في الوقت الذي تعاني فيه الجمعيات الشبابية من اشكالات كبيرة تعوق عملها تتمثل غالبا في عدم وجود مقر خاص بها يتيح لها المجال لإقامة أنشطتها وفعالياتها المتنوعة، وأيضا عدم توافر الإمكانات المادية والمالية للجمعيات ما يجعلها مشلولة في الوسط الشبابي بسبب انعدام الموازنات التي تمكنها من التخطيط لتحقيق أهدافها وطموحاتها المستقبلية.
إزاء ذلك مازال اهتمام الشباب بإنشاء منظماتهم ومؤسساتهم قائما، وأخيرا وافق وزير العمل والشئون الاجتماعية على إشهار جمعية البحرين الشبابية، وهي جمعية شبابية قام بتأسيسها 13 شابا وشابة، لتنضم الجمعية الوليدة إلى قافلة الجمعيات الشبابية التي تسعى لفرض نفسها في الساحة الشبابية وتحاول جاهدة إلى تحقيق أهدافها ورعاية الشباب البحريني بمختلف اتجاهاته وسط محدودية الإمكانات وعدم اهتمام الحكومة بالجمعيات الشبابية، وغموض الرؤية بشأن مدى قناعتها بأهمية هذه المنظمات ضمن مؤسسات المجتمع المدني.
«الوسط» التقت رئيس جمعية البحرين الشبابية علي شرفي في أول لقاء صحافي له، ليتحدث عن طبيعة الجمعية الجديدة، وطموحات القائمين عليها، ومواقفها تجاه أبرز القضايا الشبابية في البلاد.
في البداية تناول الحوار مع شرفي طبيعة تشكيل الجمعية وأهدافها فقال: لقد ظهرت فكرة الجمعية نهاية العام الماضي على يد مجموعة شبابية لم تكن لها انتماءات واضحة للتيارات الموجودة في الساحة الشبابية، ودفعهم ذلك إلى إنشاء هذه الجمعية لتكون جمعية مختلفة عن بقية الجمعيات الأخرى. وجمعية البحرين الشبابية تهدف إلى رعاية المواهب والمهارات الشبابية وتنميتها وتوجيهها لخدمة المجتمع، وترسيخ القيم الاجتماعية البناءة كالتعاون والمنافسة الشريفة والعمل الجماعي لخدمة الشباب البحريني. كما تهدف الجمعية أيضا لاستثمار أوقات فراغ الشباب فيما ينمي معلوماتهم ويصقل خبراتهم العقلية، وتنمية شخصية الشباب والنهوض بمستواهم الثقافي والفكري.
وأضاف شرفي أن الجمعية تهدف كذلك إلى الاهتمام بالقضايا الاجتماعية المتعلقة بالشباب ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية وتنمية روح الانتماء والمواطنة لدى الشباب.
وعند الاستفسار عما يميّز جمعية البحرين الشبابية عن التنظيمات الشبابية الأخرى أوضح شرفي بأن الفرق هو اهتمام الجمعية بالمواهب الشبابية ورعايتها، فالمواهب البحرينية الشابة إذا تمت رعايتها بشكل صحيح بإمكانها إحداث كثير من الإنجازات في المجتمع، وهذا ما ستسعى الجمعية لتحقيقه كونه هدفا رئيسيا ورد في النظام الأساسي. ودعا جميع المواهب للانضمام إلى الجمعية حتى يتسنى لها الظهور.
وقال رئيس جمعية البحرين الشبابية: إن ما يميز الجمعية أيضا اهتمامها بمشكلات الشباب وقضاياهم، مثل القضايا والمشكلات الاجتماعية، وفي مقدمتها البطالة. كما إننا نسعى إلى تكوين قيادات شبابية مستقبلا، وقد يلاحظ المتابع لتأسيس الجمعية دعمنا لبعض المواهب الشبابية خلال مشاركاتها في عدد من المسابقات الفنية في الفضائيات العربية، وكانت التجربة باعتقادي ناجحة.
الخطط المستقبلية
بعدها تناول الحوار المشروعات التي تعتزم إدارة الجمعية القيام بها خلال الفترة المقبلة إذ قال رئيس جمعية البحرين الشبابية: إن الجمعية تعكف حاليا على إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يهدف إلى توفير التواصل الإعلامي إلكترونيا مع الشباب الراغبين في التعرف على أهداف وأنشطة الجمعية أو حتى الانضمام إليها. كما إن الموقع يعد فرصة للمواهب لتقديم مساهماتها، وتعريف نفسها للمجتمع. وقام الأمين المالي محمد حافظ عبدالغفار بمخاطبة عدة شركات ومؤسسات متخصصة في مجال تصميم مواقع الإنترنت، ونحن بصدد اختيار العرض الأفضل قريبا.
أيضا من الفعاليات والمشروعات التي نسعى لتنفيذها خلال 3 الشهور المقبلة إعداد أغنية وطنية باسم الجمعية، سيقدمها عضو الجمعية مبارك الغرير، وهناك مشاورات مع عدد من الفنانين لاختيار فريق الأداء. بالإضافة إلى ذلك فنحن نستعد حاليا للقيام بعدة زيارات خارج البحرين، وسنزور قريبا دولة الإمارات العربية المتحدة للاطلاع على تجربة الشباب فيها. علما بأن هذه الزيارة لا تعد الأولى لأعضاء الجمعية فقد سبق أن قام نائب رئيس اللجنة التأسيسية بزيارة مماثلة لإمارة الشارقة زار فيها إدارة الثقافة، واجتمع مع المسئولين لتعريفهم بالجمعية وأهدافها، وإمكان التعاون مستقبلا.
«الوسط» استفسرت من رئيس جمعية البحرين الشبابية عن مدى توافر الموازنة لإقامة فعاليات وأنشطة الجمعية المقبلة، فقال: الموازنة الحالية قائمة على تبرعات الأعضاء، ونقوم بجهود مكثفة للحصول على تبرعات من مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال للحصول على دعم مادي للجمعية، وخصوصا أن عددا منهم قد قدم تبرعات للجمعية خلال مرحلة التأسيس. واليوم فإنه من المهم الحصول على تعاون رجال الأعمال ودعمهم بعد إشهار الجمعية، وبعد أن أصبحت لها صفة اعتبارية. وأعتقد أن المجتمع البحريني، وتحديدا مجتمع رجال الأعمال يقدر الدور الذي يقوم به الشباب، وبالتالي فهو حريص على دعمه ومساندته لأن شباب اليوم هم رجال المستقبل.
المقر شرط العضوية
أما بالنسبة إلى المقر فهو مطلب مهم، ونحن نبحث حاليا عن مقر مؤقت أو دائم للجمعية، ونأمل الحصول عليه خلال فترة قصيرة، حتى يتسنى لنا إقامة الفعاليات، وفتح الباب للعضوية أمام الشباب من الجنسين. لأننا نعتقد أن للمقر أولوية قصوى، ومن دون المقر يكون وجود الجمعية في الساحة الشبابية من دون جدوى وإذا أردنا التميز فلابد من الحصول على المقر لنقيم أنشطتنا، ونستقطب الشباب بعد ذلك.
ولهذا السبب فإننا لم نفتح إلى الآن باب العضوية، لإيماننا بمبدأ نوعية الأعضاء، وليس العدد. كما إننا مازلنا في مرحلة التأسيس وبداياتنا الأولى. وفي ظل عدم وجود مقر مع زيادة عدد الأعضاء فإنه من الصعب زيادة العضوية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة. ولكننا ندرس حاليا توفير المقر أولا قبل فتح باب العضوية، حتى نتمكن من تقديم البرامج والفعاليات للأعضاء.
الوضع الشبابي الراهن
وعن تقييم الجمعية للوضع الشبابي الراهن في البحرين قال شرفي: الشباب البحريني اليوم بأمس الحاجة إلى مزيد من المشروعات الموجهة للشباب بغض النظر عن الجمعية التي تطرح هذه المشروعات سواء كانت الدولة أوالجمعيات الشبابية وغيرها. وأعتقد أن المشروعات المطروحة للشباب حاليا ومازالت قيد الدراسة أو التنفيذ تصب في خدمة الشباب.
أيضا هناك حاجة ملحة لمزيد من التعاون والتنسيق بين الجمعيات الشبابية بعد أن شهدت العلاقات بينها تباينا في وجهات النظر، ويمكن الرجوع إلى قبل فترة قصيرة، إذ كان رؤساء الجمعيات الشبابية يعقدون اجتماعات دورية للتنسيق عن مواعيد إقامة الفعاليات، ولكن هذه الاجتماعات أصبحت معدومة حاليا.
كما إننا نعتقد في الجمعية بأنه لابد للشباب البحريني أن يثبت أنه الأفضل عربيا، وخصوصا بعد حصول مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب على جائزتين دوليتين، وهذا تقدير دولي لجهد وطموح شباب الوطن الذي يقوم بإعداد استراتيجيته بنفسه. والجهود التي تقوم بها الجمعيات الشبابية ومؤسسات الدولة بالاعتناء بقطاع الشباب من المهم أن تستمر لتخدم الشباب، وفي النهاية البقاء للأفضل.
وأكد رئيس جمعية البحرين الشبابية بأن المركز واللجان والجمعيات الشبابية الموجودة حاليا تقوم بجهود أكبر من السنوات الماضية على رغم أنها مازالت في بدايات عملها. وأشار إلى أنها استطاعت أن تفرض نفسها في المجتمع البحريني خلال فترة وجيزة.
ثم استعرض شرفي الأنشطة والفعاليات التي أقامتها الجمعية خلال المرحلة التأسيسية، إذ أوضح بأنها إدارة الجمعية كانت حريصة منذ مرحلة التأسيس على أن توجد في الساحة وتسعى لخدمة الشباب، ولهذا فقد أقامت عدة فعاليات حظيت بمشاركة شبابية جيدة، كما كان للجمعية إسهام في إعداد عدة برامج تلفزيونية وإذاعية، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن الجمعية في مشروع الاتحاد الطلابي، ومشروع برلمان الشباب.
وعن إمكان ظهور جمعيات شبابية أخرى في المستقبل أشار شرفي إلى أنه من الصعوبة بمكان ظهور جمعيات أخرى بسبب الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة العمل والشئون الاجتماعية بشأن تسجيل وإشهار الجمعيات، خصوصا في اشتراطها بوجود مقر عند إشهار الجمعيات. كما أكد قناعته بأهمية تأسيس المزيد من الجمعيات لأنها دليل على حيوية الشباب البحريني ومدى الوعي الذي يتمتع به.
مشروع الاتحاد الطلابي
وتناول شرفي موقف الجمعية من مشروع الاتحاد الطلابي في ظل الخلافات التي يواجهها المشروع حاليا بين أعضاء اللجنة التحضيرية، إذ قال: مشروع الاتحاد له أعضاؤه والمعنيون به، أما الخلافات بين أعضاء اللجنة التحضيرية فبالإمكان معالجتها. وفي النهاية فإن الاتحاد إذا رأى النور سيخدم الطلاب، ومشاركة الجمعية في عضوية اللجنة التحضيرية تعد خطوة جيدة في مرحلة جديدة للجمعية.
كما أكد أن التباين في الآراء بشأن الاتحاد يستدعي الإسراع في معالجة اختلاف وجهات النظر، وتضييق التباين بشكل داخلي بين أعضاء اللجنة من دون تدخل أي أطراف خارجية، فالشباب والطلبة هم أدرى بشئونهم. واستبعد شرفي أن تكون الخلافات بين أعضاء التحضيرية خلافات شخصية، مشيرا إلى أن أعضاء اللجنة هم من أكفأ الوجوه الشبابية على الساحة البحرينية مهما اختلفت وتباينت آرائهم.
الاستراتيجية والبرلمان
وعن مشاركة جمعية البحرين الشبابية في مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب قال شرفي: شاركنا في الاجتماع الأول الذي حضرته الجمعيات والتنظيمات الشبابية، كما وجهت لنا إدارة الاستراتيجية الدعوة للمشاركة في فرق عمل محاور الاستراتيجية. وحرصنا على المشاركة فيها انطلاقا من قناعتنا بأهمية مشروع الاستراتيجية لشباب البحرين، ونحن بكل تأكيد نسعى لدعمه وإنجاحه.
وأكد أن مشروع الاستراتيجية يعد نقطة تحول لشباب البحرين نحو الأفضل، شاكرا ومقدرا جهود القائمين على المشروع، واهتمامهم وحرصهم اللافت على إشراك الشباب في إعداد الاستراتيجية في مختلف مراحلها.
وعن موقف جمعية البحرين الشبابية من مشروع البرلمان الشبابي أوضح شرفي بأن الجمعية شاركت في المشروع وفي الاجتماعات التي عقدت بشأنه. مشيرا إلى أن فكرة برلمان الشباب ظهرت عبر مبادرتين، الأولى من لجنة شباب الميثاق، والثانية من اللجنة الوطنية للطفولة. وقال شرفي: لقد شاركنا في المشروع بالمبادرتين، وذلك لأهميته لشباب البحرين، إذ تم تكليف عضو الجمعية عمر أبوالفتح بتمثيل الجمعية في الاجتماعات التي عقدتها الجمعيات الشبابية لمناقشة مشروع البرلمان الشبابي الذي طرحته لجنة شباب الميثاق، ونظرا لتعثره فإننا نتابع حاليا المشروع الذي تسعى اللجنة الوطنية للطفولة إلى تنفيذه. ومن ضمن متابعاتنا لهذا المشروع الشبابي المهم فقد التقينا بوفد أعضاء برلمان الشباب البريطاني عندما زار المملكة أخيرا. وأود تأكيد موقف الجمعية الداعم لجميع المشروعات التي تخدم الشباب.
كلمة أخيرة
وفي ختام الحوار وجه رئيس جمعية البحرين الشبابية علي شرفي دعوة لشباب البحرين للتكاتف يدا واحدة، مؤكدا أن تطوير العمل الشبابي هو لمصلحة الوطن. وتطلع لطرح المزيد من المشروعات والفعاليات لخدمة الشباب، لأنه في النهاية تعبير صادق عن حب الوطن وجلالة الملك. وتمنى شرفي التوفيق للجميع، وأن يرى المحبة والتعاون بين الشباب لإزالة أي جدار يصد طموحاتهم. كما أهدى إشهار الجمعية ونجاحها خلال فترة التأسيس للقيادة ولشعب البحرين، موجها الشكر الخاص إلى مؤنس المردي على مساندته الجمعية أثناء التأسيس
العدد 661 - الأحد 27 يونيو 2004م الموافق 09 جمادى الأولى 1425هـ