شهد مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول يومي الأحد والاثنين الماضيين انطلاق المرحلة الثانية من مؤتمر عاشوراء الأول الذي تقيمه جمعية التوعية الإسلامية برعاية الشيخ عيسى أحمد قاسم، وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين في الشأن الحسيني، ودارت رحى المناقشات في الليلة الأولى على مناقشة ورقتين الأولى للشيخ حميد إبراهيم المبارك، والأخرى للصحافي فهيم عبدالله.
وافتتح المؤتمر في الثامنة والنصف من مساء الأحد بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى رئيس جمعية التوعية الإسلامية الشيخ سعيد النوري كلمة الجمعية أكد فيها أن «كربلاء الحسين (ع) ليست مجرد نظرية أو عاطفة أو ممارسة محددة، بل أن كربلاء تعتبر مشروعا اجتماعيا متكاملا يصوغ العلاقة بين أطراف المجتمع في ظل قيادة ربانية» وأضاف النوري قائلا: «المشروع الحسيني الاجتماعي يمكن أن يحرر المشروع الإسلامي المعاصر». واعتبر النوري أن مؤتمر عاشوراء يمثل «محاولة لإثراء الحال العاشورائية في المجتمع الذي نعيش فيه».
بعد ذلك تصدرت ورقة الشيخ حميد المبارك عن أولويات المنبر الديني وعلاقة الثابت والمتغير في الخطاب الحسيني، وركز فيها على ضرورة التزام الخطاب الديني بالتوعية في طرحه، وعدم الاقتصار على الجانب العاطفي أو الشعائري فقط، بل لابد أن يحرك الخطاب الديني العقول أيضا.
وأشار الشيخ حميد المبارك في ورقته التي ألقاها في المؤتمر إلى «أهمية تفكيك أبعاد الدين والحذر من تداخلها، فمثلا هناك البعد التاريخي والبعد الاجتماعي، فالبعد الاجتماعي مرتبط بالباحث الاجتماعي بينما يرتبط البعد التاريخي بالمؤرخ ويرتبط البعد السياسي برجل السياسة، وعلى الفقيه أن يركز على أبعاد محددة بهدف التخصص، وذلك لصعوبة الاحاطة التامة بكل الأبعاد».
وذلك لا يعني - يتابع المبارك - علمنة الدين أوعزله عن الحياة، ولكن لابد من التخصص، فإذا ما أراد الفقيه الإفتاء في جانب معين فلابد أن يرجع إلى المختص في هذا المجال مثل الباحث الاجتماعي أو السياسي، وهذا أصل من أصول الفقه.
وأضاف الشيخ المبارك قائلا: «هذا يقتضي أن يتم هيكلة علوم الحياة بشكل تخصصي، فالجمعيات المهنية والسياسية والتخصصية ظاهرة ممتازة، وتتيح للفقيه إذا ما رجع إليها أن يطل على الحياة بزاوية مختلفة، وفي المقابل لابد أن يتم تحديد صلاحيات كل صاحب تخصص، فيجب ألا يتصدى غير الفقيه لمسألة الإفتاء، وألا يعطى صلاحيات فقهيه أخرى، وفي المقابل أن يلتزم الفقيه بدوره.
ورأى الشيخ حميد المبارك «أن الخطاب الديني هو خطاب متجدد، ومطالب بملاحقة التطورات الثقافية المتواصلة، فالتحديات الثقافية متجددة بصورة مستمرة» مردفا «فلوقارنا التحديات الثقافية التي كنا نواجهها في بداية الثمانينات لوجدناها مختلفة تماما عن تحديات اليوم، وجزء من هذا التحول راجع إلى تطور الاتصالات ما أدى إلى تسريع دورة التطور الفكري، فالتطور الفكري الذي كان يستغرق مئة عام في الماضي أصبح يستغرق عشر سنوات أو أقل في أيامنا هذه».
وركز المبارك على معضلة جمود الخطاب الديني قائلا: «كثيرا ما نلاحظ جمود الخطاب الديني عند بداية عقد الثمانينات، على رغم ذلك الخطاب هو وليد التحديات الفكرية في ذلك الزمان، وتحديات اليوم تختلف تماما عن تلك الفترة، ففي الثمانينات كان التحدي هو قبول الدين، أما تحدي اليوم فهو فهم الدين، وقد خطت الحوزة العلمية في قم خطوات مهمة في هذا المجال».
كما تحدث الشيخ حميد المبارك عن حاجة الخطاب الديني إلى «واقعية في التعامل مع مشروعات الآخر، الذي قد يكون دولا أو تيارا من التيارات غير الدينية، وهناك ثلاثة أساليب للتعامل مع مشروعات الآخر: أولها الرفض المطلق، ثم الرفض مع محاولة تقديم البديل والقدرة على تقديم البديل، وآخرها المناورة مع المشروع المغاير، ومحاولة وضع اللمسات عليه».
ورأى المبارك أن الخيار الأول (الرفض المطلق) لا يخدم المشروع الإسلامي؛ فهو قابل للسحق على أرض الواقع، ومثالا على ذلك هو مشروع التدريس الحكومي الذي كان مرفوضا دينيا من الجهات العلمائية، وهو قلق له مبرراته، لكن ذلك الرفض الذي لم يقدم بديلا قد انتهى وتم فرض التدريس الحكومي وأصبح واقعا، فيما أصبح الرفض نسيانا.
وكذلك الحال مع كل رفض مجرد لا يقدم البديل وسيفرض المشروع الآخر نفسه، فلو حاولت المؤسسة الدينية أن تقرأ الواقع وأن تناور في المشروع لربما تمكنت من تجنب الوضع الحالي المتمثل في عدم تدريس المناهج الدينية لطائفة تمثل غالبية الشعب. وكذلك في مسألة التعليم الخاص فلابد أن نقوم بتقديم مشروع بديل، وقد يكون ذلك عبر تقديم بديل إسلامي عبر استثمار رؤوس الأموال في التعليم، أو عبر أي بديل آخر.
وركز الشيخ المبارك على أهمية مرونة الخطاب منوها إلى أن الخطاب الديني يحتاج إلى تجنب الأحكام النهائية، فقد يتم اتخاذ قرار بشكل مستعجل، أو نتيجة لفهم معين، ويتحول ذلك الفهم إلى مواجهة نهائية، فالاستنتاج لابد أن يكون قابلا للتغير، وذلك لأمرين: الأول هو أنه من غير الممكن التعرف على الصورة كاملة من خلال تعاطي معين. والثاني أن الأيام قد تكشف الجانب الآخر من الصورة.
مضيفا «فإدعاء المعرفة الكاملة إشكالية في حد ذاتها فلابد من ترك مجال للرجوع، سواء في حال الحكم على المشروعات أو الأحوال أو الأشخاص، ولا يعني هذا ألا نرتب أثرا على أحكامنا، بل أن نرتب أثرا وأن نحافظ في الوقت نفسه على منفذ للرجوع دائما».
وبدوره تحدث الباحث الإسلامي السيدكامل الهاشمي عن انتقال الثورة الحسينية إلى مؤسسة دائمة لها وجودها وكيانها الاجتماعي والديني: مؤكدا أن ذلك يتأتى عبر أربع ملاحظات مهمة: وتدور الملاحظة الأولى التي طرحا الهاشمي على مشاهدات في واقع الثورات السياسية الإصلاحية والتغييرية، فالثورة إما أن تنجح في الوصول إلى الحكم، فتتحول من خلال ذلك إلى دولة تتمتع بوضع خاص غير وضع الثورة، وإما أن تفشل وتذهب أدراج الرياح، فتكون مجرد ومضة برقت وانطفأت بسرعة».
مستدركا «ولكن ما نشاهده في الثورة الحسينية وتداعياتها القبلية والبعدية أنها مثلت استثناء خاصا في التاريخ الإسلامي والإنساني» مضيفا «فهي على رغم كونها لم تنجح في الوصول إلى الحكم والتحول إلى دولة، فقد نجحت في أن تتحول إلى مؤسسة تحمل جوهر الدولة من حيث البقاء والتشكل والتميز، وقد تميزت الثورة الحسينية بأمور ثلاثة، ربما تكون هي السبب في تحولها من ثورة مؤقتة إلى مؤسسة دائمة. وتلك الأمور الثلاثة هي: رسالتها وقيمها، ثم أداؤها وأساليبها اضافة إلى شخوصها ورموزها».
أما في الملاحظة الثانية فقد رأى الهاشمي أن الثورة الحسينية استخدمت مفاصل ثلاثة من أجل تحويل الثورة بوصفها ظاهرة مؤقتة إلى مؤسسة دائمة ومستمرة، تعيد تشكيل نفسها، وإنتاج خطابها، وتعزيز مساراتها، في كل زمان ومكان بحسب متطلبات الظروف والأوضاع، وتلك المفاصل الثلاثة هي: الأداء السياسي والإعلامي والاجتماعي.
فيما انصبت الملاحظة الثالثة على بيان الطريق الذي للقضية الحسينية من أجل أن تتجاوز حدود الزمان والمكان والأشخاص، لتتحول إلى مؤسسة قائمة يصعب النيل منها وتفتيتها» وجوهر هذه الملاحظة - يضيف الهاشمي - يتعلق بمبدأ التأصيل العاطفي والنفسي والشعوري، الذي تمّ تبنيه بوصفه الطريق الأفضل والأقصر لبناء واستمرار مؤسسة الثورة الحسينية.
وعزا الهاشمي استمرار عطاءات تلك الثورة الخالدة هو قدرتها على خلق مكونات المؤسسة وعوامل استمرارها. والتي تتمثل في التاءات العشر التالية: 1- تركب. 2- تداخل. 3- تلاحم. 4- تواصل. 5- تناغم. 6- تعاطف. 7- تفاني. 8- تماسك. 9- تواصي. 10- تراحم.
فيما سلط الهاشمي الضوء في الملاحظة الرابعة على التكامل بين المسجد والمؤسسة الحسينية إذ مثّل المسجد أول وأهم مؤسسة دينية تبنى في الإسلام، وترتبط بهذا الدين منذ لحظة انتقاله من دعوة إلى دولة، وبموازاة المسجد، واستكمالا لمهمات الرسالة الإسلامية في بناء الإنسان أفرزت الثورة الحسينية مؤسسة المأتم، لتكون مؤسسة تكمل مسار بناء العلاقات الإنسانية ضمن حركتها الأفقية، في علاقة البشر بعضهم بعضا».
ويتابع الهاشمي «إذ في الوقت الذي يعمل المسجد على بناء العلاقة بين الخالق والمخلوق، فإن المأتم الحسيني الذي برز وتأسس كظاهرة اقترنت بمسار الثورة الحسينية فتح المجال لإعادة ترتيب العلاقة المتبادلة بين البشر، والسعي لتأصيل حركتها وفق مبدأ العدل والإنصاف، والتبرؤ من كل مظاهر الظلم والاستبداد والجور التي يمكن أن تطال هذه العلاقة، وهو المشروع الذي تبناه «الخطاب الحسيني» في المآتم».
الصحافي فهيم عبدالله طرح رؤية إعلامية لبلورة الواقع العاشورائي في رسالة إعلامية ناجحة تخدم المبادئ الحسينية، وتسهم في نقل الحراك الديني والاجتماعي إلى العالم بصورة واقعية. وابتدأ فهيم ورقته في المؤتمر بالحديث عن دور المؤسسة الحسينية في التعاطي مع مؤسسة الصحافة والإعلام، مضيفا وعندما تقرر السلطة السماح للإعلام بالتعاطي معها فإن تغيرا لابد وان يطرأ على أداء المؤسستين معا «وذلك أن تعاونهما سيثمر بلاشك مادة إعلامية جديدة على ارض البحرين التي تغافل الإعلام فيها لفترات طويلة هذه الجهود والأعمال العقائدية التي تسترعي اهتمام كل البحرين خلال أيام عشرة المحرم على اقل تقدير».
وتحدث الصحافي فهيم عبدالله عن بعض المفاهيم والتعريفات المتعلقة بموضوع علاقة الإعلام والصحافة مع فعاليات عاشوراء الحسين (ع) كمصطلحات الإعلام والرأي العام، وعلاقة الاثنين ببعضهما بعضا، والحملة الصحافية والخبر (...).
وأحدث فهيم مقارنة في تعاطي الإعلام والصحافة في البحرين مع موسم عاشوراء بين فترتي الاحتقان والانفراج السياسي في المملكة، معتبرا كيفية تعاطي الإعلام والصحافة مع مناسبة عاشوراء في مرحلة ما قبل الانفراج العام ما قبل العام 2000م «أقل من خجولة؛ فهي لم تكن تتعدى خبر إعلان إجازة عاشوراء والاستعداد لتوفير اللحوم في بعض الأحيان ونشر صفحة كاملة مقتبسة من أحد الكتب القديمة أو مقالات عن السير والعبر من دون الإشارة لما يحدث في الشارع في البحرين من مسيرات العزاء التي تلف معظم مناطق البحرين».
وعزا فهيم ذلك التعاطي (المقصر) إلى أمرين، الأول وهو قمع ورهبة وسيطرة الجهاز التنفيذي على الحراك العام في البلد آنذاك، خصوصا مع اشتمال السيرة الحسينية على عناوين رئيسية تنطلق من هذه الشعائر التي يفهم في مجملها من انها حركة إصلاح في السلطة أو مواجهة للنظام السياسي.
والأمر الثاني - وفقا لفهيم - هو وجود نوع من عدم التقبل للاطروحات الإسلامية من قبل بعض العلمانيين المتحكمين في صمامات الإعلام والصحافة، على رغم استبعاده لهذا السبب بشكل كبير.
وتابع فهيم قائلا: «بغض النظر عن وجهة النظر الإسلامية فإن متطلبات الحرفنة الصحافية توضح بجلاء مدى الظلم الذي وقع على هذه الشعائر في تلك الحقبة التي تضررت منها التيارات كافة ولم تقتصر على الفكر والعمل الإسلامي (...) وفي نهاية هذه الحقبة اقتصرت التغطيات على نشر الأخبار التي لا تمنح صبغة ايجابية عن واقع الحراك الديني والاجتماعي في تلك الفترة».
ورأى الصحافي فهيم أن تسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم جعل الصحيفتين العربيتين الوحيدتين في تلك الفترة أن تفرد مساحات واسعة لتغطية (مكرمة) - سمو الأمير آنذاك - المتمثلة في الدعم العيني للمآتم.
وتطورت في شهر محرم الحرام من العام 2000م الى تغطية حملة تبرع بالدم في ليلة عاشوراء باسم الإمام الحسين (ع) التي نظمها صندوق النعيم الخيري ومثلت بادرة إيجابية من الصحافة؛ إذ نشر خبر الحملة بمساحة جيدة. وأعقبت هذه المرحلة انفراجة نوعية على هذا الصعيد بعد فترة الانفراج السياسي، وخصوصا بعد توجيهات جلالة الملك للصحف والإعلام بتغطية فعاليات عاشوراء، إلا أن ردة فعل الإعلام والصحافة كان مرتبكا.
وتواصلت مع نشر إحدى الصحف المحلية كلمة الشيخ عيسى احمد قاسم التي ألقاها في ليلة عاشوراء على رغم وجود توجس من قبل المسئولين في هذه الصحيفة، وتعتبر هذه التغطية مؤشرا إيجابيا آخر على تعاطي الصحافة مع العالم الرمز الذي يرون فيه رقما معارضا صعبا ويحظى بقبول شعبي كبير.
بعد ذلك عمدت الصحف لاحقا إلى التخطيط لتغطية هذه الفعاليات وتخصيص المساحات وتكليف المحررين والدخول في منافسات وخصوصا مع دخول الصحيفة العربية الثالثة للسوق (الوسط) التي أحدثت نقلة كبيرة في تغطية هذه الفعاليات.
كما أن جهاز التلفزيون الرسمي قد طور من تفاعله مع الحدث وذلك بنقل مقتطفات من الفعاليات في الحسينيات وكذلك مواكب العزاء فضلا عن تسجيل عدد من الحلقات الخاصة في استوديو لمحاضرات حسينية تم بثها تباعا خلال أيام عاشوراء.
وخرج الصحافي فهيم عبدالله في المحصلة بعدد من التوصيات لتفعيل التعاطي الإعلامي الرسمي والشعبي مع هذه المناسبة مقترحا عددا من التوصيات منها: القيام بتأسيس أجهزة صحافية وإعلامية أهلية مستقلة تضع على رأس أولوياتها الاحتفاء بمناسبات أهل البيت (ع). وقد تكون فكرة إصدار صحيفة مسائية في فترة عاشوراء فكرة يمكن الانطلاق منها لتحقيق هذا الهدف، فضلا عن تشكيل فرق دعم إعلامية منبثقة من جهاز أهلي رسمي مثل توفير المواد الإعلامية للتنسيق مع الأجهزة الإعلامية والصحافية، إضافة إلى السعي لخلق أداة اتصال مع القنوات الفضائية العالمية والمهتمة بهذه التوجهات بالدرجة الأولى والصحف الخليجية والعالمية ووكالات الأنباء، والعمل على تطوير المطبوعات التى تصدرها الصناديق ومؤسسات المجتمع المدني في البحرين.
أما الأكاديمي علي خميس الفردان فتحدث في ورقته عن سمات الوعي العاشورائي التي حددها في أربعة مطالب هي: سمات الوعي، ومنطلقاته، وآلياته ومقتضياته، وأكد أن سمات الوعي العاشورائي يجب أن يستمد من مفاهيم الرسالة الإسلامية السمحاء، وأن يكون منفتحا على التاريخ، إضافة لكونه متطورا يمتلك ديناميات التجدد الذاتي، ويرصد الواقع ويقيمه وفق الأنموذج الرسالي.
والمرتكز الثاني يمثل منطلقات الوعي العاشورائي أي التمسك بالتعبير عن الرأي وخصوصا ضد الفساد والظلم، صمام أمان اجتماعي، بجانب وصول مبادئ وحقائق الثورة الحسينية إلى جميع الناس بحياد تام، يوسع منطقة الالتقاء والتفاهم، وينتزع فتيل الخلافات المذهبية. وتوظيف الفن بأشكاله المختلفة لإيصال الفكر العاشورائي أقوى وأجدى من الاقتصار على الأساليب المعتادة، لأن الفن يخاطب الشعور والوجدان.
فيما تتجسد آليات خلق الوعي العاشورائي في تنظيم برامج الخطابة العاشورائية، والارتقاء برسالة المنبر الحسيني لتصبح أشمل من كل الأطر الضيقة التي قد تقلل من شأنها. والانفتاح على الآخر، وبجانب ذلك كله يجب رفع شعارات راقية ومهذبة في الطرقات والجدران لتقدم رسالة عاشوراء (الإسلامية -الإنسانية الوحدوية) بشكل يليق بالمناسبة وصاحبها. فيما دارت رحى النقطة الرابعة على مقتضيات وآليات الدور الخطابي، مقترحا إنشاء تجمع مهني خطابي ينظم مهنة الخطابة ويضع معايير معقولة لممارسة الخطابة، ويرسم توجهات تتناسب مع متغيرات العصر ليبقى دور الخطابة دورا فاعلا في بناء الوعي العاشورائي.
يذكر أن مؤتمر عاشوراء الأول الذي سيختتم أعماله في الواحد والعشرين من ابريل/ نيسان الجاري، ومن المنتظر أن يخرج بتوصيات ومقترحات تمثل حصيلة النقاشات التي سبقت وأعقبت موسم عاشوراء، لدراستها خلال هذا العام، وتطبيقها في موسم عاشوراء المقبل
العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ