تبحث الحكومة العراقية في امكان فرض الأحكام العرفية كتدبير امني لوقف دوامة الاعتداءات الدامية التي بات من المؤكد أنها ستزداد حدة مع اقتراب موعد تسلمها مقاليد الحكم. وأعلن وزير العدل مالك دوهان الحسن أمس أن الحكومة تبحث في امكان فرض الأحكام العرفية. وقال إن «فرض الأحكام العرفية أمر قيد الدرس حاليا» مؤكدا أن «الحكومة لم تتخذ أي قرار بعد في هذا الصدد». وفي غضون ذلك أصدر القضاء مذكرة توقيف بحق عضو مجلس الحكم السابق عبد الكريم المحمداوي الذي يعرف باسم «سيد الأهوار» وذلك بسبب تورطه في مقتل ضابط شرطة. وقال شقيقه رياض إن المحمداوي مطلوب في إطار التحقيق في مقتل ضابط شرطة على يد أنصاره في العمارة. ويتوقع أن تشتعل حدة التوتر بين قوات الاحتلال ومناصرين لتيار الصدر في المدينة إذ شككت الكثير من القوى بأمر الاعتقال واعتبروا أنه جاء بدفع من الأميركيين ولهدف سياسي، ولاسيما ان القاضي زهير المالكي الذي أصدر طلب القبض هو نفسه الذي سبق أن أصدر أوامر قبض على بعض مساعدي عضو مجلس الحكم السابق احمد الجلبي الشهر الماضي.
واشنطن، عواصم - محمد دلبح، وكالات
أكد وزير العدل العراقي مالك دوهان الحسن أمس أن بغداد تبحث في إمكان فرض الأحكام العرفية لمواجهة الاعتداءات التي تشتد وتيرتها مع اقتراب موعد انتقال السيادة. وقال إن «فرض الأحكام العرفية أمر قيد الدرس حاليا»، مؤكدا أن «الحكومة لم تتخذ أي قرار بعد في هذا الصدد».
واعتبر الوزير أن «الأمر ممكن من الناحية القانونية»، مشيرا إلى قانون السلامة الوطنية وهو قانون خاص كان يطبق في مرحلة النظام السابق ويقضي بفرض الأحكام العرفية «في حالات الضرورة القصوى أو حالات الخطر الشديد»، لكنه أضاف أن «فرض الأحكام العرفية محصور ضمن قيود بحيث لا يشكل تجاوزا على المواطن».
ويرى الحسن أن تطبيق هذا القانون الخاص ممكن على رغم أن قانون إدارة الدولة الذي يحكم المرحلة الراهنة حتى نهاية العام 2005 لم ينص على هذه الأمر. ويقول شارحا «إن قانون إدارة الدولة قانون عام في حين أن قانون السلامة الوطنية هو قانون خاص، وبما أن القانون العام لا يشير إلى حال الأحكام العرفية، فبإمكاننا العودة إلى القانون الخاص» لفرض ذلك. وفي غضون ذلك ألغيت صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي في النجف للأسبوع الثاني على التوالي، حسبما أعلن مقرب من الزعيم الديني المتشدد مقتدى الصدر. وقال احمد الشيباني «لن تقام صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي». وأضاف «سنمنع أي شخص من إلقاء خطبة إذا لم يكن حاصلا على إذن من المرجعية ولو كان إذنا شفهيا».
وبرر المتحدث باسم مكتب الصدر هذا القرار بأن «خطبة الجمعة باتت سياسية». وقال إن «طلاب الحوزة العلمية تحملوا مسئولية هذه القضية بعد أن شاوروا العلماء»، رافضا الكشف عن هوية مصدري هذه التعليمات. وقال الصدر أمس إنه سيدعم الحكومة الجديدة إذا اهتمت بالرأي العام العراقي أكثر من اهتمامها بالمحتلين. وقال نائب الصدر الشيخ جابر الخفجي في خطبة الجمعة في الكوفة متحدثا نيابة عنه إنه يريد توجيه كلماته إلى الحكومة التي وصفها بأنها جزء من المجتمع لأنها لم ترتكب أخطاء من وجهة نظره.
وأضاف أن هذه الحكومة تمضي غالبية وقتها في الخارج، لكن الحكومة والحكام يجب أن يقتربوا من الشعب وليس العكس «الذي يضر الطرفين». وقال إنه مثل «أي ابن من أبناء الشعب العراقي» سيكون مع الحكومة إذا وجدها تتعاون مع الشعب. وقال للمصلين «أوصيكم بالاستمرار بالجهاد والضغط وبكل شدة على الأميركان وأعلنوا أن مدينتكم منطقة مغلقة على المحتلين». وأضاف: «إننا ندعو قوات الاحتلال إلى تجنب غضب العراقيين وعدم دخول هذه المدينة».
إلى ذلك أعلن بيان للجيش الأميركي أن التهمة وجهت إلى ضابط أميركي بقتل احد أنصار الصدر قرب الكوفة في 12 مايو/ أيار الماضي.
في تطور آخر تظاهرت عشرات العراقيات في بغداد للتنديد باعتقال النساء والأحداث في سجون الاحتلال، وطالبن بإطلاق المعتقلين واحترام حقوق الإنسان. وتجمعت النسوة أمام مسجد أبوحنيفة بعد انتهاء صلاة الجمعة وهن يرفعن لافتات كتب عليها «العراقية ليست مادة للانتهاك».
ميدانيا أعلن الجيش الأميركي أن مقاتلين اثنين قتلا أمس في اشتباكات جديدة مع جنود أميركيين قرب قرية بهروز القريبة من بعقوبة. وقالت سينتيا ويزنر من سلاح المشاة «هذا الصباح، استهدفت قوات الائتلاف بإطلاق قذائف مضادة للدبابات من جانب متمردين اثنين»، مضيفة أنهما قتلا خلال الرد عليهما بالمثل.
كما قتل ثلاثة مدنيين وأصيب ثلاثة جنود أميركيين بجروح في انفجار قنبلة يدوية الصنع في مدينة الصدر، كما أفاد متحدث عسكري.
واغتال مجهولون أحد ضباط شرطة الحلة بعد خروجه من منزله. وانفجرت عبوة ناسفة في احد المباني التابعة لمركز شرطة المسيب وأسفرت عن جرح اثنين من أفراد الشرطة وإلحاق أضرار كبيرة بإحدى المحال التجارية القريبة.
وقال مسئول في شرطة الموصل إن ثلاثة مدنيين جرحوا في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية شرطة في منطقة الغابات. وأفادت الشرطة أن مجهولين أطلقوا ليل الخميس الجمعة عددا من قذائف الهاون على مقر سلطة الائتلاف في العمارة أعقبها تبادل لإطلاق نار بين مسلحين من ميليشيا الصدر وجنود بريطانيين. وذكرت مصادر في الشرطة أن ثلاثة من عناصرها أصيبوا بجروح ليل الخميس الجمعة في انفجار عبوة ناسفة في الناصرية. وأفادت شرطة كركوك أنها اعتقلت اثنين من المشتبه في تورطهما في عمليه اغتيال المسئول الأمني لشركة نفط الشمال غازي الطالباني. وذكر مصدر حكومي أن مجهولين أطلقوا سراح رهينة لبناني، من اصل اثنين، محتجز في العراق هو جميل ديب وفق ما تبلغ وزير الخارجية اللبناني جان عبيد من القائم بالأعمال اللبناني في بغداد حسن حجازي. وأوضح المصدر أن الخاطفين أفرجوا عن ديب الخميس وأنه بصحة جيدة من دون أن يعطي تفاصيل إضافية عن شروط إطلاق سراحه. وقال مسئول في الاتحاد الوطني الكردستاني إن زعيم الحزب جلال الطالباني سيزور تركيا بعد غد الاثنين حيث سيبحث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وضع أكراد العراق بعد انتقال السيادة. كما اجتمع نائب وزير الدفاع الأميركى بول وولفوفيتز مع الزعيمين الكرديين مسعود البارزاني والطالباني في أربيل والسليمانية.
من ناحية أخرى أعلن المتحدث باسم سلطة الائتلاف في جنوب العراق أن العراق يأمل في استئناف صادراته النفطية غدا الأحد بعد أن توقفت الاثنين الماضي بسبب عمليات تخريب استهدفت خطوط الأنابيب.
في تطور متصل وافق مجلس الشيوخ الأميركي الخميس على إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق حيث صوت 93 مقابل معارضة ثلاثة فقط العام 2005. ووافق المجلس على دفع 1,7 مليار دولار لتغطية نفقات القوة الجديدة من أصل المبلغ المخصص لتغطية نفقات الحرب على أفغانستان والعراق للعام المقبل. وبتجنيد عشرين ألف جندي جديد فإن عدد القوات النظامية الأميركية ستبلغ 502400 جندي.
في الإطار ذاته أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها ستبدأ بنشر حوالي ثلاثة آلاف جندي في شمال العراق في أغسطس/ آب المقبل. وعلى صعيد متصل قرر مجلس الوزراء الياباني ضرورة مشاركة طوكيو في قوة متعددة الجنسيات في العراق على رغم انتقاد المعارضة.
الكوفة - اف ب
انتقد شيخ مقرب من الزعيم الديني المتشدد مقتدى الصدر في خطبة الجمعة اللقاء بين الرئيس العراقي غازي الياور والرئيس الأميركي جورج بوش والمصافحة بينهما على هامش قمة الدول الثماني الصناعية. وقال الشيخ جابر الخفاجي في مسجد الكوفة «إن قلبي امتلأ سخطا كبيرا عندما رأيت رئيس ما يسمى بالحكومة العراقية الانتقالية يضع يده بيد الرئيس الأميركي الذي قاتل العراقيين بل المسلمين عموما». وأضاف «لا يمكنني السكوت عن ذلك لأن ديني يأمرني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». وتابع قائلا «هذه الحكومة التي نصبتها أميركا هي من إخواني في البلد ولا أقبل لأي عراقي أن يكون خاضعا للاستعمار».
لندن - مهدي السعيد
تصاعدت حدة التوتر بين بعض العشائر العراقية بسبب قتل ستة أشخاص في الفلوجة والتمثيل بجثثهم، الأمر الذي اعتبرته بعض الأوساط في مدينة الصدر انتقاما جاء على خلفية الانتماء المذهبي، وقالت أوساط من مدينة الصدر إن هؤلاء الأشخاص كانوا موردين للمواد الغذائية والإعانات المعيشية لمدينة الفلوجة. واتهمت الأوساط الشيخ عبدالله الجنابي والشيخ ظافر الدليمي بالافتاء بقتلهم.
وبعض هؤلاء القتلى ينتمي إلى عشيرة ربيعة أكبر عشائر العراق على الاطلاق، إذ تمتد من الجنوب وحتى الشمال، وعبر بعض وجهاء العشيرة عن غضبهم لهذه العملية.
ونفى الشيخ عبدالله الجنابي أية علاقة له بحادث مقتل هؤلاء الأشخاص، وابدى معارضة شديدة لمثل هذه الأفعال التي تؤدي إلى قتل الناس الأبرياء.
وقال في تصريح «لم أكن أعلم ابدا بمقتل الشبان، ولكني سمعت بعد مقتلهم كما سمع غيري. وفهمنا من الموضوع انهم بتعاملون مع الأميركان في توريد المشروبات الكحولية والتعامل غير النظيف مع قوات الاحتلال». ويذكر أن الأشخاص الستة كانوا يعملون مع الأميركيين في قاعدة الحبانية الواقعة غرب بغداد، وأيضا في القاعدة الواقعة شرق الفلوجة وقال الجنابي «علمت بأن هؤلاء الشبان تم تحذيرهم مرات كثيرة من قبل أفراد المقاومة في الفلوجة ولم يمتنعوا» وقال: «انني عارضت قتلهم»
العدد 652 - الجمعة 18 يونيو 2004م الموافق 29 ربيع الثاني 1425هـ