العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ

صعوبة التخلص من انعدام الثقة يعقد العلاقات بين باكستان وأميركا

يبدو أن التخلص من سنوات انعدام الثقة بين الولايات المتحدة الأميركية وباكستان في غاية الصعوبة، إذ أبرز شجار مطلع هذا الأسبوع بين نواب من المناطق القبلية بباكستان ومسئولي أمن بأحد المطارات في الولايات المتحدة حساسية هذا الوضوع.

وكان النواب الستة في طريقهم من واشنطن إلى نيو اورليانز يوم السبت حين اختير اثنان ليخضعا لمزيد من الفحص بمطار العاصمة وهو تدقيق اعتبروه مهينا. وقد ألغوا زيارتهم للولايات المتحدة التي كان من المقرر أن تستمر أسبوعين وكانت برعاية وزارة الخارجية الأميركية وعادوا إلى بلدهم قبل استكمالها.

وتناقلت وسائل الإعلام الباكستانية هذه الواقعة لدى عودتهم، إذ زعم البرلمانيون أنهم أبلغوا بأنهم لن يخضعوا للمسح الكلي الإلكتروني للجسم. وتقول واشنطن إنها لم تعط هذه الضمانات.

وقال مسئول بالسفارة الباكستانية في واشنطن «كان من الممكن تجنب هذا الموقف».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي.جيه كراولي إنه يأسف للنظرة التي استقبل بها النواب الإجراءات. وقال مسئول أميركي بأمن المطارات إن الإجراءات «جزء ضروري» من النهج المتعدد الطبقات للحفاظ على سلامة الجماهير.

وفي كل الأحوال كانت النتيجة محرجة لإدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما وهي تغذي نمطا من العداء الباكستاني والارتياب في نوايا الولايات المتحدة بالمنطقة.

وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد، لاري شوارتز، كان مرافقا للبرلمانيين «نحاول بصدق تحسين العلاقات لكن هذا لا يعني أنه لن يحدث سوء تفاهم على امتداد الطريق».

وحين كانوا في واشنطن التقى النواب بمسئولين من وزارة الخارجية الأميركية من بينهم الممثل الخاص لدى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك فضلا عن أعضاء بالكونغرس.

والبرنامج واحد من برامج كثيرة أعدتها الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات بين الشعبين لكن النهاية الخلافية للزيارة تبرز مدى صعوبة تحقيق هذا الهدف.

وقال الكسندر ثير، من المعهد الأميركي للسلام «من المستحيل وصف العلاقة بين أميركا وباكستان سواء تاريخيا أو اليوم بأي شيء إلا بأكثر التعبيرات تعقيدا وتناقضا». وأضاف «السلوك على الجانبين ازدواجي. الباكستانيون لا يشعرون أنهم شركاء مساوون أو يعاملون باحترام من قبل الولايات المتحدة. يشعرون بأنهم تساء معاملتهم».

وقالت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى باكستان، وندي تشمبرلين، إن نقص الثقة أحد العقبات الرئيسية في طريق تحسين العلاقات.

وأضافت «غالبية الباكستانيين لا يثقون بالولايات المتحدة لاعتقادهم أننا نفضل الحكام العسكريين المستبدين على الزعماء المدنيين وأننا نتخلى عن المساعدات الاقتصادية بسرعة متى نحقق أهدافنا الأمنية».

وظهرت بوادر في الآونة الأخيرة على تحسن التفاهم حين أشادت واشنطن بباكستان بعد إلقاء القبض في كراتشي على القيادي البارز بحركة «طالبان» الأفغانية، الملا عبد الغني بارادار.

لكن إلقاء القبض عليه أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان هذا يتصل بتأمين باكستان لمصالحها أكثر مما يتصل بمساعدة واشنطن التي تكافح المتشددين بأفغانستان المجاورة. وليس واضحا لماذا اختارت باكستان إلقاء القبض على بارادار في هذا التوقيت أو ظروف الاعتقال حيث ظهرت تفسيرات متنوعة من وعود فيما يبدو من قبل واشنطن بممارسة مزيد من الضغط على الهند إلى دور لإسلام آباد في محادثات المصالحة مع «طالبان».

ويرى خبراء أن أي تعاون جديد من باكستان ليس عاما في الحكومة ومؤسساتها وأشاروا إلى توترات بين الجيش والرئيس المدني الضعيف، آصف علي زرداري.

علاوة على ذلك فإن أي تغير في العلاقات الحكومية والعسكرية لم يترجم بعد إلى تحسن في مشاعر الجماهير في ظل التشكك العميق في المشاريع التي تمولها الولايات المتحدة بعد أن أقر الكونغرس مساعدات قدرها 1.5 مليار دولار في العام كمساعدات مدنية جديدة على مدار الأعوام الخمسة المقبلة.

وما تقوله حكومة باكستان علنا لا ينعكس كثيرا في المحادثات الخاصة مع المسئولين الأميركيين.

على سبيل المثال لا تعلن حكومة باكستان دعمها لهجمات الطائرات الأميركية بلا طيار ضد المتشددين بسبب الغضب الشعبي من تلك الهجمات، لكن مسئولين أميركيين يقولون إنها تؤيدها سرا.

وقال الخبير في شئون المنطقة في راند كوربوريشن، جيمس دوبنز، «لا أعتقد أن إدارة أوباما وجدت المفتاح بعد للتأثير على الرأي العام بشكل أكثر إيجابية».

العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً