قال رئيس اللجنة التحضيرية لمناسبة ذكرى اليوبيل الذهبي على تأسيس هيئة الاتحاد الوطني جلال فيروز إنه من المتوقع مشاركة عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الاحتفال المزمع إقامته في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مشيراً إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى جلالته للمشاركة في المهرجان الذي سيشتمل على الكثير من الفعاليات وتنظمه الجمعيات الست. وستتضمن فعاليات المهرجان إقامة معرض وطني يمثل نضالات الشعب البحريني في الخمسينات بالصور والوثائق، إضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين والرسامين في إقامة مرسم حي يمثل الرسمات التراثية والرمزية التي تعبّر عن نضالات الشعب البحريني، بالإضافة إلى إجراء مسابقة عن كتابة المقال الوطني لتشجيع الشباب والناشئة على كتابة المقالات عن النضال الشعبي مع تأكيد دور الهيئة في ذلك لتفعيل أدوار الشباب وتقريبهم من أجواء النضال الوطني في البحرين.
الوسط - أماني المسقطي
أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان الذي تنظمه الجمعيات الست بمناسبة ذكرى اليوبيل الذهبي على تأسيس هيئة الاتحاد الوطني جلال فيروز أنه من المتوقع مشاركة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الاحتفال المزمع إقامته في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرا إلى أنه تم توجيه دعوة لجلالته للمشاركة في المهرجان الذي سيشتمل على الكثير من الفعاليات.
أما بشان فعاليات المهرجان فأشار إلى أنها ستتضمن معرضاً وطنياً يمثل نضالات الشعب البحريني في الخمسينات بالصور والوثائق، إضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين والرسامين في إقامة مرسم حي يمثل الرسمات التراثية والرمزية التي تعبر عن نضالات الشعب البحريني.
وذكر أن من ضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان سيتم طرح مسابقة كتابة المقال الوطني لتشجيع الشباب والناشئة على كتابة المقالات عن النضال الشعبي في البحرين مع تأكيد دور الهيئة في ذلك، مشيرا إلى أن المسابقة تهدف لتفعيل أدوار الشباب وتقريبهم من أجواء النضال الوطني.
وأوضح أنه تم تشكيل عدة فرق عمل منها فريق لمتابعة الشئون التنظيمية وآخر لمتابعة الدعوات وفريق لمتابعة فعاليات المهرجات التي تتضمن أنشودة وطنية قد ترقى لمستوى الأوبريت المعبر في النشيد والتمثيل، وفريق عمل لجمع عدد من الوثائق، مؤكدا أن فريق عمل آخر سيتابع تشكيل آلية للتحاور مع من شهدوا مواقف الخمسينات وشاركوا في الهيئة التأسيسية لهيئة الاتحاد، مشيرا على أنه من المتوقع أن يكون جاسم مراد عضو الهيئة السابق طرفا في الحوار، مضيفا: «من ضمن فقرات المهرجان سيتم تكريم رواد الهيئة».
ومن جهته اعتبر رئيس جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن أن أهم ما شُكلت من أجله الهيئة في الخمسينات هو أنها وحدت الشعب البحريني بطائفتيه الكريميتين في نسيج وطني واحد من أجل مواجهة المستعمر وفي سبيل الحصول على الاستقلال والديمقراطية. مشيرا إلى أن ذلك يعتبر أهم درس يجب على الجمعيات السياسية أن تستلهمه من هذه التجربة النضالية في تاريخ الشعب، مؤكدا أن لا مستقبل للعمل الوطني إذا لم يقم على أساس وحدة الشعب وتكريس الهوية الوطنية الواحدة بعيدا عن الحساسيات المذهبية الطائفية مما أفرزته المرحلة الحالية.
وقال: «في هذه الظروف نحن أحوج ما نكون إلى تأكيد هذه القيمة وإبرازها ودعوة جماهير الشعب للتعلم منها، لأن من يراقب تطورات الوضع الراهن في البلاد يلاحظ ازدياد النعات والميول الطائفية وتعدد الأجندات التي هي ابعد ما تكون عن الهم الوطني المشترك». مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يشجع الدولة على الدخول في صفقات جزئية ومنفردة مع طرف أو آخر.
ومن جهته أكد رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي عبدالرحمن النعيمي أن عمل الهيئة وما هو لا تعبير عن وحدة الشعب، مشيرا إلى أنه عندما تتحد جميع القوى الوطنية فإنها بلا شك ستحصل على جميع مطالبها، وأشار إلى أن أول المطالب التي نادت بها الهيئة وتحققت بفضلها هو شرعية العمل السياسي الذي حصلت عليه في شهر مارس/اذار من العام 1956 بعد مفاوضات طويلة مع السلطة، معتبرا ذلك دلالة كبيرة على أهمية وحدة العمل الوطني.
وقال: «لقد تحدت الوحدة الوطنية عبر الهيئة سياسة فرق تسد التي سادت في ذلك الوقت، وانعكست على الجمعيات الشيعية والسنية»، مؤكدا الحاجة في الوقت الحالي إلى جمعيات تحمل الهم الوطني بعيدا عن المذهبية.
وأضاف النعيمي نشعر نحن الجمعيات السياسية بفخر كبير في سعينا من أجل استعادة حقوقنا الدستورية وتصحيح المسار، ويبدو ان هناك استيعاباً كبيرا لمثل هذه المسائل من قبل الحكومة»، مؤكدا أن على الحكومة أن تقتنع بان نماء البلد مرتبط بلاشك بالمزيد من الاصلاح وعبر دستور واضح محدد الصلاحيات غير خاضع لأمزجة الحكومة.
فيما اعتبر رئيس جمعية العمل الإسلامي محمد علي المحفوظ عمل الهيئة بأنه محطة تاريخية مهمة من محطات العمل السياسي في تاريخ الشعب البحريني، مؤكدا أن احتفال الجمعيات الست في ذكرى الهيئة غنما هو اكرام منها، وقال: «يجب أن لا تفقد الشعوب ذاكرتها التاريخية وانما تستفيذ من جوانبها الايجابية وتتدارك ما سقطت فيه»، منوها إلى ضرورة عدم النظر إلى إحياء ذكرى الهيئة بصورته الشكلية فقط وانما من الضرورة الاستفادة من التجارب الاولية.
مضيفا: «لا ينبغي التوقف عند مظاهر وشكليات المناسبة وانما دراسة التجربة والاستفادة منها كمحطة مهمة جدا وهذا هو المغزى الاهم لاحيائها.
وفيما اذا كان يعتبر الجمعيات السياسية الحالية امتدادا لعمل الهيئة السابق، قال: «التجارب البشرية دائما ما تنتج ثمرات ومكتسبات، وينبغي منا كجمعيات سياسية البناء في عملنا وفقا للجوانب المضيئة في الهيئة».
مؤكدا أن كل عمل في جوانبه المضيئة ينبغي ان يكون منطلقا لمن يأتي من بعده، مشيرا إلى أن لعمل السياسي والاجتماعي الحالي قد يمثل ذلك.
ومن جهته قال رئيس جمعية الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي عبدالله الحويحي: «إن تأسيس الهيئة كان عبارة عن تجسيد للوحدة الوطنية في ابهى صورها، بعد أن أدرك الشعب البحريني أهمية الوحدة الوطنية في تلك الفترة وهي تعبير حقيقي عنها»، معتبرا أن الوضع الحالي يؤكد ما يذهب إليه الكثير في تخلفنا عما وصل إليه الآباء والأجداد.
وأضاف: «يبقى موضوع الاحتفال بهذه المناسبة شاهدا على أنها كانت نبراساً وطريقة عمل بالنسبة لنا كجمعيات سياسية وماولنا نستلهم منها الكثير من الدروس»، مشيرا إلى أن من يقرأ التاريخ لابد وأن يستفيد منه ليس على مستوى المطالبات فقط وإنما على مستوى الممارسة العملية والوحدة التي تجلت في ذلك الوقت.
وأكد الحويحي الحاجة إلى توصيل التجربة لأبناء الشعب البحريني ليستلهموا تاريخهم الوطني، وإنه من الواجب أن توضع هذه الشخصيات النضالية في موقعها الطبيعي ووجهها الصحيح، مشيرا إلى أن هذه التجربة الفريدة من نوعها ستبقى ما دام في استطاعة كل قوى المجتمع البحريني أن يعبر عنها من خلال عمله المشترك.
يعود تأسيس هيئة الاتحاد الوطني إلى منتصف الخمسينات حين توحدت مختلف التيارات السياسية في البحرين في ظل هيئة موحدة أُطلق عليها «الهيئة التنفيذية العليا» التي غيرت اسمها لاحقا إلى «هيئة الاتحاد الوطني» بعد أن تم الاعتراف بها من قبل الحكومة كحركة سياسية، وطالبت بالكثير من القضايا أهمها: سن دستور للبلاد، وإنشاء مجلس تشريعي، والسماح للعمال بتشكيل نقابة لهم، وتحديث أجهزة الدولة، وإصلاح القضاء وبحرنة الوظائف.
وكانت الجمعيات الست نفسها احتفلت بالذكرى الثامنة والأربعين لتأسيس الهيئة التي كانت أول عمل وطني منظم في البحرين العام 1954، بخطاب لملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ألقاه نيابة عنه وزير العمل والشئون الاجتماعية عبد النبي الشعلة.
واشتمل برنامج الاحتفال الذي أقيم قبل عامين على عرض تاريخي بالصور والوثائق للحدث الذي يعد من أبرز أحداث الحركة الوطنية في البحرين، كما تضمن تكريم رواد الهيئة وتقديم دروع لعائلات الزعماء، وعرض مقتطفات من مذكرات سكرتير الهيئة عبد الرحمن الباكر وأنشودة وطنية
العدد 735 - الخميس 09 سبتمبر 2004م الموافق 24 رجب 1425هـ