العدد 735 - الخميس 09 سبتمبر 2004م الموافق 24 رجب 1425هـ

بشارة يلتقي ابني الحكيم

التقى النائب الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة عائلة الشهيد السيد محمد باقر الحكيم المكون من سماحة السيد صادق الحكيم نجل الشهيد، وسماحة السيد حسين الحكيم وذلك خلال وجودهم في جمعية الرسالة الإسلامية في زيارة ودية لهم للجمعية صباح يوم أمس (الخميس). وقد تناول الحديث الوضع في الأراضي الفلسطينية، وما يعانيه الشعبان الفلسطيني والعراقي من مآسي الاحتلال. وأعرب السيد حسين الحكيم عن عدم الارتياح لدى الكثير من قطاعات الشعب العراقي لمواقف بعض الجهات الفلسطينية تجاه أزمة الشعب العراقي إبان العهد الدكتاتوري لصدام، فأكد الدكتور عزمي استنكاره الشديد لكل الممارسات الارهابية والمنافية للحرية.


في ذكرى استشهاد الحكيم... السيد حسين الحكيم لـ «الوسط»:

لن نقاتل نيابة عن الأصدقاء... ولا عن الأعداء

المصلى - حسين خلف، أحمد الصفار

أكد السيد حسين الحكيم الذي يزور البحرين حاليا للمشاركة في حفل تأبين السيد محمد باقر الحكيم بمناسبة مرور عام على استشهاده، ان الميليشيات المسلحة في مدينة النجف التي خاضت أخيراً قتالا مع قوات الاحتلال الأميركي، كانت أنشأت محاكم لمحاكمة الناس في مدينة النجف، وأنه عرف بعض الناس الذين تمت محاكمتهم في هذه المحكمة.

وبشأن ما ورد من أنباء عن تورط بعض الدول الإقليمية في حوادث النجف الأخيرة قال الحكيم: «نحن لسنا على استعداد لأن نقاتل نيابة عن الأصدقاء، كما إننا طبعاً لن نقاتل نيابة عن الأعداء».

واعتبر الحكيم أن السيد السيستاني «أنقذ حياة أعضاء الميليشيات المسلحة التي تحصنت في الصحن العلوي الشريف»، مؤكداً «أن الزرقاوي حقيقة لا يمكن إنكارها، وأن هناك دلائل على تورطه في قتل السيد الحكيم»، جاء ذلك خلال لقاء أجرته «الوسط» مع السيد حسين الحكيم بحضور السيد صادق الحكيم نجل الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، الذي لم يشأ التحدث إلى وسائل الإعلام لأسباب لم يصرح بها.

ما جذور أزمة النجف الأخيرة؟

- جذور الأزمة منها ما هو مرتبط بقوات الاحتلال، إذ وجدت نفسها في مأزق حقيقي، قد لا تتمكن من تنفيذ مشروعها بشكل كامل ينسجم مع أهدافها في العراق، بسبب الرفض العام للاحتلال في أوساط الشعب العراقي، وبسبب عدم استعداد القوى السياسية الأصيلة إلى الانصهار في المشروع الأميركي (...) هناك أيضا رؤية تتبنى المقاومة بطريقة مسلحة من دون أن يكون لديها حساب واضح ودقيق لعواقب الأمور، أو لعناصر القوة والضعف لدى الشعب العراقي، وقوات الاحتلال في الوقت نفسه، وهو ما أدى إلى أن يدخل الطرفان في معركة، كل منهما يحاول أن ينتصر فيها، ولكن وجدنا أن هذه المعركة تكبد فيها الطرفان الكثير من الخسائر على الصعيد البشري والاقتصادي والسياسي والقيمي، إذ ان الصراع اتخذ موقعا له في أرض مقدسة ليست لدى غالبية الشعب العراقي فحسب بل غالبية المسلمين الذين يقدسون تلك الأرض المباركة، أرض آدم ونوح وهود وصالح وعلي (ع)، وأرض الآلاف من علماء المسلمين وشخصياتهم الكبيرة الذين توسدوا فيها، والنتيجة ان الجميع عادوا إلى نقطة الصفر.

- ماذا عن جذور الأزمة، بمعنى أن تصريحات الحكومة العراقية المؤقتة وقوات الاحتلال تحدثت عن وجود محاكم أسستها الميليشيات المسلحة الموجودة في مدينة النجف، وأن هذه المحاكم قضت بإعدام بعض الناس، كما أن هذه الميليشيات كانت تتحكم في المدينة وتقمع المخالفين لها في الرأي، وأي حكومة لا تقبل أن تكون منطقة من مناطق الدولة بعيدة عن سيطرتها وتتحكم فيها فئة ما، فهل صحيح خبر هذه المحاكم؟

- توجد لدينا أخبار كما ذكرتم ولكن من أجل أن نصل إلى نتيجة قطعية يتحمل الإنسان مسئوليتها الشرعية والأخلاقية، نحتاج إلى محكمة شرعية تنظر فيما يسمى بالمحكمة الشرعية.

من كلامكم يتضح أنكم لا تنفون وجود محاكم الميليشيات؟

- المحكمة موجودة. فقد كانت هناك محكمة تتخذ من مدرسة القزويني الدينية مقرا لها، ونعرف بعض الأشخاص الذين دخلوا إلى هذه المحكمة باعتبارهم متهمين ولكننا لا نتمكن من إصدار أحكام على المحكمة الشرعية إلا عندما تتوافر لدينا الأدلة بشكل كامل.

غطاء شرعي

هل هناك مرجع أصدر فتوى أو أعطى غطاء شرعيا لهذه المحكمة أو هذه الإجراءات التي اتخذت؟

- لم أطلع على وجود غطاء شرعي مرجعي لها.

خروج السيد السيستاني من العراق للعلاج، أثار بلبلة واسعة، إذ اعتبر بعض السياسيين والكتاب أن هذا الخروج جاء كضوء أخضر من السيد السيستاني لضرب الميليشيات الموجودة في النجف ؟

- أعتقد أن هذا السؤال انكشف الجواب عنه الآن، وذلك حينما ننظر إلى عواقب الأمور حينما تمكن السيد السيستاني المرجع الديني الأعلى بحكمته وشجاعته والتفاف الناس حوله من أن يحمي أفراد هذه الميليشيات.

الآن بعد مبادرة السيستاني، كيف تسير الأمور، بمعنى هل التزمت الميليشيات المسلحة بالمبادرة أم عادت إلى سابق عهدها من السيطرة والقمع؟

- هناك مستوى جيد جداً من التجاوب مع هذه المبادرة، ومازالت هذه المبادرة هي الفيصل في الأمور في النجف، بل كانت لها امتداداتها الإيجابية في أنحاء العراق، على رغم وجود بعض المشكلات التي مازالت قائمة، ولكن المبادرة مازالت فاعلة وتمسك بمقاليد الأمور.

المؤتمر الوطني

بالنسبة إلى المؤتمر الوطني المنعقد الآن، نجد هناك أكثر من طرف مشارك محسوب على الحوزة الدينية مثل السيدمحمدرضا الغريفي والسيدبحر العلوم، وقد قلت في كلمة لك في مجلس الشيخ الجمري قبل أيام ان جميع الأطراف العراقية يجب أن تصل إلى نتائج التجربة اللبنانية، قبل المرور بما حدث من حرب أهلية في لبنان، أنتم بصفتكم طرفا شيعيا هل تؤيدون مبدأ المحاصصة للوصول إلى التوافق السياسي في العراق؟

- لا... أنا في كلمتي لم أقصد أننا لابد أن نصل إلى نتائج «اللبننة»، بمعنى الواقع السياسي، وإنما كنت أقصد أننا لابد أن نرصد ما نحن عليه لنصل في تحليلنا إلى ان ما نحن عليه ينتج «لبننة»، ولأن «اللبننة» ليست أمراً صحيحاً حتى لبنانياً، فضلاً عن أن تكون «اللبننة» وصفة يأخذها بلد مثل العراق وما فيه من عراقة في الانسجام بين مكوناته، فرصد الواقع بما أنه ينتج «لبننة»، يجعلنا نرفض «اللبننة» قبل أن نخوض فيها وفي غمار تناقضاتها وإشكالاتها.

ما رؤيتكم السياسية الآن؟

- رؤيتنا السياسية هي رؤية المرجعية الدينية التي تدعو إلى أن يكون هناك حضور حقيقي لأفراد الشعب العراقي من دون تمييز بينهم، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، هذه الصناديق التي يفترض أن تنتج دستورا يؤصل للعراق قانونه ويحترم هويته ويحفظ حقوق الجميع، لا على أساس مواقف مسبقة، وإنما ينظر إلى الجميع نظرة واحدة ومن خلال هذه النظرة نصل إلى نتائج يمكن أن تؤدي إلى دولة واحدة (...) حتى لو أنتجت هذه الوحدة في المواقف دولة فيدرالية أو أنتجت أقاليم في داخل العراق يمكن أن تؤدي إلى مزيد من استقرار الشعب العراقي وعدم فسح المجال لعودة بعض مكونات الشعب العراقي وبعض أجزاء الشعب العراقي والدخول في صراعات تضر بالجميع.

هل تعتقدون أن المؤتمر الوطني الحالي قادر على أن يفرز هذه الرؤى؟

- المؤتمر الوطني الحالي، إذا نظرنا إليه كخطوة على الطريق، يمكن أن يمثل خطوة أولى خجولة في اتجاه الاحتكام إلى الشعب وإعطاء حق وصوت لكل واحد من أفراد الشعب مساو لأصوات الآخرين، ولكن لا يمكن القبول بالجمعية الوطنية المؤقتة على أساس أنها وصفة دائمة، هي خطوة مؤقتة ليس إلا.

وردت أنباء عبر وكالات الأنباء وتحديداً أثناء أزمة النجف تفيد أن هناك دوراً إيرانياً في الموضوع، من خلال تغذية الميليشيات المسلحة أو ما يسمى بجيش المهدي بالأسلحة والتدريب والدعم. ما حقيقة هذا الكلام بحكم علاقتكم بالمسئولين الإيرانيين؟

- أنا لا أمتلك معلومات كاملة في هذا المجال، ولكن لم يطلب منا الإيرانيون أن نقاتل نيابة عنهم ونحن لسنا على استعداد لأن نقاتل نيابة عن الأصدقاء، كما اننا طبعاً لن نقاتل نيابة عن الأعداء.

وكالات الأنباء أذاعت بياناً للحرس الثوري الإيراني يدعو فيه العراقيين إلى التوحد في مواجهة الاحتلال، وهو ما فهم على أنه تدخل من قبل الحرس الثوري الإيراني، كما ان بعض الشخصيات الرسمية العراقية تحدثت عن دور إيراني، ثم إن نائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري كان في زيارة لإيران للتمهيد إلى زيارة وفد رسمي عراقي من أجل حلحلة العلاقات مع إيران، ما تعليقك على ذلك؟

- إذا كنتم أنتم تملكون قسطاً وافراً من المعلومات وتعتبرون هذه التصريحات تمثل معلومات لما طرحتموه من سؤال عن دعم تسليحي فبإمكانكم أن تتحملوا مسئولية هذه المعلومات وتبنيها.

يعني أنت تنفي هذا التدخل؟

- أنا أكدت أني لا أمتلك معلومات.

انتقادات للفضائيات

كثير من العراقيين يوجهون انتقادات واضحة لقناة «المنار»، لاستضافتها الكثير من ممثلي الميليشيات المسلحة، وأيضا هناك قناة «العالم» الإيرانية... هاتان القناتان محسوبتان على إيران، فلا يظهر السيد حسين الحكيم ولا السيد عمار الحكيم، ولكن يطلع فلان وفلان من الميليشيات المسلحة؟

- في الحقيقية موقف الإعلام العربي عموما أعتقد أنه موقف قد يكون منطلق من منطلقاته مواجهة المشروع الأميركي، وهذا من شأنه أن يؤلب الشارع العراقي ضد قوات الاحتلال، وعند هذا الحد نحن نتفهم هذا المنطلق للإعلام العربي، ولكن ما يؤسف له أن بعض القنوات العربية سواء منها منما ذكرتم أو لم تذكروا، أعتقد انها كانت تقوم بعملية خروج على مهنيتها كإعلام وفقا لتوجهاتها السياسية، وهذا كان يؤدي في كثير من الأحيان إلى ألا تكون المعلومات دقيقة وألا تكون الفرص متكافئة لمكونات الشعب العراقي أن تعبر عن واقع العراق.

من أجل تصحيح بعض المعلومات عن قناة «المنار» وقناة «العالم» بالتحديد فأنا رأيت أكثر من مرة السيد عمار الحكيم من خلال قناة «المنار»، وأنا شخصيا كانت لي لقاءات كثيرة في قناة «العالم» ولم أجد حجْرا على ما أريد أن أطرحه من مواقف، فلهذا لا أعتقد أن المسألة وصلت إلى هذا المستوى الوارد في السؤال، وإن كان هناك شيء من الاندفاع باتجاه قضية وشعار مقاومة الاحتلال بطريقة في بعض الأحيان تكون غير محسوبة النتائج وقد يكون بها شيء من المبالغة.

قلت سابقا ان الشهيد السيد محمد باقر الحكيم من الناس الذين يمتلكون خيارهم ولا يلتزم بخيارات الآخرين أو تفرض عليه، إذ انه يمتلك القدرة على ابتكار الخيارات، هل خيار السيد الحكيم مازال البيت الشيعي متشبثاً به؟

- أعتقد أن خيار الشهيد الحكيم مازال قويا، وأن صدقيته شهيدا أعطت لمشروعه السياسي وخياراته السياسية زخما إضافيا لدى أوساط الشعب العراقي عموما، والفعاليات السياسية التي كانت تسترشد بهدي الشهيد الحكيم، إذن فمازال هذا خيار أكثر قطاعات الأمة، كما ان المرجعية الدينية العليا تتبنى هذا الخيار، ومازال هذا الخيار متبنياً من قبل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ومازال متبنياً من قبل الكثير من الحركات السياسية في العراق ومؤسسات المجتمع المدني مضافا إلى المؤسسات السياسية داخل العراق.

يمكن القول انه الخيار الأبرز من ناحية شعبية في التعبير عن تطلعات الشعب العراقي وهناك معلومات قد لا تكون هناك ضرورة لذكرها فيما يخص نتائج الانتخابات التحضيرية للمؤتمر الوطني تؤكدأن هذا الخيار مازال هو الخيار الأقوى بالنسبة إلى الشعب العراقي، وأنا لا أذكر هذه المعلومات لأني لست على ثقة كاملة بالآليات التي اختيرت لانتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام ، فلهذا لا أجد أنها تصلح بشكل موضوعي كامل للتعبير عن الواقع ولكنها تمثل مؤشرات.

الزرقاوي... حقيقة أم خيال

أبومصعب الزرقاوي هل هو حقيقة أم خيال، وأنت ذكرت سابقاً أن الدلائل تثبت تورطه في قتل السيد الحكيم، بعض السياسيين يقولون ان هذه الشخصية غير حقيقية، وإنها غطاء للجرائم الأميركية؟

- طبعاً في تحليلنا السياسي الزرقاوي حقيقة، وحقيقة مرة وغير عراقية في الوقت ذاته، أقصد أنه يوجد اختراق للوضع العراقي ومحاولة فرض نموذج غير عراقي على الحال العراقية وفق آليات غير عراقية من خلال مشروع الزرقاوي، وهذا المشروع واضح أنه يرتبط بمشروع القاعدة الكبير، وإذا كان هناك شك في الزرقاوي فأعتقد أن هذا الشك يجب أن يسري إلى القاعدة بصفتها مشروعاً كبيراً، ومن المهم جدا أن نفهم أن هذا المشروع ينطلق من خلفيات فكرية ويمتلك شيئا لابأس به من الجماهيرية في أوساط الأمة الإسلامية، وهو يستهدف أيضا إفشال المشروع الأميركي ولكنه بعقلية متخلفة في الآليات السياسية، وهذا هو ما يجعل البعض حينما يطالع الخطاب السياسي للزرقاوي أو الفعل السياسي أو الفعل العنفي للزرقاوي، تجده يلاحظ نفسه وكأنه يقرأ كتابا تاريخيا عتيقا، فلهذا يبدأ باتجاه تحليل الحال بطريقة أقرب إلى الخيال الأسطورة وهذا له مناشئ لاتخلو من موضوعية، ولكن هذه المناشئ في غالبيتها ترجع إلى سوء الأداء للوصول إلى الأهداف عند القاعدة وعند الزرقاوي بشكل خاص والطريقة العنيفة التي تبدو كأنها تعيش في أعماق القرون الوسطى، حتى طريقة أدائها هي طريقة من هذا القبيل ، فهذا من الطبيعي جدا أنه يوجب هذا التحليل.

نقطة أخرى توجب هذا التحليل وتجعلنا نتفهم هذا التحليل وإن كنا نختلف معه، نجد أن أخطاء الزرقاوي الكبرى كنموذج لظاهرة لا أقصد الزرقاوي كحالة خاصة وشخصية، ان هذه الأخطاء في كثير من الأحيان تخدم المصالح الأميركية فمن الطبيعي جدا إذا أردنا أن نحلل الأمور على أساس قاعدة لمصلحة مَن؟، فيمكن أن ننساق باتجاه أن الزرقاوي يمثل مظهرا للمصالح الأميركية ولكن حينما ننظر إلى القضية بشكل كامل ونراجع خلفياتها وآلياتها وقناعة بعض الناس في الشارع بشكل حقيقي بهذه التوجهات.

الأخطاء الأميركية

والعقدة الكبيرة التي ولدتها أخطاء السياسة الأميركية في دعم «إسرائيل» وأمثال ذلك من الأمور مجتمعة، بالإضافة الى الأرقام والمعلومات المتوافرة في الإعلام تجعلنا نميل إلى أن الزرقاوي حقيقة وأن تجاهل هذه الحقيقة ورميها في سلة المهملات الأميركية في الحقيقة يمثل حالاً من حالات دفن الرأس في التراب والهروب من هذا الواقع وعدم الاستعداد لتقبله والتعامل معه.

ذكرت أن الزرقاوي يقرأ الأمور بصورة معينة، ومن خلال خطاباته نرى أنه يكفر كل أعضاء مجلس الحكم سابقا والحكومة المؤقتة الآن ويعتبرها عميلة وكافرة، إلا اننا نجد انه لا يستهدف إلا الأطراف الشيعية كعقيلة الهاشمي وعزالدين سليم؟

- الطائفية قضية معقدة وواقع على الأرض، لكننا نحن لا نتعامل معها بطائفية مقابلة، فلهذا نحن نأبى الخوض في بعض الأمور التي تحمل سمات طائفية، و نعتز بأننا لا نتعامل مع الطائفية بطائفية، ولا نتعامل مع التعصب بتعصب معاكس، وإنما نتعامل مع الطائفية بروح وحدوية، نتعامل مع التعصب بروح منفتحة، فلهذا هذا السؤال الذي تطرحونه سؤال واقعي.

اعتقد أن هذه المنطلقات الطائفية ليست كلها زرقاوية وإنما هناك تحالفات في داخل العراق بين مجاميع العنف في العراق، وهذه التحالفات أوصلتهم إلى مشتركات بقوا يتعاملون معها وينسجمون ويلتقون عندها ولهذا تجدون أنه هناك مركب بعثي يفترض نفسه تقدميا مع حال تمثل بالمنظور البعثي حالاً رجعية، والطرف الآخر يفترض نفسه إسلاميا وأصوليا مع حال يرى انها علمانية كافرة واشتراكية ترفض الكثير من ثوابت الإسلام (...) هذا التحالف هو الذي يعبر عن أن الطرفين وصلا إلى نهايات طريق الفشل، إذ اضطرا إلى أن يلتقيا مع أنهما أبعد ما يكونان عن بعضهما بعضاً في منطلقاتهما فمن الطبيعي جدا أن هذه التحالفات تنتج هذه المظاهر المعقدة التي تحمل الكثير من الطائفية والتعصب.

بعد استشهاد الحكيم كيف هو الوضع الأمني بالنسبة إلى المراجع الدينيين؟

- في الحقيقة أصبحت قضية الأمن هي القضية الأولى بعد استشهاد السيد الحكيم، ودخلت هذه المسألة في وعي الناس عموماً ليس فقط في وعي المؤسسات الأمنية للدولة أو الحس الأمني للجماعات السياسية، وإنما دخلت كأولوية أولى في الحس العام وتمكنت نسبة الوعي المرتفعة هذه من إفشال الكثير من المخططات الإرهابية في داخل العراق

العدد 735 - الخميس 09 سبتمبر 2004م الموافق 24 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً