرة وأكد أنّ شارون سيدفع ثمنا باهظا، ولن يخرج من غزة إلا مهزوما مدحورا.
سياسيا، أعلنت مصادر أمنية فلسطينية عن زيارة سيقوم بها مدير المخابرات المصرية عمر سليمان لفلسطين خلال أيام.
الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض
قالت مصادر طبية فلسطينية أمس إن 14 فلسطينيا استشهدوا وأن أكثر من 80 آخرين جرحوا في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، وأن كثيرا من الجرحى في حال الخطر الشديد، وتوعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون الفلسطينيين بالمزيد من المجازر وقال إن الجيش سيواصل نشاطه العسكري ما دامت هناك حاجة لذلك، في وقت يتوقع فيه وصول رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان إلى الأراضي الفلسطينية في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وكان يعلون قال في زيارته لمعبر إيرز شمال قطاع غزة أمس إن قوات الجيش ستواصل نشاطها العسكري ما دامت هناك حاجة لذلك بهدف إحباط أية محاولة للقيام بعمل «إرهابي» وانه لا يستبعد أن تكون هناك علاقة بين الازدياد في وتيرة العمليات «الإرهابية»، والحديث عن انسحاب محتمل من قطاع غزة.
وسياسيا أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان سيصل إلى الأراضي الفلسطينية في غضون الأيام القليلة المقبلة. ووفق مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لشئون الأمن القومي جبريل الرجوب فإن زيارة سليمان إلى الأراضي الفلسطينية تأتي في إطار التشاور والتنسيق المصري - الفلسطيني المستمر وأن المسئول المصري سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية وعددا من المسئولين لإجراء مباحثات ومشاورات بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية، وأن المباحثات ستركز على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارييل شارون التي تهدف إلى الانسحاب من المستوطنات في قطاع غزة.
وميدانيا قالت مصادر طبية فلسطينية أمس إن 14 فلسطينيا استشهدوا وأن أكثر من 80 آخرين جرحوا في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، وأن كثيرا من الجرحى في حال الخطر الشديد. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حال الطوارئ في جميع المستشفيات الفلسطينية مع تزايد عدد الجرحى الذين أصيبوا برصاص وقذائف الاحتلال.
وانسحبت تلك القوات من هناك ولاحق آلاف المواطنين الفلسطينيين الدبابات خلال انسحابها باتجاه مستوطنة «نتساريم» وقاموا خلالها برشق تلك الدبابات بالحجارة والزجاجات الحارقة وان جنود الاحتلال أطلقوا خلال انسحابهم نيران أسلحتهم الرشاشة نحو المواطنين ما أسفر عن سقوط المزيد من الشهداء والجرحى.
وكانت عشرات الآليات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت فجرا في المخيمين مدعمة بالمروحيات العسكرية من نوع أباتشي وتصدى المقاتلون الفلسطينيون لها وشهدت المخيمات مقاومة شرسة واتحدت جميع فصائل المقاومة الفلسطينية للتصدي بإمكاناتها المتواضعة للقوات المحتلة التي اقتحمت المخيم، ورافق تلك القوات عدد كبير من الدبابات والجرافات إضافة إلى الطائرات المروحية التي أطلقت النار نحو تجمعات الفلسطينيين فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات المتوغلة وعشرات من المقاومين الفلسطينيين الذين هبوا للدفاع عن المخيمين. وذكرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها تمكنوا من إعطاب أربع دبابات إسرائيلية خلال مشاركتها في التصدي للاجتياح الغاشم لمخيمي البريج والنصيرات وإنها استخدمت قذائف الـ «آر بي جي» وصاروخ «بتار» في تدمير تلك الدبابات.
كما أعلنت كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي كان يتمركز فوق إحدى العمارات السكنية بالقرب من مخيم البريج.
وذكرت مديرية الأمن العام الفلسطيني في محافظات غزة، أن قوة خاصة من جيش الاحتلال، كانت توغلت عند الثالثة فجرا في المنطقة، تلتها تعزيزات عسكرية، انطلقت من مستوطنة «نتساريم» عبر شارع صلاح الدين، ضمت حوالي 24 دبابة وست آليات عسكرية، وعددا من الجيبات وجرافتين وكاسحة ألغام، تحت غطاء من الطيران المروحي وإطلاق نار كثيف حتى وصلت إلى جسر وادي غزة، ثم تمركزت عند محطة وقود «أبو حجير» وفي محيط «مسجد الدعوة» على مفترق البريج، كما قامت جرافات الاحتلال، بتجريف مساحات زراعية واسعة في المنطقة واعتلت أسطح عدد من المنازل، وحاصرت أحد المساجد، وباشرت بإطلاق النار تجاه المواطنين الأبرياء بشكل عشوائي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات منهم.
ووفق المصادر الأمنية الفلسطينية فقد احتل الجنود عددا من أسطح العمارات السكنية وقاموا بتحويلها إلى ثكنات عسكرية تمترسوا داخلها وقاموا بإطلاق النار بشكل مكثف على المواطنين وأن جيش الاحتلال قام باستخدام بعض المواطنين الفلسطينيين كدروع بشرية خشية أن يقوم المقاومون الفلسطينيون بإطلاق النار عليهم وان الجيش يركز عمليات التفتيش في محيط مسجد الدعوة في الجهة الشرقية من مخيم النصيرات.
وأدانت السلطة الوطنية الفلسطينية وحركات المقاومة المجزرة في البريج والنصيرات وقالت إن هذا هو الوجه الحقيقي لشارون وإرهاب الدولة الممنهج.
وأكدت الحركات أن المقاومة ستشهد تصعيدا نوعيا في عملياتها وهو ما دلت عليه عملية إيرز أمس الأول التي نفذتها ثلاث من حركات المقاومة الفلسطينية.
كشف الحنان تننباوم لمحققيه من الأجهزة الأمنية والجيش والمخابرات العامة أن عناصر حزب الله أخبروه خلال فترة احتجازه في لبنان أن كادرا تابعا للحزب سيبادر للاتصال به في وقت لاحق، بعد مرور عام على عودته إلى «إسرائيل» وهو ما يبدو محاولة لتجنيده للعمل لمصلحة حزب الله بحسب مصادر صحافية إسرائيلية.
وقررت محكمة الصلح الإسرائيلية في بيتاح تكفا، في جلسة مغلقة عقدتها أمس، تمديد اعتقال الحنان تننباوم لمدة عشرة أيام إضافية وذلك استجابة لطلب الوحدة القطرية في الشرطة الإسرائيلية المختصة بالتحقيق في الجرائم الدولية.
وكانت مصادر الشرطة أوضحت أن التحقيق مع تننباوم يتمحور حاليا حول تهم المتاجرة بالمخدرات والتزييف والغش، إذ تم الانتهاء من التحقيق الأمني معه وسط تقدير بأن لا أساس قانونيا لتقديمه إلى القضاء بتهم ذات طابع أمني تتعلق بتسريب معلومات «للعدو» أو التعاون مع «منظمة إرهابية» خلال أسره ونقله إلى حزب الله في لبنان
العدد 549 - الأحد 07 مارس 2004م الموافق 15 محرم 1425هـ