العدد 756 - الخميس 30 سبتمبر 2004م الموافق 15 شعبان 1425هـ

رداً على مقال: «تعيينات وزارة الصحة يا وزيرة كانت طائفية»

تناول سيدضياء الموسوي في صحيفة «الوسط»، في عددها الصادر يوم الأحد 26 سبتمبر/ أيلول 2004، في عموده «نبض المجتمع» تعيينات الوكلاء المساعدين بوزارة الصحة، ليصفها بأنها «لم تكن موفقة من ناحية المناصب في معظمها لهذا جاءت النتيجة صارخة من حيث التمييز الطائفي»، كما هدّد بتناول وزارة الصحة بالمساءلة لكثرة مشكلاتها بسبب هذه التعيينات، وتساءل عمن يكون «المسئول عن ترشيح أسماء الوكلاء المساعدين»، هل هي الوزيرة أو الوكيل. ودعا «عمال وموظفي وكوادر كل وزارة أن يقدموا ورقة احتجاج على أية تعيينات أو ترقيات تقوم على المنطق الطائفي وليس الوطني»، وطالب السلطة بقوله «أنصفي الكوادر الشيعية في الوزارات وارفعي عنهم ظلم المسئولين». ثم أكد «نعم، أكرر الشيعة ولأتهم في وطنيتي». وختم مقاله بأنه «لا يمكن تحقيق الدولة الحديثة إلا إذا ألغينا الطائفية في التعيين والتوظيف وركزنا على الكفاءة والمواطنة الصالحة وهي موجودة في كل الأطياف والانتماءات في المجتمع البحريني».

ان هذا الأمر جد غريب ومتناقض إلى درجة صارخة، فدعوة الكاتب إلى الطائفية لا تتفق مع ما يصف به نفسه من الوطنية. وإذا كان يدعو إلى إلغاء الطائفية فلماذا لا يبدأ بنفسه وعموده الذى يكاد به يشعل نار الطائفية التي يدعو إليها ليل نهار! وإذا كان يرى أن الكفاءة والمواطنة الصالحة موجودة في كل الأطياف والانتماءات في المجتمع البحريني فلماذا يحتج على وزيرة ووكيل الصحة بأنها تعيينات لم تكن موفقة. وهل المنطق الوطني في التوظيف يكون فقط بحسب فهمه بالاقتصار على الكوادر الشيعية من دون السنية؟ أي منطق هذا الذي يتذرع به ويدعو إليه؟! وأتساءل: لماذا سكوته دهراً عن وزارة الصحة، فقط حين كانت التعيينات لوكيلين مساعدين لم تناسب مزاجه ليصفها بأنها «صارخة من حيث التمييز الطائفي»، وتناسى حجم التوظيف الذي تتمتع به الطائفة الشيعية في وزارة الصحة. ثم هل تنقص الكفاءة من تم تعيينهم من أبناء الطائفة السنية وهم من حظوا بثقة القيادة السياسية الحكيمة التي لا تفرق بين أبناء الوطن، أم أن شرط الكفاءة عنده أن يقتصر من يتم تعيينه على الطائفة الشيعية؟!

وأين كان من تعيينات وزارة التربية التي تم فيها توظيف نحو 650 موظفاً بلغت نسبة أبناء الطائفة الشيعية أكثر من 85 في المئة من العدد المذكور؟ فلماذا لا يصفها بالطائفية جرياً على ما ينتهجه من طروحات في التعيينات المماثلة أم أن الطائفية لا تكيل إلا بمكيالين.

كم كنت أتمنى أن يسخر الكاتب قلمه لصالح الوطنية، فيدافع عن المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية، فكل تعيين هو لمواطن يخدم هذه الأرض. أم أن هذه الأرض والمناصب هي لطائفة دون أخرى؟! أما تحريض العمال والموظفين في الوزارات فدعوة خطيرة، وهل هذا من الإصلاح في شيء أن تثار النعرات وتشق الصفوف، وتستغل مساحات الحرية لبث هذه الدعوات البغيضة؟! فاتق الله وتحرّ العدل فيما تكتب، وتذكر قول الله تعالى: «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى» (المائدة: 8). ودعوتي لعقلاء الشيعة من العلماء والوجهاء أن يتصدوا لمثل هذه الأصوات الطائفية التي لا تبغي للوطن وأهله خيراً، والتي ستصيب الجميع بشررها.

كاتب بحريني

العدد 756 - الخميس 30 سبتمبر 2004م الموافق 15 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً