العدد 2376 - الأحد 08 مارس 2009م الموافق 11 ربيع الاول 1430هـ

جنوسان... جنة الإنسان التي تبحث عن ضالتها

في انتظار مشروع إسكاني ومرافق خدماتية

جنوسان - محرر الشئون المحلية 

08 مارس 2009

عادة لا يزور الكثير من المواطنين قرية جنوسان... حتى أهالي القرى الواقعة على شارع النخيل، ربما يمرون عليها مرور الكرام عبر ذلك الشارع، ولكن تلك القرية الصغيرة التي تكبر يوما بعد يوم وتكبر أماني أهاليها في الحصول على خدمات متعددة، لاتزال تحتفظ بالكثير من مميزات القرية الجميلة، فعلاوة على طيبة أهلها وكرمهم، فإن بضع مشاهد رائعة بين البحر والنخل، تجعلك تشعر بالسعادة.

تعالوا نتجول قليلا في هذه القرية، فمن أي طريق سندخلها؟ يبدو الطريق المؤدي إليها من شارع النخيل ملائما... ولأننا زرنا القرية في الصباح الباكر يوم السبت، ولأنه يوم إجازة، فإن أكثر المشاهد التي تلفت الانتباه هي أن أطفال القرية لايزالون يمارسون الألعاب الشعبية التراثية القديمة التي قلما تجدها اليوم بين الأطفال. كانت مجموعة من الصبية الصغار يلعبون (التيلة)، وهي عبارة عن كرات زجاجية صغيرة ومتوسطة وكبيرة، ولها عدة أشكال في اللعب، فمنها ما يسمى المثلث، ومنها ما يسمى (الكون) وهي حفرة تلقى إليها الكرات الزجاجية من على مسافة تتراوح بين 5 إلى 8 أمتار، وهناك أشكال أخرى يتفنن الصغار فيها... وهؤلاء الصغار، على رغم أنهم يمارسون الألعاب الإلكترونية الحديثة، لكنهم يستمتعون أيضا بلعب التيلة... هذا ما كان من شأن الأطفال، أما النشاط في القرية فيبدو متناسبا مع حجمها... فالمحال التجارية التي تطل على شارع النخيل متنوعة، فيما جلس بائع السمك على طرف شارع النخيل يعرض ما لديه من أسماك، ولم يكن في مواقع صناعة القراقير التي لاتزال قائمة في القرية من أحد... فممارسة هذه المهنة تبدو بوضوح في فترات العصر.

على الساحل، تشاهد رجلا يصلح قاربه هنا، وشاب هناك يستعد للإبحار، فيما يفضل البعض قضاء وقت في استنشاق الهواء العليل المقبل من البحر.


البساتين الجميلة شاهدة على الجمال

البساتين جميلة، وعلى رغم تقلص مساحتها وإنشاء بعض المشاريع فيها لكن لاتزال المزارع بأشجارها المثمرة وإنتاجها من الخضراوات مستمر وإن كان أقل من السابق كما يقول الحاج إبراهيم الذي يمارس الفلاحة في قطعة زراعية صغيرة، والذي يشير إلى أن القرية في السابق كانت فعلا جنة بفضل المساحات الخضراء وأشجار النخيل وعيون الماء.

وبهذه العبارات، يشير الحاج إبراهيم إلى أن أصل تسمية القرية يعود لكونها كانت كالجنة، وكلامه يتوافق مع رواية بالنسبة للتشمية تشير إلى أن القرية سميت بهذا الإسم لما كانت تحتويه من بساتين ذات الأزهار الجميلة والأشجار المثمرة والمياه العذبة والتي كانت بمثابة جنة لساكنيها. في رواية أخرى، تنتسب تسمية القرية إلى أحد رجالها القدامى كان اسمه جنوسان.

والغريب، أن هناك بضع معلومات عن القرية في موسوعة «ويكيبيديا» تقول: «إذا أردنا الحديث عن تاريخ هذه القرية، فعلينا أولا معرفة معنى الاسم، إذا بحثنا في المعجم، فلن نجد له أي معنى باللغة العربية، وفي العام 1986 قد تم التنقيب في جنوسان، واكتشاف جرة كبيرة، ومن خلال دراسة هذه الجرة اتضح أنها كانت تستخدم لحفظ العسل، ومن خلال بعض الحفريات والتنقيبات في القرية، اتضح أنها تعود إلى فترة دلمون المتأخرة، وبالعودة إلى تسمية القرية، نجد أنها تتكون من جزئين هما: جنة وسان ويقصد بها أنها كانت قرية جميلة جدا ومن أروع الأماكن، ويقال إن «سان» اسم لرجل مشهور من القدماء الذين عاشوا في القرية وكانت له مكانة رفيعة».


الجن والإنس... ورواية ضعيفة

جنوسان قرية ساحلية تقع شمال جزيرة البحرين، وغربي العاصمة المنامة، وأخذت شهرة واسعة مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بأنها كانت كثيرة الزرع والينابيع، وهناك من يعتقد أن جنوسان سميت بهذا الإسم من كلمة مركبة من (جن وإنس)، ولكن، كما يقول مشرف موقع قرية جنوسان (وحيد): «بعد أن بحثت قليلا، وجدت أن هذا القول ضعيف جدا ورواية لا يمكن الأخذ بها على أن قريتنا تضم الجن والإنس، وحتى من الناحية اللغوية، فإن مفردة الجن كلمة عربية، ولفظة جنوسان تعتبر من الكلمات الأعجمية، ولكن يمكن أن نفهم أن كلمة (الجن) تعود في الأصل إلى معنى (جنة) وليس (جن)، حتى في اللغة السومرية القديمة التي كان يستخدمها أهل دلمون (لعلاقتهم الكبيرة بالحضارة السومرية في بلاد وادي الرافدين)، حيث تشير بعض المخطوطات إلى اسم (أرض سان)، الذي من المحتمل أن يكون أحد ملوك ذلك الزمن، والذي يؤكد هذا الأمر أن الأرض المرتفعة التي تسمى (الجبل) في القرية، ما هي إلا قبور، وقد يكون هذا الملك المسمى بسان مدفون هناك.


في انتظار الخدمات «المهمة»

لكن، ماذا عن وضع القرية اليوم؟ في لقاء مع مجموعة من الأهالي، فإن القرية بحاجة إلى الكثير من الخدمات، فالأهالي يتطلعون لأن تحظى القرية بمشروع امتداد القرى ليكون لأهاليها من ذوي الطلبات القديمة فرصة الحصول على خدمة إسكانية، بالإضافة إلى تحسين طرقات القرية الداخلية، وزيادة عدد المستفيدين من البيوت الآيلة للسقوط من أهالي القرية ذوي الدخل المحدود، أما النظافة، فخدماتها موجودة لكن الأهالي يطالبون بزيادتها وخصوصا أن بعض المجمعات تتكدس فيها المخلفات وتؤثر على الصحة العامة.

أما الشباب، فطموحهم كبير في أن تهتم المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالنشاط الثقافي والرياضي في القرية وتوفير تسهيلات أكبر لفئة الشباب الذين يمتلكون طاقات خلاقة في الكثير من المجالات.


شباب القرية مولعون بالرياضة منذ الستينيات

تاريخ القرية مع الرياضة قد بدأ على أغلب الأقاويل في منتصف الستينيات، حيث كان أطفال القرية يلعبون بكرة من القماش في أزقتها، لكنهم كانوا اللبنة الأولى للعبة في القرية، ويشير مشرف موقع قرية جنوسان (وحيد) أن أولئك الأطفال أصبحوا الآن أجدادا وآباء لهم احترامهم من قبل الجميع لما قدموه إلى القرية من خدمات، وكان من هؤلاء المرحوم علي أحمد (أبوحسن) الذي تسمى دورة جنوسان باسمه والذي كان لفترات طويلة كابتن فريق القرية وهو في ذات الوقت المدرب، وكان معه رفيق دربه سيدعلوي سيدطالب (أبو طه)، وأما من كبار ذلك الجيل الذين بدأوا اللعب سيدمرتضى (رحمه الله) الأخ الأكبر لأبي طه، والذي كان من الذين يعتبرون النواة الأساسية للرياضة في القرية، وأيضا عبدالله جمعة المعروف باسم الـ(قليت) الذي ترك الرياضة والقرية منذ وقت ليس بقريب، وأيضا الشيخ عبدالله الصالح (أبو ياسر) الذي كان من اللاعبين المميزين في القرية، ولقد كان من الناس الذين يشجعون أبناء القرية على ممارسة الرياضة وكان له الفضل في أن يصبح أخاه جعفر إبراهيم (أبوصادق) حارس مرمى، وغدا أفضل حارس مرمى في القرية.

أما عن الملاعب، فأشهر ملعب في القرية هو (شرق الهوى) الذي لا يعرف سبب تسميته، لكن هناك ملاعب أخرى في القرية مثل الملعب الأسطورة (ملعب الجبل) الذي يعتبر الأساس الأولي لتخريج أبرز لاعبي القرية، ومن الملاعب التي كانت موجودة، الملعب الذي كان موجودا في المنطقه المقابلة (للجبل)، وكان الملعب ممتدا من بيت سيدإبراهيم سيدسلمان إلى بيت ابوعبدالله عيسى الشامي، وكانت تقام على هذا الملعب العديد من الدورات الصيفية فيما مضى، وأيضا ملعب الزراعة الذي أقيمت عليه 3 دورات سداسيات عيد الأضحى قبل أن تنتقل هذه الدورة إلى الملعب الجديد في مزرعة سيدسلمان، بالإضافة إلى ملعب الساحة الذي كانت تقام عليه بعض الدورات للناشئة، وأقيم على أرضه أيضا الزواج الجماعي لعامين متتاليين.


الموقع

*تقع شرق باربار وغرب كرانة وجنوب جدالحاج، على شارع البديع وشارع النخيل.


المجمعات

*تتكون من أربعة مجمعات: 504، 502، 508، 506.


المساحة

*2 كيلو متر مربع.


تعداد السكان

* يبلغ عدد سكانها نحو 2833 نسمة.


مرافقها

* في القرية 9 مساجد، 12 مأتما، صندوق خيري. كذلك مصنع مواد صناعية، ومصنع منتجات غذائية. مزرعة دواجن، 4 مشاتل زراعية.


موقع أثري

* من المعلومات التي لا يعرفها الكثيرون هي وجود موقع أثري في القرية، يقع قرب قرية باربار ومعابدها الثلاثة، فهو يتميز بوجود تلال ضخمة، اكتشفت فيها قبور هلنستية تعود إلى الفترة الواقعة مابين 300 قبل الميلاد إلى 200 ميلادية.

العدد 2376 - الأحد 08 مارس 2009م الموافق 11 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً