تنتشر طوال الأسبوع أسواق يتحرك أصحابها ببضائعهم من قرية إلى أخرى كل يوم لعرض الملابس والألعاب وأقراص الكومبيوترات وأشرطة الكاسيت وغيرها من المستلزمات التي تجذب الأطفال والنساء والرجال على حد سواء، إذ يتم بيعها بأسعار أقل مما هو معروض في المحلات الموجودة في الأسواق والمجمعات التجارية.

وتستقطب مثل هذه الأسواق المتنقلة الأسر الفقيرة التي تكاد لا تستطيع مجابهة الحياة ومتطلباتها الكثيرة، لذلك فإن أغلب المعروض فيها يتم جلبها من دول قريبة مجاورة بأسعار قليلة ومن ثم تباع هنا بأسعار معقولة تتناسب ومستوى دخل المقيمين في القرى.

ويُلاحظ كذلك أن الباعة في هذه الأسواق ليست لديهم محلات أو مواقع ثابتة، وهم من البسطاء الذين يعتمدون على بيع بعض البضائع في الفترة المسائية، كمصدر دخل إضافي يساندهم في تلبية احتياجات أسرهم.

وفي مناسبات كشهر محرم والنصف من شعبان والنصف من رمضان والأعياد الدينية، تنشط الأسواق المتنقلة كثيرا وتشهد إقبالا يفوق في بعض الأحيان تواجد المستهلكين في الأسواق المعتادة، إذ يتم جلب أحدث الملابس والأحذية والأحجبة التي تتناسب مع مختلف الأذواق والمراحل العمرية.

عن نفسها، تؤكد المواطنة ليلى علي أنها تحرص على الذهاب إلى مثل هذه الأسواق حتى ولو كانت في منطقة بعيدة عن مسكنها، فهي ترى أن التجول في أكثر من موقع يتيح لها الفرصة للاطلاع على المعروض من البضائع ومقارنتها مع ما هو مطروح في الأٍسواق، فإذا وجدت أن أسعارها أقل قامت بشراء ما تريده منها.

وتعتقد علي أن الباعة في هذه الأسواق لا ينظرون إلى الربح المادي كهدف أساسي، بل يسعون إلى كسب أكبر عدد من الزبائن في مختلف المناطق التي يذهبون لها، لذلك فمن الطبيعي أن تكون أسعار بضائعهم معقولة ومناسبة لموازنة الكثير من الأسر البحرينية الغنية والفقيرة.

وتشير إلى أن أهلها وأقربائها يجتمعون في منزل العائلة في اليوم المخصص لإقامة السوق بالمنطقة من أجل التبضع وتلبية احتياجات المدارس والأطفال.

ويعتقد البائع المتنقل محمد البقالي، أن السبب الرئيسي لإقبال المشترين يعود إلى الفرق في الأسعار بين الأسواق الثابتة ونظيرتها المتنقلة، بالإضافة إلى أن الأخيرة تتجه للناس في مكان إقامتهم مما يوفر عليهم عناء الانتقال بالسيارات إذ إن أغلبهم يأتون إلى السوق سيرا على الأقدام، كما أن أغلب البائعين هم من البحرينيين الذين ليست لديهم وظائف ثابتة، وبالتالي فإن عملية التفاوض على السعر تكون مرنة وسلسة جدا مقارنة بالتعامل مع البائعين الأجانب.

وعن أبرز المعوقات التي تواجه البائعين يقول البقالي: «عامل الطقس والموقع غير المناسب يشكلان بالنسبة لنا قلقا كبيرا، إذ إن هبوب الرياح المحملة بالغبار وهطول الأمطار وتقلب الطقس هي عوامل تحول بيننا وبين الوقوف في الساحات المفتوحة لكسب الرزق، أما البلدية فلا تتعرض لنا أو تصادر بضائعنا طالما التزمنا بالابتعاد عن الشارع العام ولم نعرقل حركة السير».

ويؤكد أنه يشارك في معظم الأسواق المتنقلة، فهو يبيع الذرة ولكن لا يمكنه التواجد إلا في الفترة المسائية، إذ إن زبائنه هم من الأطفال الصغار الذين يتواجدون في الفصول الدراسية صباحا.

وعن مصادر البضائع، يوضح البقالي إلى أن «معظمها يجلب من الخارج، فالذرة تشترى من البحرين ولكن يتم تصديرها من السعودية بعد أن تشحن من البلدان المصدرة مثل بلجيكا والصين وأميركا، وأغلب الملابس المطروحة تجلب من السعودية وسورية، فيما يقصد بعض البائعين الكويت ودبي لشرائها».

ويضيف «تجلب العطورات من السعودية والإمارات، والفواكه تشترى من الأسواق المحلية ولكنها تصدر من بعض الدول العربية، وألعاب الأطفال من السعودية»