من أعجب الأشياء التي نراها في زماننا أن هناك من يطلق الكذبة ويقوم بترويجها بين الناس ثم يقوم بتصديقها، وأرى أن من بين هؤلاء من يروجون لمقولة أن الشباب ليسوا قادرين على تحمل المسئولية!
وفى هذا الصدد جاء إطلاق أولى فعاليات حملة ركاز الحادية عشرة لعام 2010 بالبحرين مؤخرا تحت عنوان «حلو نعيش بمسئولية».
والهدف الرئيسي من الحملة التي تستمر حتى الثالث عشر من مايو المقبل هو التأكيد على الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها شبابنا والتي تؤهله لتحمل العديد من المهام الكبرى على عاتقه بما يعود بالنفع على وطنه وأمته وهو المفهوم الذي يغيب حتى عن بعض الشباب أنفسهم.
ورغم الأهمية البالغة لمثل هذا النوع من الحملات في غرس العديد من القيم الإيجابية في نفوس الشباب والقضاء على بعض الخصال السلبية التي تلتصق بهم مع الزمن فإن التغيير كما نريده لا يمكن أن ينبع سوى من داخلهم أنفسهم بحيث يشعروا بعظم وأهمية المسئولية الملقاة على عاتقهم، ويستشرفوا ما ينتظرهم من نجاح كبير في الدنيا وثواب عظيم في الآخرة إذا حملوها كما يجب على عاتقهم.
و أرى أن هذا المفهوم لكي يتحقق يجب أن يشعر كل شاب بأهمية الآخرين وأن عليه مسئولية يجب أن يقوم بها لإسعادهم وجعل حياتهم أفضل، وأنه ما خلق في هذه الدنيا ليعيش وحده، ومن الأقوال المأثورة في هذا: «إن الحياة جمع وطرح وقسمة فاجمع أحبابك وأصحابك حولك واطرح من نفسك الأنانية والبخل نحوهم، وقسم حبك بالتساوي عليهم تصبح عندئذ أسعد إنسان» وأحسب أن السعادة هي الشغل الشاغل للكثير من شبابنا اليوم.
وعليك أيها الشاب أن تبدأ بنفسك فإذا استطعت كنت على غيرها أهون فالطريق ليس مفروشا بالأزهار كما يمكن أن يتخيل البعض فهو مليء بالأشواك والمنغصات ولكن لا يجب أن يصرفك هذا كله عن تحمل المسئولية التي اصطفاك الله على الأرض واختارك لتكون مسلما لتقوم بها على أفضل وجه، في الوقت الذي يغرق فيه الملايين ممن هم في مثل عمرك في بحار الضياع لأنهم لا يعلمون لخلقهم عبرة أو غاية.
وقد كان الحبيب - صلوات ربى وسلامه عليه - أول المقتنعين بقدرة الشباب على تحمل المسئوليات ولهذا اختار منهم النبي قائدا لجيش المسلمين لغزو الروم، وجعله أميرا على جيش فيه كبار الصحابة كأبي بكر وعمر، فاستكثر بعض المسلمين هذا، وتكلموا في ذلك، ولما علم النبي (صعد المنبر وحمد الله ثم أثنى عليه وقال: (إن تطعنوا في إمارته (أي إمارة أسامة)؛ فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله، إن كان لخليقا للإمارة لجديرا بها، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ (يقصد زيد بن حارثة)، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده) متفق عليه]. ولهذا يجب أن نعطي الشباب الفرصة لتحمل كافة أنواع المسئوليات ونتخلى عن بعض المفاهيم المغلوطة التي شاركنا في ترويجها عنهم بطريق الخطأ!
محمد سيف الأنصاري
أمين عام منظمة فورشباب العالمية
العدد 2770 - الثلثاء 06 أبريل 2010م الموافق 21 ربيع الثاني 1431هـ
14 نور //تابع لأحلى كلام سمعته اليوم
فإذا تتبعنا أخبار البحرين على سبيل المثال نرى كل يوم عبر الصحف مطالبات الشباب الخريجين للعمل وهم قابعون في طابور الإنتظار وإلى الأن لم يتم إستيعابهم مع وجود الشواغر , وهناك أيضاً غير الشواغر هنالك أيضا الموظفون الأجانب وهم يحتلون هذه المواقع مع العلم بأن شبابنا لديهم الخبرات اللازمة و الشهادات و المؤهلات أليس من الأفضل أن يتم إستيعابهم في هذه الشواغر وإستبدال الأجنبي بإبن الوطن ليحل المحل المناسب أليس من ربيته أنا أفضل من الغريب أليس هؤلاء الشباب هم أولى من الغريب وهذا هو المضمون يا أستاذ محمد.
14 نور // أحلى كلام سمعته اليوم
بصراحة أكبر تحية لمحمد سيف الأنصاري أمين عام منظمة فورشباب العالمية كلامه يذهب الهم عن صدر القارئ و أضم صوتي لصوته فالشباب في مجتمعنا مثل سبائك الذهب لتجار المصوغات الذهبية فبدونها لا مصوغات تباع و لا عمل لصاحب العمل فالشباب هم وقود أي مجتمع لتحريكه ولزيادة الإنتاج فيه ولكن يا أستاذ محمد مهما زاد عمل الشباب فهم يحتاجون إلى الراعي الذي يوجه وينظم ويرتب , و الراعي الأساسي هو الدولة و كما تعرف وتعرفون بأن الدولة مشغولة بأمور أهم من الشباب و المواطن وهنا يكمن الخطأ القاتل لقتل طموح الشباب.